الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قوة لا تقهر

قوة لا تقهر
بقلم: د. محمد سعيد حسب النبي أستاذ جامعي ـــ مصر

في يوم من الأيام سئل «أينشتين» سؤالاً عجيباً، وهو: «هل هذا العالم ودود؟»، وكانت الإجابة بلا تردد «نعم، العالم ودود». والإجابة تفضي إلى حقيقة؛ فالعالم ليس ودوداً فقط؛ وإنما هو بديع أيضاً، ويضم كل ما هو طيب وإيجابي، بل والأبدع من ذلك أننا نستحق كل الأشياء الطيبة التي يقدمها لنا هذا العالم.

ومن الأشياء الطيبة في عالمنا استشعار المودة نحو الآخر، والتي تجلب الأفكار الإيجابية؛ فيتحول مسار الحياة نحو الأفضل والأجمل. فأفكار الود تستجلب مشاعر الحب، وكلما زاد مقدار ما نستشعره من حب، زاد ما نملكه من قوة وطاقة إيجابية بناءة.


وقوة الحب التي لا تقهر تجسدت في قصة «فريدريك أندروز»؛ فعندما كان في الـ13 من عمره قال أحد أطبائه لأمه: «ليس هناك فرصة ممكنة لشفائه، فقد مات ابني الصغير بالمرض نفسه بعد أن بذلت كل ما بوسعي، ولقد أجريت دراسات خاصة لمثل هذه الحالات، وأعلم أن الشفاء مستحيل».


عندئذ التفتت إليه الأم قائلة: ماذا ستفعل أيها الطبيب إذا كان هذا الابن ابنك؟، فأجابها سأناضل وأناضل ما دام لدي ولديه نَفَس من حياة».

وكانت هذه بداية معركة طويلة الأمد مليئة بالتقلبات، فلقد أجمع الأطباء على انعدام فرص الشفاء، ولكن مع إيمان الأم وقوة حبها تم الشفاء، وتحول الفتى من جسد ضعيف عليل يمشي على يديه وركبتيه إلى رجل قوي منتصب القامة سليم البنية.

إن الإنسان الناجح في صناعة الواقع هو الإنسان الفاهم لأفكاره ومشاعره، والقادر على السيطرة عليهما وتوظيفهما في كل مواقف الحياة على اختلافها، بل ويمكننا القول: إن المشاعر هي التي تضفي الحياة للفكر، والفكر المشبع بالحب لا يقهر أبداً.