الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

ضيفنا الخطير لا يُرى

ضيفنا الخطير لا يُرى

PSX_20200413_173040_٢٠٢٠٠٤١٣١٧٣٢٢٤٠٤٧_٢٠٢٠٠٤١٣١٧٤٠١٥١٢٧ ضيفنا الخطير

محمد الكتبي طالب في المدرسة الإماراتية ـ الإمارات
فيروس لا يُرى بالعين المجردة غيَّر مجرى حياتنا، وزرع في قلوبنا اشتياقاً لكل ما كان في أيدينا، ورحل عنا بمجرد وصول ضيفنا الخطير، الذي لا يُرى ولكنه يطرق على باب صحتك إذا خرجت لاستقباله، اشتقنا إلى كثير من النعم المفقودة بعد رحيلها، وأدركنا قيمتها الحقيقية بعد وصول ضيفنا الخطير.

اشتقنا ولكن الاشتياق ليس حِكراً فقط على الإنسان، فلقد اشتاقت الشوارع إلى زحام السيارات، واشتاقت المدارس إلى أصوات لعب الطلاب، واشتاقت المساجد إلى اندفاع المصلين للحاق بالصلاة، واشتاقت المتاجر إلى زبائنها، كل شيء اشتاق إلينا واشتقنا إليه أكثر.

أصبحنا لا نرى أقرباءنا وأصدقاءنا خوفاً على صحتنا وصحتهم، لأننا لا نعلم من فتح بابه لاستقبال هذا الضيف الخطير فلربما الضيف معنا، فواجب كل فرد منا أن يلتزم بالجلوس في منزله، فضيفنا لا يزور المنازل المغلقة لأنه يعتبرها حِصناً منيعاً، لذا ماذا سوف نخسر إذا أغلقنا أبوابنا في هذه الفترة العصيبة؟


نعم سوف نخسر قليلاً، وسنكسب كثيراً بعد رحيله عنا، فنعمة الصحة أغلى بكثير من أن نخسرها، إن هذه الأوقات العصيبة مرت علينا من قبل بصورة أقسى مما نعانيه اليوم ولكنها رغم قساوتها وفتكها إلا أننا تغلبنا عليها.


ضيفنا سيرحل إذا أصررنا على رحيله، لأن لكل ضيف موعداً محدداً للرحيل، سيرحل عنا هذا الفيروس وسوف نعود لحياتنا مقدرين للنعم التي كنا في غفلة عنها، ستمتلئ الشوارع بالسيارات، سنسمع ترديد الطلاب للنشيد الوطني الإماراتي مع بداية كل يوم دراسي جديد، سنرى المساجد مكتظة بالمصلين، كل شيء فقدناه سيعود، وسوف ننسى ضيفنا المسمى بفيروس كورونا بعد تلقينه لنا درساً بأننا مهما تطورنا إلا أننا لا نزال تحت رحمة رب العالمين.

للنشر والمساهمة في قسم الساحة: [email protected]