الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الفن.. الألم وعشق الورد

الفن.. الألم وعشق الورد

الساحة (1)

بقلم: نورة حسن الحوسني كاتبة وروائية ـ الإمارات

على الرغم من أن التطور العلمي الذي يشهده العالم بمدلولاته المادية، مَكّن الإنسان من بلوغ كثير من الأهداف التي يرتجيها، وتحقيق أحلامه، إلا أن أحداً لا يستطيع إنكار أن العالم الذي نعيش فيه فقد معنى التوازن الضروري بين المَظاهر الروحية الداخلية للإنسان مع الجوانب المادية في الحياة الإنسانية، نظراً لهيمنة النمط المادي للحياة، بما يحمله من تعقيدات وصعوبات كثيرة تزيد من مظاهر الضغط النفسي، التي قد نعاني منها بسبب التحديات الحياتية، مخلفة مشكلات عاطفية ونفسية كثيرة، تبدو معالجتها أمراً لا بد منه إن أردنا الاستمرار في الحياة ومواجهة تحدياتها ومتاعبها.

هنا نسأل: كيف نستطيع مواجهة ما يعتري سبيلنا من صعاب وظروف قاهرة؟ وكيف نعيد لأنفسنا ذلك التوازن الضروري بين المظاهر الروحية والجوانب المادية في الحياة؟.. بالتأكيد أن أسئلة مثل هذه تقودنا إلى ضرورة العودة إلى الفن، فكما هو معروف فإن الفن بجميع أشكاله وألوانه، هو الوحيد القادر على إشباع الرغبات الروحية للإنسان، عندما يستطيع بواسطته أن يخرج ما في داخله من جمال، بل وتحويل الألم والمعاناة إلى شكل من أشكال الفنون الراقية.


من ناحية أخرى، فإن الفن هو الذي يعيد الإنسان إلى نفسه عندما تتقاذفها صروف الحياة وصابها، تماماً كما يقول الشاعر والفيلسوف الهندي الشهير رابندرانات طاغور:«إننا نعشق الورود لأنها تعكس ما في ذواتنا من جمال».


ولذلك لا بد من القول إن الفن يمثل نوعاً من العلاج النفسي لكثير من المشكلات الصحية والعاطفية أو النفسية، كما أن الإبداع الفني يساعد، على الاستقرار، وزيادة الثقة بالنفس، وإشاعة الهدوء والسكينة، الضرورية لحياة صحية سليمة.