الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الأمان الوحيد

الأمان الوحيد
د. وسام ممدوح كاتبة ـ مصر

الأمان.. ذلك المُرَادف الذي نبحث عنه كثيراً، لأن الخوف يهدد استقرارنا، وهو مميت ونحن على قيد الحياة، فإذا تغلَّب شعور الأمان عندنا نجونا.

لكل منَّا أمانه الخاص به، فالأب أمان، وكم أحب تلك المقولة التي تقول: «وجود أبي في البيت يغني عن 40 قفلاً على الباب»، أو تلك التي تقول: «حذاء أبي عند الباب تعريف للأمان» ويختلف أماننا بماهيَّتِه تماماً عند كل شخص، وتتدخل في ذلك الاختلاف أشياء كثيرة منها: التربية، والقناعات، والسلام النفسي، والصحة النفسيّة للأسرة وللشخص.


هناك من يتّخذ المال الأمان، لأنه تربَّى بطريقة مختلفة تماماً عمن اتَّخذ النجاح في عمله مثلاً، وعن ذلك عن الشخص الذي يدخل تحت عباءة من هو أقوى منه ليتخذه أماناً له.


نختلف كثيراً، ولكننا نتفق في أنه لا يوجود شخص طبيعي أو غير طبيعي على وجه الأرض لا يحتاج إلى الأمان، ومن الناحية النفسية قد يمنحك الأمان والاستقرار النفسي شخص تحبه، وقد ينزعه عنك ويزلزل كيانك وأمانك شخص وثقتَ به وأحببته أيضاً، لكنه لم يكن أهلاً للثقة.

ومع اختلاف التعريفات والقناعات، دعنا نتَّفق على أن كل شيء تزول عنه صفة الديمومة فهو لا يصلح لإعطاء صفة الأمان، فكل شيء زائل من مال وصحة ومنصب ونجاح وحب وأشخاص، لذلك لا نأخذ منها الشعور بالأمان.

فالباقي لنا هو الله.. هو الأمان، والثقة الذي لا تخذلنا أبداً، وهو القادر على تغيير أقدارك بين ليلة وضحاها.. الله هو الأمان الوحيد في هذه الدنيا.. فكن معه جلَّ جلاله يكن معك كل شيء.