تمكنت المصممة الإماراتية الشابة حصة هيف، من اتخاذ ذكرياتها مع جدتها وقطع الحرير منذ طفولتها، مصدر إلهام لإطلاق علامتها Haif by Hessa التي أطلقتها عام 2020، والتي اتخذت من خامة الحرير ميزة لتصاميمها التي تجمع ما بين البساطة والأنوثة والأصالة.
شغف التصميم
وأشارت حصة في حديثها مع «الرؤية» إلى أن شغفها بالتصميم قد تولّد لديها منذ سن صغيرة، عندما كانت في سن الـ15، كانت تحرص على انتقاء ملابسها بطريقة مبتكرة، ثم انتقلت لتصميم ملابسها الخاصة وتفصيلها عند الخياطين، لرغبتها الدائمة بالتميز عن غيرها.
وأضافت بأنها سبق وتعاونت مع مصممات أزياء وخياطين ومشاغل خياطة، ما جعلها تكتسب مزيداً من الخبرة في مجال الخياطة، وقالت: «كانت جدتي تحب الخياطة وكنت دوماً أراها تستخدم آلة الخياطة، كما أنها قامت بخياطة فستان الزفاف الخاص بوالدتي، لذلك أحب دوماً العودة لبساطة الماضي التي أحببتها بفضل جدتي».
دعم وابتكار
حصة خريجة إعلام تطبيقي وتصميم غرافيكي، وتؤمن بأن مجال دراستها قد جعلها تبحث عن الأفكار المبتكرة والمتجددة، لذلك حرصت على إطلاق موقع إلكتروني منذ بدايات المشروع، ويقوم بخدمة توصيل لكافة بلدان العالم، فضلاً عن اختيارها لأسعار مقبولة بمتناول الجميع، وتختلف باختلاف خامة الحرير المستعملة.
وحول الدعم الذي حظيت به، قالت: «لا أنسى دعم والدي فهو داعمي الأول لمشروعي الذي أتجه لإطلاقه لعدم حصولي على وظيفة حتى الآن، كما أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تشجعنا دوماً على الابتكار والعمل بجد في كافة المجالات».
معنى «هيف»
وحول معنى علامتها المختار، أشارت إلى أن هيف هو اسم عائلتها، ويعني بالعربية الفصحى «المضمر النحيف» أو «الخصر النحيف» وهو اسم عربي بحت مشتق من هيفاء، فضلاً عن أنه يعكس الهوية العربية التي تنتمي إليها بطابع أجنبي من ناحية البساطة، ويعكس جمالية «الخصر» من جسد الأنثى من خلال القصات التي اعتمدتها.
سر الحرير
وحول سر اختيارها خامة الحرير حصراً في علامتها، قالت: «برأيي أرى أن الحرير ملائم لكل مواسم العام، ففي الصيف يمكن ارتداء تنانير وقمصان وبناطيل حريرية كونها خامة خفيفة خاصةً إن كانت بجودة عالية غير مخلوطة بالبوليستر وخلافه، وبالشتاء فساتين حريرية، كما أنها خامة يسهل تصميمها بقصات وأشكال مختلفة، وكنت أبحث عن شيء بسيط خفيف وكلاسيكي راقٍ يناسب المناسبات والحياة اليومية يمكن للفتيات والسيدات ارتداؤه تحت العباية».
وأشارت إلى أنها تعتمد على خامات حرير من عدة أنواع كالفرنسي والكوري وغيرها، مؤكدة أن خامة الحرير قد درج استعمالها مؤخراً في كثير من المجالات، فقد أصبحت أغطية الوسائد من الحرير مثلاً، كما أن خامة الحرير قد ارتبطت بالتراث الإماراتي بخياطة وتصميم الكندورة النسائية الإماراتية، والتي يتم ارتداؤها بالأعياد والمناسبات، مشيرة إلى أنها قد تضيف أنواعاً مختلفة من الأقمشة الإضافية لاحقاً إلى جانب الحرير، إلا أنه سيبقى عنصراً ثابتاً.
تشكيلات
وحول تشكيلات حصة، فاتجهت في تشكيلتها الأولى إلى تصميم فساتين الحرير من وحي وألوان الطبيعة بالأخص الصحراء، كالذهبي والأبيض، في حين اتجهت في تشكيلتها الثانية إلى ألوان الباستيل كالأخضر الفاتح والأصفر الفاتح، مضيفة المارون وهي ألوان الصيف الدارجة التي تلائم محبي البشرة السمراء وفترة الأعراس.
ولفتت حصة إلى أنها حرصت على تصميم فساتين سادة خالية من النقوش والتطريز والأحجار، كي تمنح السيدات والفتيات فرصة لارتداء ما يردن من إكسسوارات وأحذية تبرز جمالية الحرير مع ذوق كل منهن.
طموح وصعوبات
وحول طموح حصة الذي تسعى لتحقيقه، قالت: «أرغب بإيصال علامتي التجارية للعالمية وسيتم ذلك بالتدريج، فبدأت من مشروع منزلي بدبي برأس مال بسيط جداً، كي أثبت وجود علامتي محلياً ثم أوصلها للعالمية من خلال تعلم كل تفاصيل التسويق والترويج بالتعاون مع شقيقتي».
وأشارت إلى أنه بالرغم من ارتفاع التنافس بين أصحاب المشاريع ورواد الأعمال في قطاع الأزياء والموضة، إلا أنها تؤمن بأن صاحب كل مشروع قادر على التميز بطريقته الخاص، ولا بد منه أن يتحلى بالصبر كي يصل لنتيجة عظيمة تليق بجهوده المطلوبة.