الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أسابيع الموضة تبدأ رحلة تحديد هويتها لمرحلة ما بعد كوفيد

بعد ميلانو، تنتقل شعلة أسابيع الموضة إلى باريس من خلال مجموعة عروض للملابس الرجالية الجاهزة اعتباراً من الثلاثاء، تتبعها الأزياء في يوليو.

ويسعى هذا القطاع إلى تحديد هويته الجديدة في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19، انطلاقاً من الصيغ الجديدة التي اعتُمدَت في العروض خلال مرحلة الوباء، وفي ظل امتناع عدد من كبار المصممين ودور الأزياء عن المشاركة في البرامج المألوفة، مفضلين وضع جدول أنشطتهم الخاص.





ومن بين دور الأزياء الـ72 المدرجة في البرنامج الرسمي لأسبوع الموضة الرجالية في باريس، وحدها «ديور» و«إيرميس» و4 علامات تجارية أخرى دعت الجمهور إلى حضور عروضها.

في ميلانو، شكلت 3 عروض حضورية فحسب لعدد من كبريات دور الأزياء هي «دولتشه إيه غابانا» و«إيترو» و«أرماني» إشارة الانطلاق للعودة إلى الوضع الطبيعي، لكنّ نيويورك لن تعاود نشاطها في هذا المجال إلا في سبتمبر، فيما أقيم بالنسق الافتراضي أسبوع الموضة في لندن الذي بات "محايداً جنسانياً".



في باريس، آثرت دار «لوي فويتون» الاستمرار في إقامة عروضها بالصيغة الافتراضية، ومثلها فعلت دور «دريس فان نوتن» و«يوجي ياماموتو» و«إيسي مياكي» و«لويفيه» و"توم براون".

وأكّد الرئيس التنفيذي لاتحاد الأوت كوتور والأزياء الفرنسي باسكال موران لوكالة فرانس برس إن "ثمة رغبة قوية جداً في العودة إلى العروض الحضورية".

لكنّه توقع أن تنتقل العروض بعد الجائحة التي سرّعت الثورة الرقمية، إلى عالم وصفه بالـ«فيجيتال»، وهو تعبير يجمع بين الكلمتين الفرنسيتين «فيزيك» و«ديجيتال»، أي الحضور الجسدي والصيغة الرقمية. وشرح أن العروض "لن تكون بإحدى الصيغتين دون الأخرى، بل ستشملهما معاً، وهو عامل ابتكار".



غيابات مؤقتة



بعد عرض تشكيلته الرجالية في 8 أبريل في شنغهاي أمام «جمهور حي»، ترك المدير الفني لـ«بيرلوتي» كريس فان أش الدار. وتزامنت مغادرته مع تصريحات الرئيس التنفيذي للدار أنطوان أرنو مفادها أن «بيرلوتي» ستعتمد من الآن فصاعداً جدولها الخاص.

وثمة غائب كبير آخر هو المدير الفني لدار «سيلين» هادي سليمان الذي كان يرى، قبل الوباء، أن «الزمن تجاوز» أسبوع الموضة.

وقال في مقابلة مع صحيفة «لوموند» في يناير 2020 "أرى أن الطابع الحدثي والندرة باتا أكثر أهمية اليوم من المشاركة ذات الطابع الإلزامي في وقت محدد".



وعُرضَت مجموعتا سليمان الأخيرتان للرجال والنساء في فبراير وأبريل في أفلام ذات طابع شعري صوّرت في قصور.

وقلل باسكال موران من أهمية حالات الغياب هذه، مذكّراً بأن «التفاوت» الزمني كان دائماً موجوداً، وشدّد على أن مؤسسة أسبوع الموضة "ليست مهددة".

وقال مرحّباً بعودة «كوريج» إلى برنامج أسبوع الموضة للرجال و«بالنسياغا» إلى برنامج أسبوع الأوت كوتور (الأزياء الراقية) «هذه هي الحياة، قد تحصل غيابات موقتة»، ملاحظاً أن "الماركات الناشئة من كل أنحاء العالم تبدي رغبة في المشاركة".



إنستغرام بدلاً من البرنامج



وفضل المصمم البرازيلي فرانسيسكو تيرا من دار «نيث نير» الناشئة الانسحاب من برنامج العروض الباريسي.

فتيرا «المحبط» بعد العروض الافتراضية، فضّل تنظيم عرض في باريس يليه حدث لمدة 4 أيام يتضمن «متجراً مؤقتاً (بوب أب ستور)» لاختبار رد فعل الزبائن مباشرة بعد العرض.



وقال «لا أعتقد أننا بحاجة فعلياً الى البرنامج. فصورة الماركة الشابة تُكوّن على إنستغرام مع المشاهير وخصوصاً خارج المواسم المعهودة».

وبعد خروج الموضة عن الإطار المألوف للعروض خلال الأزمة الصحية، دعا رئيس أنشطة الموضة في «شانيل» برونو بافلوفسكي في مايو إلى «القليل من الانضباط» والعودة إلى البرنامج الرسمي.

وتقيم «شانيل» عرضاً في يوليو خلال أسبوع الأوت كوتور، بالإضافة إلى «ديور» التي عاودت لتوها الخميس الأنشطة الحضورية من خلال عرضها تشكيلة «كروز» البحرية في أثينا.

الأجواء غير متوافرة



ورأت المصممة لدى «ديور للنساء» ماريا غراتسيا كيوري أن "فكرة التمكن من العودة إلى العروض الحضورية تدفع إلى التفاؤل".

وترى دور الأزياء الأصغر أن من السابق لأوانه معاودة العروض الحضورية، وتكتفي بإعداد أفلام.



وقال جوليان فورنييه «لن نقيم عرضاً، فنحن ندرك أن المهتمين لا يستطيعون السفر من الصين أو السعودية أو قطر أو الولايات المتحدة». ولاحظ أن إقامة عرض "تكلّف مبالغ لا داعي لها لإقامة منصة بحضور جمهور يضع الكمامات".

ولاحظ ستيفان رولان أن «الأجواء غير متوافرة» في الوقت الراهن، مضيفاً "لا أشتاق إلى العروض لأنني أعلم أنها ستعود".