الأفلام السينمائية لا تقدم لنا حبكة درامية فحسب، فالإطلالات جزء أساسي لا يمكن الاستهانة به على الإطلاق، وأحياناً يأخذ حيزاً واهتماماً كبيراً من فريق العمل ككل، لوضع لمسة مميزة أثناء تجسيد الدور للشخصيات المختلفة.
وهناك الكثير من الأعمال السينمائية، التي قدمت لنا أجمل الإطلالات التي لا تُنسى، بأدوار رائعة جسدتها أشهر نجمات العالم، والتي نسلط الضوء على أبرزها اليوم.
أنجلينا جولي في فيلم The Tourist
جسدت أنجلينا جولي Angelina Jolie في فيلم The Tourist إنتاج 2010، دور عميلة استخبارات سرية، تحاول مساعدة الشرطة في القبض على شخص هارب، وفي أجواء مثيرة اعتمدت أنجلينا جولي أكثر من إطلالة مميزة، وكان واضحاً تسليط الضوء على جمالها وأناقتها، بصفتها حبيبة البطل الهارب من العدالة.
أزياء إليز «الشخصية التي جسدتها أنجلينا جولي» صممها كولين أتوود Colleen Atwood باستثناء فستان تشارلز جيمس charles james الرمادي العتيق، المستوحى من الخمسينيات، الذي لم يُصمم خصيصاً للفيلم.
وقد استوحى كولين أتوود تصاميم أزياء أنجلينا جولي في فيلم السائح، من Hitchcock’s movies، وهو مخرج ومنتج إنجليزي اشتهر في فترة الخمسينيات، وتميز بأسلوبه المبدع في أفلام الجريمة والأكشن.
ولهذا تبدو أزياء أنجلينا جولي متأثرة بتلك الحقبة أيضاً، كإطلالاتها بأولى مشاهدها بالفيلم، للفستان الضيق، مع القفازات النود روز، أضافت لمسة من الغموض.
كذلك لفتنا اختيارها للفستان الأسود الساحر، من التول الناعم، منسدل الأكتاف، ومنفوش بطريقة بسيطة، واختارت معه هذا العقد التشوكر الذي اشتهر بعد ذلك من دار مجوهرات Robert Procop.
وفستانها باللون الأبيض من خامة الستان الحريرية منسدل، مع درابيه من ناحية الصدر، لتعتمد معه أحمر الشفاه الجرئ، لتبرز أنوثتها.
كيت وينسلت في The DressMaker
لعبت كيت وينسلت Kate Winslet دور تيلي دوناغ Tilly Dunnage مصممة أزياء أو بالمعنى الأدق «خياطة» خلال أحداث فيلم The Dress Maker إنتاج 2015، المأخوذ عن رواية الكاتبة الشهيرة روزالي هام Rosalie Ham.
تدور أحداث الفيلم في خمسينيات القرن الماضي، حول صانعة ملابس، تعود إلى بلدتها الريفية Dungatar في إستراليا، بعد أن حققت بعض النجاحات خارج القرية، لكي تصحح التاريخ الأليم الذي ظل يطاردها في تلك البلدة، حول طفولتها الأليمة كطفلة تسبب في مقتل طفل صغير.
وبطبيعة الحال، كان التركيز على إطلالات كيت وينسلت هام للغاية، والتي اتسمت بالأنوثة والقوة، كنوع من الانتقام الذي تريد البطلة الحصول عليه، وأيضاً لإثارة المعجبين، وهو شيء لطالما حرمت منه في طفولتها.
كانت مصممة الأزياء مارغوت ويلسون Margot Wilson الحائزة على العديد من الجوائز في هذا المجال، هي المسؤولة الرئيسية عن فساتين وينسلت في فيلم The Dress Maker، والتي استوحتها بالطبع من أزياء الخمسينيات.
وبما أن شخصية «تيلي دوناغ» درست مع أفضل مصصمين الأزياء في أوروبا خلال أحداث الفيلم، لذا كان من الطبيعي أن تعكس ملابسها تأثيرات مصممين كبار مثل Balenciaga وDior.
بينما صممت ماريون بويس التي كانت مسؤولة عن المظهر المثالي في فيلم «Miss Fisher's Murder Mysteries»، فهي التي صممت الفساتين الأخرى في الفيلم، وهي الموديلات التي صممتها البطلة تيلي دنغ للسيدات البائعات في القرية.
واحدة من الإطلالات المميزة لكيت وينسلت في الفيلم، هي الفستان الأحمر المثير مع القفازات الطويلة من نفس اللون، الذي اختارته في أول ظهور لها بعد عودتها للقرية، لتثير به إعجاب أهل القرية أثناء لعب كرة القدم.
كذلك، مشهد خروج كيت وينسلت «تيلي دوناغ» كان لابد أن يعتمد على إطلالة تتميز بالحدة والقوة، بحسب ما أوضحت مارغوت ويلسون للصحف، ولهذا اختارت المعطف باللون الخردلي الباهت، مع التايور الأسود، والقفازات الجلد القصيرة، وقبعة مطرزة بريش النعام كدليل على الاعتزاز.
