الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ربطة العنق.. تاريخ ممزوج بالحب والدم!

ربطة العنق المعروفة أيضاً بـ«الكرفتة» من بين الأكسسوارات الرجالية التي يحرص أي رجل في منصب رسمي على ارتدائها كنوع من الأناقة، ولاستكمال مظهره الرسمي في المناسبات المختلفة والاجتماعات.

لكن ما الذي تعرفه عن تاريخ ربطة العنق؟ وأصلها.. ولماذا أُطلق عليها اسم «كرفتة» بالتحديد؟

تاريخ ربطة العنق

يعود تاريخ ربطة العنق إلى الرومان، فقد كانت تعتبر جزءاً من الزي، وترمز إلى الانتماء لجماعة معينة، كما كان الخطباء في مجلس الشيوخ يرتدون أربطة عنق كالوشاح لأجل تدفئة الحلق أطلقوا عليه اسم Fascalia.

أما ربطة العنق الحديثة أو الكرفتّة بالإنجليزية Necktie فيرجع تاريخها إلى بدايات القرن الـ16 وبالتحديد في الفترة بين (1618-1648) وهي فترة حرب الـ30 عاماً التي وقعت بين دول شمال ووسط أوروبا. استخدم الجنود الكرواتيون بالتحديد هذه الربطة وكانت عبارة عن (وشاح) ملفوف على العنق وبنفس الطريقة التي تلف بها ربطة العنق اليوم، حيث كانت تعلقها النساء في أعناق أزواجهن عند التحاقهم بجبهات القتال، كعلامة على الحب والوفاء، وأصل كلمة (كرافات) الفرنسية مشتقة من الكلمة ”كروات“ وقد كانت الحرب شديدة وعنيفة، لدرجة أن طريقة إعدام الكرواتيين كانت بتعليقهم بربطات العنق التي يرتدونها.

أثار المرتزقة الكرواتيون اهتمام الباريسيين بتلك الربطة وتم إدراجها من ضمن الزي الرسمي للساسة والقادة الكبار في زمن لويس الـ16، و امتد استخدامها ليشمل عامة الشعب، وأطلق عليها الفرنسيون اسم كرافات Cravate، وتحدد طريقة ربط ربطة العنق أحياناً أناقة الشخص.

وبدأ الملك لويس الـ14 بارتداء ربطة العنق في عام 1646 حيث بدأت هذه المادة الجديدة من الأكسسوارات تثير الاهتمام في فرنسا، وشاع بين الرجال والنساء لف قطعة من القماش حول أعناقهم التي تأخذ كمية كبيرة من الوقت والجهد للترتيب.

ربطة العنق لم تعد مقتصرة على عالم الرجال فقط، بل امتدت أيضاً لعالم أناقة المرأة، حيث شوهدت العديد من النجمات يقمن بارتدائها لكن ليس بشكل كبير.



رسائل مبطنة في ربطات العنق

قد يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من بين أكثر الرؤساء إثارةً للجدل، وارتبطت ربطة عنقه بالعديد من الرسائل المبطنة، كما أثارت الجدل في كثير من الأحيان بسبب طولها غير التقليدي.



ومن بين ألوان ربطات العنق التي لا تفارق دونالد ترامب هي ربطة العنق الحمراء، والتي يحرص على ارتدائها في العديد من المناسبات، ومن المعروف أن للون الأحمر عدة دلالات، حيث يرمز إلى الحب والقوة والجرأة، ويدل ارتداؤه على قوة الشخصية، ولطالما اختار رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ربطات العنق الحمراء للتعبير عن قوتهم وقوة بلادهم، لكن ترامب يختار دائماً اللون الأحمر لربطة عنقه حيث قام بارتدائها في يوم تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وتشير بعض المعلومات إلى أنها دلالة على دماء الحراس الذين تساقطوا دفاعاً عن الولايات المتحدة الأمريكية على مر العصور.

ويعتبر المؤلف الفرنسي «جان كلود كولبان» في كتابه «ربطات العنق»، أن الكرافات لم تعد رمزاً للخضوع والامتثال للعادات والتقاليد، إنما أداة يعبّر بها الرجل عن شخصيته وتطلّعاته، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالسياسة، حيث يقول الخبراء إن هناك لونين أساسيين في عالم السياسة والمال: الأزرق والأحمر، وبحسب دراسة وردت في «جورنال ساينس» عام 2009، يشير اللون الأحمر إلى الحُب والسُلطة والنُبل والاهتمام بالتفاصيل، فيما اللون الأزرق يدلّ على الإبداع والسلام والصفاء.