السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

للأحلام وجوه عدة

للأحلام وجوه عدة

الساحة (4)

بقلم: نبيل عرابي كاتب ـ لبنان

تلعب الأحلام دوراً هاماً في مراحل حياتنا، حتى تكاد تلامس أكثر تفاصيلها، وتتدخل فيها على المستويين: الواقعي المُراد تحقيقه، والخيالي الذي يبقى هائماً في الفضاء الرحب.. لكن مع الشاعر سيف الرحبي، ومن خلال ديوان «مدية واحدة لا تكفي لذبح عصفور»، تبرز لنا الأحلام بوجوه عدة، فهي تبدأ.. في الصباح المبكّر والنوم ما زال أفقاً مكتنزاً بالمرايا، تمشي خطوتين، متعثراً بأحلامك.

وقد تكون أحلام طفولة بريئة، مفعمة بالعفوية إلى حدّ كبير، ترافقنا، ونحن نسبح في مطر المهرجان حيث/ الطيور برفقٍ/ تنقر الهواء ليستيقظ/ معنا على السطوح/ وحيث كنا نجفف التمور والأحلام/ على الشرفات الطينية/ ونسقط بين قوائم ثور هائج.


وتتخذ الأحلام صفة الأمل المتمثل بيوم جديد، ننتظره ونحن نراقب الأفق.. وخلف السياج الخارجي/ ترى النخل أرواحاً هائمة ترتطم بالمآذن/ سفناً ترخي قلوعها/ في بحار سديمية/ بين نعاسها وأحلامها الخضراء/ يضمر المساء سهرته القادمة.


وأحياناً، تشرئب الأحلام بعنقها، وتصبح مدعاة للتساؤل: كيف اخترقتك الأحلام/ بغدر المسافة/ ورحلت باكراً، حتى إنها تتقدم في خطوات عملية من اليوميات التي تتعاقب، فتتحول إلى إعلان صريح تصدح به النفس.. عندما أسافر إلى بلد/ تسبقني إليه الإشاعات/ فأنتشي/ مثل ذئب تسبقه أحلامه نحو الفريسة/ ولا أصل.

وحين تكون الأحلام سبباً مباشراً للّقاء بأناس يحملون في قلوبهم المحبة والطيبة، ولا يعود لعلامات التعجب والاستفهام مجال لأن تتراصف على المدى المنظور، فعلى الأغلب.. لقد جاؤوا من البيت المجاور لأحلامك/ باحثين عن صدر أكثر رأفة من المعرفة.

للنشر والمساهمة في قسم الساحة: [email protected]