كيت بلانشيت في Cinderella
الفيلم يحكي قصة سندريلا الخيالية بنسخة جديدة في إطار رومانسي ساحر أُنتج عام 2015 لصالح شركة أفلام والت ديزني، وتلعب كيت بلانشيت دور Lady Tremaine زوجة الأب الشريرة.
ولهذا شاهدنا بالطبع الكثير من الأزياء والفساتين الحالمة بالفيلم، والتي اعتمدتها خبيرة الأزياء ساندي باول sandy powell، والتي استوحت أزياء الفيلم من خمسينيات وأربعينيات القرن الـ19.
وعكست أزياء بلانشيت الكثير من القوة التي أردات أن تتحلى بها زوجة الأب، مع لمسة خفية من القبح والمبالغة، لتعكس الجزء الداخلي للشخصية التي جسدتها كيت بلانشيت.
على سبيل المثال الفستان الأخضر، من الفيلفت والأورغانزا، بتصميم الـOpen Front، مع تطريزات فخمة للجزء العلوي للفستان، يبرز أناقتها ومدى تفاخرها.
كذلك، هذا اللوك للبلوزة الساتان الحريرية باللون الأزرق، مع الأكمام الواسعة، والتنورة المنفوشة وحزام الخصر الأسود، بالإضافة إلى مويج رائع من الإكسسوارات، كالعقد وأقراط الأذن من الذهب وأحجار اللؤلؤ.
والجدير بالذكر أن الفيلم ترشح للعديد من الجوائز كأفضل أزياء أفلام في عام 2016 على غرار الأوسكار والبافتا.
كيرستين دانست في Marie Antoinette
لعبت كريسيتن دانست Kirsten Dunst دور ماري أنطوانيت في الفيلم «Marie Antoinette» إنتاج 2006، والذي يحكي عن الملكة الفرنسية الشهيرة ماري انطوانيت وهي أميرة نمساوية في الأصل، والتي تتزوج من ابن ملك فرنسا البكر لويس الـ16، وتتحول من أميرة إلى ملكة بعد وفاة الملك لويس الخامس عشر، ويشهد الفيلم أحداث خطوبتها وزواجها ونهاية حكمها كملكة، وصولاً إلى سقوط مدينة فرساي بقيام الثورة الفرنسية.
وواحدة من أكثر الأمور اللافتة في هذا العمل السينمائي، هي أزياء النجمات بالفلم، تحديداً بطلة العمل كيرستين دانست « ماري أنطوانيت»، إذ حازت مصممة أزياء الفيلم ميلينا كانونيرو Milena Canonero على جائزة الأوسكار لأفضل تصميم أزياء عام 2007 عن فيلم ماري أنطوانيت.
وقد تم عرض الفساتين بالعديد من المتاحف بعد ذلك، مثل متحف Prato Textile Museum في إيطاليا.
اعتمدت ميلينا كانونيرو على إطلالات متنوعة للعمل حوالي 170 موديل، فقط كان لشخصية ماري أنطوانيت 100 تصميم، تعتمد بشكل كبير على ألوان الباستيل كالأخضر الناعم، والأرغواني والبيبي بلو، لتدرج بعد ذلك إلى اللون الأسود، لتعكس الرحلة الدرامية للملكة المنكوبة.
شاهدنا بالفيلم، أزياء فخمة للفساتين الكورسيه، الضيقة، المنفوشة بطريقة تشبه عرضية، والتي كانت شائعة في القرن الـ18، كالفستان الافتتاحي الذي أطلت به ماري أنطوانيت بأول مشاهدها كأميرة، وهي ترتدي الفستان بدرجات البيبي بلو، والذي يعكس الطابع الفرنسي الناعم آنذاك، مع الأزرار الكلاسيكية الأمامية.
كذلك بدأت أزيائها تتغير كملكة فرنسا، مع إطلالات فخمة كالفساتين المنفوشة، والمزركشة بطريزات الورود، مع اختيار خامات فخمة وثقيلة، بالإضافة إلى الشعر المستعار، والقبعات الملونة المزينة بالورود، والريش.
كذلك كان هناك اختيار رائع للفساتين باللون الأسود، التي ارتدتها كيرستين دانست، في الأحداث المؤلمة التي شهدها الفيلم، تميزت بطريز فخم، وأناقة لافتة، مع القبعات، والمجوهرات البسيطة من اللؤلؤ.
علاوة على ذلك، كان لفستان الزفاف حضور خاص وطاغٍ، لفستان مصنوع من الستان الحريري الفخم، باللون الكريمي، مستوحى من الطراز الفرنسي، مع كشكشة على شكل فراشات على الجزء العلوي للفستان، وكشكشة مبهرجة على الأكمام.