الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أخطاء على الورق

أخطاء على الورق
رامي عبدالله شاعر وباحث في مجال القيادة ـ الأردن

يؤكد المتخصصون في مجال العلوم الإنسانية بأن مهارة التخطيط الفعّال هي إحدى المهارات القيادية، التي لا يمكن للقادة التخلّي عنها، وفي هذا السياق أعجبتني مقولة متداولة، نصّها: «إن التخطيط هو فن ارتكاب الأخطاء على الورق»، لأنه يجنبنا الوقوع في الأخطاء الحقيقية، ويحمينا من العواقب النفسية والاجتماعية والمادية للفشل.

ويمثل التخطيط حاجة أساسية للبشر، حيث إننا لا نستطيع العيش بطريقة عبثيّة في هذا الكون المنظم والمحكوم بنواميس ثابتة منذ الخليقة.


وهنالك من بين البشر من جعلوا الوهم والتمني غذاء، وابتعدوا عن التخطيط غير منتبهين لمقولة «إن التمني يستهلك نفس الطاقة التي يستهلكها التخطيط».


كما أن المشتغلين في مجال مهارات القرن الـ21، أكدوا أن التخطيط ركيزة أساسية، خاصة أننا نعيش في زمن سِمته التغيّر في ظل هذه المرحلة، التي نحاول فيها جميعاً الاستعداد للثورة الصناعية الرابعة والطوفان السيبراني الجديد.

ولذلك ظهر مصطلح الأهداف الذكية على يد الباحث الأمريكي جورج تي دوران عام 1981 لتوجيه عملية التخطيط، وربطها بأهداف تتسم بأنها محددة وقابلة للقياس وللتحقيق، وتتصف بالواقعية، ومرتبطة بخطة زمنية.

وقد شهدت الفترة الأخيرة فعاليات شبابية متعددة في مختلف الدول العربية، للتركيز على المهارات الحياتية للشباب، والتي كان التخطيط أحد محاورها، وهنا تجب الإشارة إلى مجموعة من القيم المرتبطة بالتخطيط والتي يجب على المنظمات الشبابية التركيز عليها لدفع الشباب، وتحفيزهم نحو ممارسة التخطيط لتحسين فرصهم في الحياة.

إن أهم القيم التي يحتاجها شبابنا العرب الآن هي: التفاؤل والمثابرة لحمايتهم من الإحباط، والبدء في وضع الخطط، التي ستكون جسراً لإنجازاتهم، خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي زاخرة بالرسائل السلبيّة الخاطئة، التي لا تستند إلى حقائق في أغلب الأحيان.