يبدو أن هيرست أردات تقديم مجموعة مختلفة ومميزة لهذا الموسم، وأن تعبّر أيضاً عن الكثير من شخصيتها، وشغفها بالكثير من الأمور، ولهذا استوحت مجموعتها من حياة القديسة الملهمة Hildegard of Bingen في العصور الوسطى.
وكانت القديسة هيلدغارد Hildegard of Bingen عالمة ألمانية في دير بندكتية، بالإضافة إلى أنها كاتبة، وملحنة، ومعلمة صوفية، وفيلسوفة، وطبيبة أثرت في حياة الكثيرين في العصور الوسطى، وقالت عنها غابريلا هيرست إنها لو كانت رجلاً لأصبحت مشهورة مثل ليوناردو دافنشي، إلا أن البابا بنديكتوس السادس عشر «بابا الفاتيكان الخامس والستين بعد المائتين» منحها لقب طبيبة الكنيسة عام 2012.
كذلك، تأثرت غابريلا هيرست بالعلوم التي قدمتها القديسة Hildegard of Bingen بصفتها عالمة أعشاب، خاصة أن هيرست تهتم أيضاً بالعلوم البيئية وكل ما هو متناغم مع الطبيعة، ولهذا تحاول أن تكون مجموعاتها دائماً من مواد مستدامة صديقة للبيئة، ففي العام الماضي 2020 كان 40% من المواد المستخدمة بمجموعاتها صديقة للبيئة، وتسعى هذا العام 2021 أن تكون 50% من المواد المستخدمة في صناعة التصاميم لا تضر الطبيعة أيضاً.
وربما تلك النظرة السامية وشخصيتها في النظر للأمور بعالم الموضة والاتجاه نحو صناعة ملابس أكثر صداقة مع الطبيعة، هو أكثر ما يميزها كمصممة أزياء، وربما أيضاً أحد الأسباب في تعيينها كمديرة إبداعية لدار كلوي Chloé في ديسمبر الماضي، والذي نتوقع أن نشهد لها عرضاً رائعاً خلال أسبوع الموضة الباريسي لهذا الموسم أيضاً.
أما عن المجموعة، فبعد الحديث عن الطاقات الملهمة التي منحت غابريلا الكثير من الأفكار حول مجموعة شتاء وخريف 2021 للأزياء الجاهزة، كان من الطبيعي أن نشاهد إطلالات أنيقة محتشمة للغاية، مستوحاة من أزياء الراهبات.
بالإضافة إلى التصاميم بالألوان الأساسية والمحايدة كالأبيض والأسود والرمادي، وهي الدرجات الأساسية بأزياء الراهبات بشكل عام، مع لمسة أنيقة لذوق غابريلا الناعم بالمجموعة.
شاهدنا بالعرض الكثير من التصاميم المميزة للفساتين الصوف الطويلة، بقماش ناعم ومخملي، بألوان كالبيج والأبيض، مطرزة يدوياً من التريكو، للمسة فريدة ومميزة للغاية، على يد مجموعة من السيدات بمنظمة Manos del Uruguay الخيرية للفنون، من موطن هيرست الأصلي في Uruguay.
علاوة على ذلك، استخدمت غابريلا رسومات الزهور لابنتها ميا البالغة من العمر 12 عاماً، لتقوم بتطريزها بطريقة مميزة على التنانير والكنزات، والقمصان الحريرية.
أحببنا أيضاً وجود موديلات المعاطف الطويلة، تحديداً معاطف الترينش التي تربعت على عرش الموضة بالسنوات الأخيرة الماضية، التي تم اعتمادها مع الفساتين الطويلة، أو القمصان من الصوف الناعم، مع البناطيل الواسعة التي اعتمدتها غابريلا بغالبية الموديلات، بتنسيق محتشم للغاية.
لفتتنا كذلك تلك اللمسة المبهجة التي اعتمدتها غابريلا، لإبراز جمال العارضات، باختيارها لحزام الخصر، رغم ابتعادها عن الكثير من الإكسسوارت واللمسات البارزة من المكياج، فقط ليزين مظهر العارضات اختيار أحزمة الخصر من الجلد، بتصميمها الراقي، للمسة عصرية مع التصاميم العتيقة.
وفي النهاية، استطاعت غابريلا هيرست اعتماد مجموعة راقية تستند إلى تاريخ طويل، وأسلوب محتشم وعصري في الوقت نفسه دون الكثير من لمسات التجمل والتصنع، باعتبارهما من أكثر الأمور التي أصبحت المرأة تبحث عنها، في ظل أزمة الوباء العالمي التي غيرت الكثير من المفاهيم.