السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

بيروت.. الصدمة ومشاعر الألم

بيروت.. الصدمة ومشاعر الألم
عمر حجَّار رجل أعمال ـ لبنان

هل مررت بموقف جعل المشاعر والأفكار تتصارع داخلك، ولا تدري أتبكي أم تغضب أم تُحبط؟ وماذا لو وجدت نفسك مُكبلاً تراقب شخصاً تحبه وهو يضرب وينزف ويتألم، وأنت لا تستطيع إنقاذه؟

هذا ما حصل يوم الانفجار في بيروت الحبيبة.. إنها صدمة الحدث، ثم رؤية الناس في الشوارع والزجاج المحطم يملأ الطرقات وسيارات مسرعة هرباً من شيء قد يحصل بعد.. صور ومشاهد وأخبار قتلى وجرحى ومفقودين، ونحيب أم تبحث عن ولدها ولهفة زوجة تريد رؤية زوجها وغيرها من مشاعر الألم التي تطغى على المكان والزمان.


وحين تقترب من منطقة كانت الأجمل، والأكثر ترتيباً، وأعني بها الوسط التجاري ـ التي كانت تعجُّ بالزائرين من كل حدب وصوب، تجدها فعلاً باتت منكوبة، عمّها خراب تكدست فيه الحجارة والأتربة، وأصوات سيارات الإسعاف تملأ المكان.


من بقي من أهل بيروت في منطقة الانفجار وذهب ليعاين محله أو مكتبه سيجده في حالة يُرثي لها، سيحمد الله أنه لم يكن هناك، وسيسأل نفسه: ماذا كان لو كنت موجوداً في لحظة الانفجار، أمام كل هذا نقول: أما آن لهذه الكوابيس أن تنتهي؟ أما آن لمدينة كانت عروس المدن أن تتوقف عن الحداد؟ أما آن لمدينتي أن تعيش بسلام؟ وماذا عن المجرم، ولأي سبب قتل؟ وهل يُرضي الخالق إيذاء مخلوقاته وجلب المآسي والأحزان والحداد؟ أما آن لتدخل دولي ينقذنا مما نحن فيه، أم سنظل متروكين مهملين متعَبين وغيرنا ينظر إلينا؟

تلك الأسئلة جميعها نابعة من أفكار ومشاعر متناقضة في بعض الأحيان، لكن الأكيد أن الكلمات لن تفي حق التعبير عن كل ما نمرّ به، والحمد لله على كل حال.