الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عن الحب.. وعيده

عن الحب.. وعيده
جاسم أحمد الحمود كاتب ومهندس معماري ــ سوريا

العيد هو كل يوم يُحْتَفَلُ فيه بذكرى حادثة أو أمر سواء كان دينيّاً أم غيره، في هذا السياق سيتبارى اليوم كثيرون للحديث عن عيد الحب.. فهل فعلاً هناك للحب عيد، أم أنه حادثة تقع كل يوم مرة، ونستذكرها، أو هو مجرد ذكرى مضت ونحاول استعادتها؟

الحب إحساس وحالة، بل طريقة حياة لا تؤطّر ولا تقيد، وهو أيضاً أسلوب حياة ومعيشة علينا ممارسته بمفهومه الشامل الواسع، مع أن غالبية البشر اختصرته في تعلق الرجل بالمرأة، وأقلية منها ــ إن سلمنا برأيها ـــ جعلت له عيداً.


لذلك أقول: لا تعترفوا بعيد الحب، إنما عليكم الاعتراف بالحب وحده مجرداً من كل تصنيف وتوصيف.. اعترفوا به كسلوك يومي مع الأهل والأقارب والأصدقاء والمعارف، ومع كل الذين يمرون في حياتكم، حتى لو كانوا عابري سبيل، أو صادفتهم في الطريق، أو حتى التقت نظراتكم للحظة بهم.


عليكم زراعة الحب بين الأهل من خلال صلة الرحم، وبين الجيران بحفظ حقوقهم والإحسان إليهم، وبين أصدقائك بصفو الوداد والإخلاص لهم، بل عليكم زراعته بين الآخرين أيضاً، من تعرفونهم بحسن المعاملة، وبين عابري الطريق بابتسامة حقيقية على وجهوكم، فالتبسم صدقة، وبين الجميع من بني البشر بأن تكونوا تعبرون عن وجودكم من خلال المعاملة الحسنة.

وإذا كان لا بد من احتفالكم بعيد الحب، فليكن بطريقة أخرى، كأن تراجعوا شريط حياتكم، وتتذكروا من أسأتم لهم، وتسعون للتصالح معهم، وتتذكرون من هجرتهم أو باعدتهم، وتتواصلون معهم.. نقّوا قلوبكم من الحسد والغل والكراهية، واهدموا كل جبال القطيعة، وشيّدوا مكانها جسوراً للمحبة، ولتجعلوا الحب حياةً مستمرة لا طقساً محدداً عبرا ومتقلباً، أو فعلاً خاضعاً لأهواء والمزاج.. وباختصار لتبدأوا حياتكم بالحب، ولتنهوها فيه وبه.