السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الشعر .. روح الحياة

الشعر .. روح الحياة
إيمان منتصركاتبة وشاعرة ـ مصر

في مطلع صباي، ارتبط الشعر معي بالخيال والسحر، فدوماً كنت أقرأ عن «ربة الشعر»، تلك الإلهة الرقيقة الراقية التي كانت تلهم الشعراء بأجمل الكلمات والقصائد، وكنت أتخيلها امرأة شديدة الجمال والهيبة والرقة، تسيطر على سماء العالم، وترسل جنيات صغيرات يسكبن الكلمات في آذان الشعراء، لتخرج قصائد ساحرة تخلب الألباب.

لذا ارتبط معي الشعر بالسحر، وأصبحت أُجلّ الشعراء وأضعهم في مكانة لا تدانيها مكانة، وأصبح الشعر هو متنفسي الوحيد في الحياة، وأجمل أوقاتي ما يكون بين دفتي ديوان شعر.


وكلما أسرتني قصيدة أو بيت أو كلمة، كنت أرسل الشكر لربة الشعر الفاتنة، التي كنت أناجيها دوماً، كي تمنحني بعضاً من سحرها لأكون شاعرة صناعتي الكلمات والقصائد التي تخلب لب القراء والمستمعين.


ولو قلنا إن للشعر ربة، فبوجودي أصبح له عاشقة، هائمة في محرابه، سائحة في عوالمه، باحثة عن الدرر والمتعة بين بحارة وقصائده.. أقرأ عن الشعر وتاريخ الشعر وكل ما له علاقة بهذا العالم الساحر، ولم أكن وحدي من أُجلّ الشعراء وعظم مكانتهم، فالشعراء منذ فجر التاريخ وهم بديل الصحافة، وبديل المؤرخين فبقصائدهم ينقلون أخبار القبائل والأمم وتاريخ هزائمهم وانتصاراتهم، وتفاصيل حياتهم الاجتماعية.

نجد أن العرب تميزوا عن غيرهم من الشعوب بالبطولة والشهامة والانتصارات المتعددة، فعرفوا بين الأمم بتفاخرهم الشديد ببطولاتهم ومواقف رجالهم القوية، وكان الشعر وسيلتهم لنشر هذه الأخبار والمآثر.

لذا فإن الشعراء هم راصدو أحداث التاريخ والحضارات، وللشعر فضل على اللغة العربية، فقد عاد معها أهل اللغة في تفسير المفردات بإرث الشعر ومداولاته، كما أنه أبرز لغة الأمم في معاركها وهجائها والفخر في مناقبها.

وللشعرِ حروبه ومعاركه وميادينه ولعل سوق عكاظ وغيره من ساحات التقاء الشعراء، بمثابة شاهد عصر على منارة الأدب والشعر والفخر!

شاركوا بمقالاتكم المتميزة عبر: [email protected]