السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

إلى الأحبّة.. هناك

إلى الأحبّة.. هناك
مريم عيسى مهندسة وطالبة دكتوراه ـ الإمارات

ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، أخ عن الأخوة انشق.. قد يختلف السَّاسة لكن تتعاطف الشعوب، تتقارب، وبالأرواح تتزاور.

«مصيرنا واحد وشعبنا واحد».. لم يكن بيتاً لأغنية خالدة وحسب، بل مبدأ عاشت عليه أرواح أبناء الخليج، وبين الأشقاء تحدث غيرة محمودة، لكن لا ضغينة، لا خبث، ولا خداع.. نحنُ وهم أشقاء شتتنا «الإخوان»، يتدخل الأحباب، بين الشد والجذب، نرضى، وبسعة صدر نرحب.


يسيئون مجدداً، نصمت، ازداد الكيل، انقطعنا.. على حافة الهاوية، متمسكين بقشة الحُب الأخيرة «الظفر ما يطلع من اللحم»، كقضية شرف يطعن الظفر اللحم، تنزف الدماء، تفوح رائحة الخبث الفارسي، نبتعد.


بكل ثقلنا نبتعد «لا ضرر ولا ضرار»، وإن كان ضرهم علينا كبيراً.. كبار أشداء نمسك النفس عن الغضب، وهي تثور، تغلي دماً شهيداً راح ضحية غدر شقيق منشق.. نتنفس صعداء كذبات لا تنتهي، ونغض النظر عن المغالطات، صبرنا طويل.

لا يكسر الغدر عزيمتنا، ولا الاتهامات تربكنا، كهمّة الشقيقة الكبرى عزيمتنا «مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض».. ننهض بعد الغدر أقوى، دماء الشّباب روت الأرض مجداً، وغذّت عروقنا إرادة، وعلمتنا السياسة، ووحدتنا على الحق.

نستند على جدار لا يُكسر، جدار عمره تسعون عاماً من الصّمود والإباء، لم يهزه طامع ولم تهده حفرات غادر، نستند على الحق زهواً، نحتفل بيومه فخراً، نسارع للمجد والعلياء فكلُناعاشقون من دفء الصحراء إلى أعالي الجبال.

يصرخُ الأحبة هناك: أنسيتم أيام الأنس في ديسمبر، عيدكم كان عيدنا، مشينا المسيرات، أنشدنا الأغاني، رددنا «لولا غلاكم ما تعنينَا».. فهل هكذا تُنْسى المودّة ويُهجر الأحبة؟

عفواً.. أشقاءنا وأحباءنا: «لولا غلاكم ما قطعنا»، و«لولا غلاكم بالدم حاربنا».