رغم محاولات صناع الأزياء وسوق التجزئة بشكل خاص في التعافي رويداً وريداً بعد أزمة الكورونا، إلا أن مؤشرات أسعار الملابس ارتفعت بنسبة واضحة في 2021، مع حدوث الكثير من التغيّرات على سلوك المستهلكين، أدى إلى ارتفاع أسعار قطع أزياء دون غيرها، ومحاولات السوق في أن تنهض مرة أخرى من جديد.
مؤشرات ارتفاع أسعار الملابس منذ أزمة الوباء
بحسب فوربس، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك للملابس بنسبة 4.9% من يونيو 2020 حتى يونيو 2021، وارتفعت أسعار ملابس الأطفال بشكل أكبر بزيادة 5.5% للأولاد و 5.6% للفتيات، وزادت كلفة أحذية الأطفال الجديدة بنسبة 5.7%.
بينما ارتفعت أسعار الملابس الرجالية بنسبة 1.5% فقط مقارنةً بزيادة النساء بنسبة 5.3%، وقد شهدت أسعار القطع العصرية كالجينز الرجالي والفساتين النسائية بشكل ملحوظ، على سبيل المثال أصبح يدفع الرجال 11.1% أكثر مقابل زوج جديد من البناطيل، وشهدت النساء قفزة بنسبة 15.8% في أسعار الفساتين و 8.4% للمعاطف الشتوية، وفقاً لبيانات حكومية نشرتها فوربس.
الملابس المريحة تحتل قائمة الأكثر مبيعاً
نتذكر جميعاً كيف تغيّرت صيحات الموضة بشكل كبير منذ أزمة الوباء، كالتركيز على التصاميم المريحة والعملية أكثر من أي شئ آخر، لدرجة دفعت بيوت الأزياء العالمية الكبرى باعتمادها ضمن مجموعاتها الموسمية المختفلة، والأمر ذاته اتبعته العلامات المحلية الأخرى، من أجل تلبية احتياجات المستهليكن التي أصبحت تبحث عن كل ما هو مريح وعملي منذ أزمة كوفيد-19، إذ يعتبر هذا من أكثر التغيّرات التي طرأت على سلوك المستهلكين.
وقد قامت شركة البيع بالتجزئة Edited مؤخراً بغوص أعمق في تكلفة الملابس الأنيقة، حيث ارتفعت أسعار الأزياء التي تناسب الموضة غير الرسمية وأسلوب الملابس الرياضية أكثر من غيرها، ويشمل ذلك قطع الهوديس والسترات والبلوزات والبناطيل الرياضية والقمصان الرجالية العملية، والأمر كذلك بالنسبة للأحذية الرياضية الرجالية والنسائية.
أسعار الملابس الرسمية في انخفاض
وفي المقابل، كانت أسعار الملابس الرسمية والمكتبية تسير في الاتجاه المعاكس، فبحسب كايلا مارسي، محللة السوق في Edited، أوضحت أنه قد انعكست أهمية الأزياء الرسمية بعد فترة الإغلاق في 2020، فقد بلغ متوسط أسعار البناطيل والسترات أدنى مستوى لها تلك الفترة.
قوة طلب المستهلكين ترفع مبيعات التجزئة في 2021
ومع قوة طلب المستهلكين، ارتفعت مبيعات التجزئة للأزياء بنسبة 7.4% من يناير إلى يونيو 2021 لتصل إلى 130.9 مليار دولار، ويتوقع تجار التجزئة أن تستمر هذه الزيادة بالفترات المُقبلة.
نقص المواد والموارد سيؤدي إلى ارتفاع سلع الموضة في 2022
ومن المتوقع أن يؤدي التأثير المشترك لأزمة سلسلة التوريد في جميع الموانئ والتأخيرات في النقل البري بسبب نقص السائقين إلى دفع مديري الأزياء التنفيذيين إلى زيادة أسعار ملابس الموضة بنسبة 3% في 2022، وفقاً لـThe Business of Fashion and McKinsey and Co، وقد أوضح تقرير مكنزي لاستطلاع رأي حول هذا الموضوع أن حوالي 15% من المديرين التنفيذيين لشركات التجزئة سيرفعون أسعار الملابس بنسبة أكثر من 10%.
ووفقاً لتقرير مكنزي McKinsey الذي اطلع على دراسة شملت أكثر من 220 من المديرين التنفيذيين والخبراء في مجال الموضة، جاءت نتيجتها بأن الضغوط التضخمية الناتجة عن مزيج من نقص المواد، واختناقات النقل، وارتفاع تكاليف الشحن، سوف تتسبب في ارتفاع للأسعار.
الاتجاه نحو الملابس المُعاد تدويرها
بحسب فوربس، فقد أوضحت التقارير نمواً واضحاً للملابس المُعاد تدويرها، وتزايد الطلب على الملابس المستعملة، إذ من المتوقع أن تُصبح تلك الملابس من القطع السائدة هذا العام 2022، فقد أصبح المستهلكون أكثر وعياً بهذا النوع من الملابس، وبالتالي سوف يلجأ السوق لتلبية احتياجاتهم.
اتجاهات البيع في سوق التجزئة في 2022
بحسب The Business of Fashion فمن المتوقع أن يكون هناك تركيز أكبر على المجتمعات الافتراضية بشكل كبير «مواقع السوشيال ميديا»، والتي أثرت على خيارات العلامات التجارية، هذا بالإضافة إلى محاولة سعي العلامات التجارية لجذب المواهب والوجوه الشابة من أجل استقطاب عدد أكبر من المستهلكين.
ومن المتوقع أن تهتم الشركات بشكل أوسع بمواقع البيع الخاصة بهم، من أجل توفير أفضل الطرق للمستهليكن لشراء المنتجات، بعد أن أصبح التسوق أونلاين قوة لا يُستهان بها.