الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أولوياتنا.. كيف نميزها؟

أولوياتنا.. كيف نميزها؟
بقلم: خلود خالد حامد طالبة جامعية ــ الإمارات

الألم الذي تشعر به نتيجة لاختياراتك السيئة هو أفضل ألم، لأنه يصنع منك شخصاً آخر مختلفاً وقوياً، ذلك لأنه يغير نظرتك وتفكيرك نحو القضايا والمواقف، ويجعل منك شخصاً صاحب قرارات صائبة على المدى القريب، ويراكم تجاربك، ويؤهلك زمنياً للاستفادة من الزمن، في غدوه الدائم نحو عمر يقترب من نهايته ـ لامحالة ـ مهما طال.

كل ذلك وغيره يجعلك تضع خطاً تحت كلمة أولويات لجهة تجديدها في كل فترة، فبعض الأولويات يتغير وبعضها يبقى ثابتاً لارتباطه بعلاقات حميمة مع الأقارب، مثل: الأبناء والوالدين والزوج، أو تتحكم فيه وتحدد مصيره متطلبات العيش.


وهناك أولويات تشطبها، أو تؤخرها إلى أجل غير مسمى كشراء سيار جديدة، ترى أنها أصبحت قديمة، ربما تكون نظرتك للحياة هي التي تغيرت، ومن الطبيعي حدوث مثل ذلك.. إنك اليوم لست أنت في الأمس، ولن تكون كذلك في الغد المنظور، وهناك من الشواهد ما يؤكد ذلك لمن أراد منا أن يعتبر.


إننا في حقيقة الأمر نتحرك في فضاء الزمن من خلال تجاربنا المتراكمة، ولكي نعمقها أكثرعلينا بالمواظبة على القراءة.. ليس فقط لأنها تفتح عقولنا وترتقي بتفكيرنا، وتجعل منا أصحاب ذوق فكري وأفق واسع المدى فحسب، وإنما لأنها أيضاً تزيننا بجمال نحن نصنعه، كلما زادت معرفتنا بما يسجل في هذه الدنيا من أحداث كتابة.. القراءة إذن هي الطريق المعبد لتحديد أولوياتنا في زمن صعب فيه التحديد والتمييز.