واحدة من أكثر المميزات التي قدّمتها جائحة كورونا، هو منح الفرصة للمصممين الإبداعيين بخلق عالم ساحر لتقديم عروضهم المختلفة، بتقديم أقرب إلى الأفلام السينمائية القصيرة.
وإذا كنّا سنتحدث عن أشخاص استطاعوا بالفعل استغلال هذا النوع من العروض غير الحيّة، وتقديم سلسلة لافتة وجذابة من الأفكار الإبداعية لتقديم عروض الأزياء، فبالطبع سنتحدث عن جيرمي سكوت Jeremy Scott المدير الإبداعي لدار موسكينو Moschino.
مجموعة موسكينو ريزورت ومجموعة الربيع لعالم الرجال 2022
قدّم موسكينو مجموعة واحدة لموسمين مختلفين، حيث دمج مجموعة الريزورت النسائية لربيع وصيف 2022، بمجموعة الربيع الرجالية الخاصة بأسبوع الموضة الرجالي 2022، لنشاهدهما معاً ضمن عرض تقديمي مميز، وكأن سكوت أعجبته تلك الفكرة التي تدمج عالم السينما بالموضة، مثلما فعل الموسم الماضي بمجموعة Jungle Red.
عرض مذهل أشبه بالفيلم الاستعراضي
تعاون سكوت مرة أخرى مع العارضة العالمية Karen Elson كارين إليسون، حيث كانت هي إحدى بطلاته في عرض الموسم الماضي Jungle Red لشتاء 2021، لنشاهدها هذه المرة بطلة العرض الفيلمي، حيث شاهدناها تجسّد دور نادلة بالمطعم تحلم بعالم خاص بها ينبض بالحياة والرقصات، ومن حولها العارضون المختلفون من العاملين بالمطعم، وكذلك الزبائن، وهي تعيد إحياء أغنية everybody dance التي انطلقت في السبعينيات.
ومن ثم، تذهب إيلسون إلى عالم حالم، تسير في البداية في الشوارع الأمريكية، ويحيطها حوالي 50 من العارضين الراقصين، قبل أن تنتقل إلى المسارح الليلية التي تضج بالإضاءة الزرقاء الصاخبة، والألعاب المشوّقة، حيث ترتدي فيه النساء التصاميم البراقة، والألوان الصاخبة التي تناسب الحفلات والسهرات، لكن دون الكثير من التكلف، على أنغام موسيقى funky town تلك الأغنية الصاخبة التي اشتهرت في نهاية السبعينيات.
تفاصيل غير تقليدية بعرض موسكينو 2021
الإبداع وقوّة الخيال، صفتان يجب أن يتحلى بهما أي مصمم أزياء، وربما الصفة الأكثر أهمية، هو كيفية تطبيق أو تحويل هذا الإبداع لقطع نشاهدها على أرض الواقع، وهو أمر استطاع سكوت تطبيقه بكل احترافية، لنشاهد في النهاية فساتين البرغر، وقمصان البيض المقلي، وبليزر الآيس كريم المُبهج.
جسّد سكوت الحياة المليئة بالضجة والحفلات والروح المغامرة التي شهدتها حقبة السبعينيات والثمانينيات، فهو لم يستوح فكرة التصاميم فحسب، بل طبع رموز الحياة المختلفة التي اشتهرت بها تلك الفترة على القطع أيضاً، ولهذا شاهدنا تلك الرسومات المختلفة على القطع العصرية.
تصاميم تتطلع إلى المستقبل
تحدث سكوت الموسم الماضي عن أن الأشخاص سيتطلعون دائماً لكل ما هو جديد وغير تقليدي، تحديداً بعد الجائحة، حيث إن الغالبية ستبحث عن تلك التصاميم التي تخلق إحساساً فريداً بالتميز والانتعاش، وتكسر كل ما يتعلق بالملل، وربما يفسّر لنا ذلك لماذا أصبحت تصاميمه تخرج دائماً عن المألوف بجرعة زائدة عما سبق.
ألوان التسعينيات في قالب عصري
استخدم سكوت الألوان المبهجة من درجات النيون كالفوشيا والأخضر الفاقع، بتصاميم البدل الرجالية، مع معاطف طويلة ملونة ومزينة بالرسومات، كذلك اعتمد على هذا الستايل الكلاسيكي للبدل المخططة بالطول النسائية والرجالية، نسّقها مع قبعات الدار الشهيرة بأحجامها المختلفة.
كذلك، اعتمد سكوت على الفساتين التي تحمل تلك الرسومات الكرتونية التي كانت تملأ المجلات آنذاك، والشخصيات التي كانت تعرض بالتلفزيون، وكأنه يعيد إحياء طفولته بتلك المجموعة الرائعة.
إكسسوارات تخرج عن المألوف بعرض موسكينو
بالطبع عندما نتحدث عن مجموعات جيرمي سكوت، فإننا نتشوق لنشاهد كيف سينسّق تلك التصاميم غير التقليدية مع الإكسسوارات، ليلفت أنظارنا بحقائب البرغر وعصائر الفراولة المخفوقة، وقبعات البان كيك، بينما اعتمد على نظارات عيون القطة الملونة، والأحذية بدرجات لافتة كالبيبي بلو والكحلي والأصفر، مع الكعب السميك، للمسة مريحة.
