السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

تَجَارِبُنا تُحاربنا

تَجَارِبُنا تُحاربنا
نهلة خرستوفيدس كاتبة وشاعرة ــ قبرص

البعض منا يمرّ بتجارب مختلفة على المستوى الشخصي، ويتعامل بطبيعة الحال مع شخصيات كثيرة في حياته، منها الطيب ومنها الشّرير، لكن ترسخ في أذهاننا شخصيات تعاملنا معهم بكل شفافية وصدق ووضوح، ومنحناها ثقتنا الكاملة، ثم قامت بصفعنا، لحظتها نكتشف أننا كنا غائبين عن الوعي، ومثاليين، وصادقين مع أشخاص لا يستحقون ذلك.. إنها فعلاً حياة عجيبة تفقد فيها العلاقات بين البشر معاني الطيبة والوضوح.

تمر الأيام والسنون، ومع ذلك تظل الصفعة تطاردنا في كل علاقتنا، وتجعلنا حذرين، وعلى غير عادتنا نتظاهر بعكس ما بداخلنا خوفاً على أنفسنا من جروح أخرى.


حتى في التجارب العاطفية والزوجية نجد كُثراً اصطدموا في حياتهم بتجارب غير ناجحة، وأصبحوا مترددين في اتخاذ أي موقف أو قرار جديد، لأنهم فقدوا الثقة تماماً في من حولهم، إذ هم يحكمون عليهم من تجاربهم وليس من طبيعة الشخصية التي يتعاملون معها، لذلك تأتي أحكامهم غير سوية لأنها وفقاً لمعايير خاطئة.. إنهم يرون الحياة بنظارة سوداء، وليست عندهم الشجاعة لنزعها، ورؤية الحياة بمنظور آخر.. فهم يسحبون خيوط تجاربهم أينما حلّوا أو ارتحلوا.


لذا علينا بعد أي تجربة سيئة أخذ فترة من الوقت لإفراغ عقلنا ومشاعرنا من التجارب السابقة وآثارها، ومراجعة حساباتنا من جديد، والتقدم بكل ثقة لعبور حياتنا دون التعلق والتفكير بأحداث الماضي ومن زرعوا فينا هذا الشعور، ولنبدأ عهداً جديداً نصنعه بأيادينا، ونكتب عن علاقاتنا الناجحة ومدى المودة والمحبة بيننا وبين الآخرين، ونعامل الآخر كما نريد أن يعاملنا، لربما وجدنا الشخص الأفضل، وقد تكون لنا تجربة رائعة تجعلنا ننظر للحياة بروح السعادة والتفاؤل والأمل.