الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

توصيات من منظمة الصحة العالمية للوقاية من حمى القرم

توصيات من منظمة الصحة العالمية للوقاية من حمى القرم
حمى القرم - الكونغو النزفية (CCHF) هي مرض واسع الانتشار يسببه فيروس تحمله حشرة القراد (الفيروسة النيروبية) التي تنتمي إلى عائلة فيروسات بونيا، ويتسبب فيروس حمى القرم - الكونغو النزفية في وقوع فاشيات الحمى النزفية الفيروسية الوخيمة، ويبلغ معدل الوفيات الناجمة عن هذه الفاشيات بين 10% و40%.

ووفقاً للموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، فإن فيروس حمى القرم - الكونغو النزفية مصدره بلدان أفريقيا والبلقان والشرق الأوسط وآسيا الواقعة جنوب خط العرض 50 درجة شمالاً وهي الحدود الجغرافية للقراد الناقل الرئيس للعدوى.

وتحمل مجموعة واسعة من الحيوانات البرية والأليفة فيروس حمى القرم - الكونغو النزفية منها الماشية والأغنام والماعز، والنعام الذي يعد السبب الرئيس وراء حالات الإصابة البشرية، كما حدث سابقاً في جنوب أفريقيا.


وتصاب الحيوانات بالعدوى عن طريق لدغة حشرة القراد المصابة بالعدوى، ويظل الفيروس في مجرى دم الحيوانات لمدة أسبوع تقريباً بعد إصابتها بعدواه، ما يسمح باستمرار دورة انتقال العدوى من الحشرة إلى الحيوانات ثم منها إلى قراد آخر، وعلى الرغم من أن عدداً من أجناس القراد يمكن أن تصاب بفيروس حمى القرم - الكونغو النزفية إلا أن الناقل الرئيس للعدوى هو جنس «القراد الزجاجي العين».


ينتقل فيروس حمى القرم - الكونغو النزفية إلى البشر إما عن طريق لدغة القراد أو بالاتصال المباشر بدم أو أنسجة الحيوانات المصابة أثناء الذبح أو بعده مباشرة، وقد ظهرت معظم الحالات بين صفوف العاملين في صناعة تربية الماشية، مثل العمال الزراعيين وعمال المجازر والأطباء البيطريين.

يعتمد طول فترة حضانة المرض على طريقة اكتساب الفيروس، فبعد الإصابة بالعدوى عن طريق لدغة القراد، تتراوح فترة الحضانة عادة بين يوم و3 أيام، وبحد أقصى 9 أيام، أما فترة الحضانة بعد الاتصال بدم أو أنسجة ملوثة فتتراوح بين 5 و6 أيام، وقد وصلت في بعض الحالات الموثقة إلى 13 يوماً.

وتظهر أعراض المرض فجأة، ومنها الحمى وآلام العضلات والدوخة وآلام الرقبة وتيبسها وآلام الظهر والصداع والتهاب العيون والحساسية للضوء.

ومن الأعراض التي قد تظهر في بداية الإصابة بالفيروس الشعور بالغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن والتهاب الحلق، تليها تقلبات مزاجية حادة وارتباك.

وقد يحل محل هذا التهيج الشعور بالنعاس والاكتئاب والتراخي بعد يومين إلى 4 أيام، وقد تتركز آلام البطن في الربع العلوي الأيمن مع حدوث تضخم ملحوظ في الكبد وسرعة في نبضات القلب.

يمكن تشخيص العدوى بفيروس حمى القرم - الكونغو النزفية بإجراء تحليل دم، ويبلغ معدل الوفيات الناجمة عن حمى القرم - الكونغو النزفية حوالي 30% من المصابين، وتحدث الوفاة في الأسبوع الثاني من المرض.

وبوجه عام يبدأ التحسن في حالة المرضى الذين يستردون عافيتهم في اليوم التاسع أو العاشر بعد ظهور المرض.

يتمثل النهج الأساسي المتبع في إدارة حالات الإصابة البشرية بحمى القرم - الكونغو النزفية في توفير رعاية داعمة عمومية للمرضى وعلاج ما يظهر عليهم من أعراض، وقد استخدم عقار «ريبافيرين» المضاد للفيروسات في علاج حالات الإصابة بحمى القرم - الكونغو النزفية وكانن له فوائد واضحة.

وللحد من خطر انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان ينبغي تجنب الاتصال الجسدي المباشر بالمصابين بفيروس حمى القرم - الكونغو النزفية، وارتداء القفازات والمعدات الواقية عند رعاية المرضى المصابين بالفيروس، إضافة إلى المداومة على غسل اليدين بعد رعاية المرضى المصابين بالفيروس أو زيارتهم.

ولا تتوفر لقاحات لحماية الحيوانات من العدوى بالفيروس، وفي ظل عدم وجود لقاح فعال فإن السبيل الوحيد للحد من العدوى بين البشر هو التعريف بعوامل الخطر وتوعية الناس بالتدابير التي يمكنهم اتخاذها للحد من أشكال التعرض للفيروس.

ووضعت منظمة الصحة العالمية عدة توصيات للوقاية من خطر انتقال العدوى من القراد إلى الإنسان هي ارتداء ملابس واقية (أكمام طويلة وسراويل طويلة)، ارتداء ملابس فاتحة اللون لسهولة اكتشاف وجود أي قراد على الملابس، استعمال أنواع معتمدة من المبيدات الكيميائية المخصصة لقتل القراد على الملابس، استعمال نوع معتمد من المواد الطاردة على الجلد والملابس، فحص الملابس والجلد بانتظام لاكتشاف وجود أي قراد عليهما. وفي حالة اكتشافها يجب إزالتها بطريقة آمنة السعي إلى مكافحة أو القضاء على حالات اجتياح القراد لأجساد الحيوانات أو لحظائر الخيول والحيوانات الأخرى، وتَجَنُّب المناطق التي توجد فيها القراد بكثرة والفصول التي يصل فيها نشاطها إلى أعلى مستوياته.

وللحد من خطر انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان ينبغي، ارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية أثناء التعامل مع الحيوانات أو أنسجتها في أماكن تَوَطُّن المرض، ولا سيما خلال إجراء عمليات الذبح والإعدام في المجازر أو المنازل؛ فرض الحجر الصحي على الحيوانات قبل دخولها إلى المجازر أو الرش المنتظم للحيوانات بالمبيدات قبل ذبحها بأسبوعين.