السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

حلوة عُمان.. أرواحاً وأرضاً وكائنات

حلوة عُمان.. أرواحاً وأرضاً وكائنات
مريم عيسى مهندسة وطالبة دكتوراه ــ الإمارات

بأناسها البسطاء، بسلمها وسلامها، بساحلها، بحرها وبرها، حلوة عمان.. بصيف شمال باطنتها الخانق وبقايا «الهمبا» على الأشجار، بازدحام أوراق اللوز في الليوان، وتدلّي عذق الموز بين النّخيل، بنعيق الغربان، ورائحة الخبز تفرده عجوز تبشر بأنّ الصبح كله خير في عمان حلوة برائحة سواحلها العذراء، وسكينتها التي تكسرها أمواج تتلاطم على القلوب تملؤها حباً، وضجيج فرق تجمع «الدّوك» لعباً وتنافساً.

حلوة بخريف ظفارها المعجز بعد صحراء، بالرذاذ المتهادي الذي يملأ الرّوح سكينة، وخضرة الجبال والبرودة التي يقشعر منها البدن، وبخوار الأبقار وقطعها للطرقات، بشلالات دربات وبهجة الرّوح في الغور فيها، بطعم ماء النّارجيل ينعش النّفس بعد التّعب، ورائحة اللبان تملأ الحافة ليلاً، مبهجة عمان.


بشتاء مسقط البارد الدّافئ هدوءاً وسكينة، بضجيج الموج الخافت، بإطلالة السّيب على الخليج، وانسجام «الطّراد» يتماشى في الجصّة، بهيبة الجبل شامخاً منتصباً جنب السّاحل، وازدحام القراء في معارض الكتاب.


حلوة بوديانها التي تبعث الحياة في النّخيل، وتنبض الرّوح في ساكنيها، بعلاقة العماني مع طبيعته، بانسجامه مع نخيله، واهتمامه بحصاده، بارتباطه ببحره، ومعرفة أماكن سمكاته، بحرفة الأجداد المورّثة جيلاً بعد جيل، تبثّ الرّوح في سعف النّخيل، ويصبح خشب الطرقات مندوساً يسر الناظرين ومكمن سرّهم، عظيمة عمان.

بطعم الحلوى، ولذّة المشكاك، باللهجة الفريدة المبهرة المختلفة من ولاية إلى ولاية، بلفظ «السّندويك»، وخجل البنات بعد ترديد «صوبنا» بإعجاب.. حلوة.

بإتلاف روحه مع أرضه، حيث لا يوجد عماني وحيداً، فهو يصادق الأرض لتنهض عزيمة الشباب، ولا يهرم نشاط «الشيّاب»، بتلاحم الشعب رغم اختلاف المذاهب والأصول، بعطائهم لأرضهم من غير انتظار مردود، ستجدد نهضة عمان.

بتوسط محضة بين المدام وحتّا، وباقتراب البريمي من العين، إلى القلب العمانيّون قريبون، فأنتم منّا ونحن منكم، مجدكم مجدنا، يوم وطني مجيد.