السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الشِّعر.. طائر من الفردوس

الشِّعر.. طائر من الفردوس
دكتور معراج أحمد الندوي أستاذ جامعة عالية كولكاتا - الهند

يحمل الشعر أجمل معاني الدنيا، في حروفه موسيقى مؤثرة، وفي كلماته موهبة قدسية تعطى لقليل من البشر.. فيه طموح الشباب وحبه للحياة، وفيه أيضا هروب غير واعٍ من الفناء، وفيه غناء الشباب للنجوم وطربه لأناشيد الطيور، كما فيه ربيع عمر الإنسان وخريفه.

الشعر.. لوحة تختزل الجمال، وتختزنه في قوالب من الحروف والكلمات، وهو مناجاة الطبيعة مع الحياة، وهمس مسموع للعواطف البشرية، وترجمان قدير لكمية هائلة من العواطف الإنسانية، يتمثل طمأنينة الحياة وسكون النفس، حينما يتمثل أحلام الحياة ونجوى القلوب المتحابة.


الشعر ينتقل الناس من عالم تسيطر عليه الآلام والهموم وتكاليف الحياة وأعباؤها، فكل شيء فيه ثقيل يرسف في القيود ويتعثر في السلاسل، كأنما يصعد إلى السماء إلى عالم تسيطر عليه العواطف والأشواق، وتهب فيه النفحات القدسية فيشعر الإنسان بخفة الروح وسرور القلب، ويشعر بلذة الحياة ورقتها، فيصبح كان ثقيلاً خفيفاً، ما كان جحيماً نعمياً.


والشعر يزيل ظلمة الليل الحالك، لتحل محلها إشراقه الصباح، ويشرق بالفن والحياة كما يشرق الكوكب بالنور الجميل والوردة بالعطر الأريج، والشاعر يعبر من خلال الشعر عن جَيَشان العواطف وصدق التجربة بشكل معنوي تلقائي، كما يغني الطائر الغريد على أفنان الشجر.

الشعر هو ذلك الطائر يرفرف في فضاءات القلوب النقية ليلتقي بالآخرين في سماء الود والمحبة، لذلك نجد الشاعر المصري المجدد عبدالرحمن شكري يعتبر الشعر طائراً من الفردوس، ويخاطبه في قصيدته «عصفور الجنة» قائلاً:

ألَا يا طائرَ الفردوس إن الشعر وجدانُ

وفي شدوكَ شعرُ النفس لازورٌ وبهتانُ

والطائر رمز للحرية وصدق التعبير، والشاعر يحلق في أجواء الخيال الفسيحة ويتفاعل مع مظاهر الوجود، يستمد من الطبيعة مادته الفكرية، ويمارس حريته في الفكر والتعبير.