الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

داء الخدار علاماته وأعراضه وكيفية التعايش معه

الخدار (التغفيق) أو النوم القهري هو اضطراب عصبي مزمن يؤثر على جزء من الدماغ الذي ينظم النوم تنتج عنه اضطرابات النوم المزمنة، يعاني المريض من النعاس المفرط أثناء النهار ونوبات مفاجئة من النوم. الأشخاص المصابون بالخدار غالباً ما يجدون صعوبة في البقاء مستيقظين لفترات طويلة من الوقت، أيًّا كانت الظروف. يمكن أن يتسبَّب الخدار في اضطرابات خطيرة لروتينك اليومي المعتاد. في بعض الأحيان، يكون الخدار مصحوباً بفقدان مفاجئ للتوتر العضلي (التخشب)، ويمكن تحفيز حدوثه بسبب شعور عنيف. الخدار المصحوب بتخشُّب يُسمَّى النوع الأول من الخدار. الخدار غير المصحوب بتخشُّب يُسمَّى النوع الثاني من الخدار.

الدكتور تريلوك شاند، اختصاصي طب الجهاز التنفسي في مستشفى برجيل أبوظبي يقدم لنا معلومات مفيدة عن داء الخدار، علاماته وأعراضه وكيفية التعايش معه.

ما أسبابه؟


يمكن لمشكلة التغفيق- أو ما يُعرف بالنوم القهري- أن تكون وراثية، بمعنى أنها تنتقل من جيلٍ إلى جيل في العائلة الواحدة. كما أنّ انخفاض مستوى "الهيبوكريتين" (الأوركسين) في الدماغ، يُعتبر سبباً معروفاً لنوبة التغفيق. "الهيبوكريتين" هو مادةٌ كيميائية موجودة في الدماغ تساعد على تعزيز اليقظة. ومن الأسباب الأخرى لنوبات التغفيق يمكن أن نذكر العدوى، والتغيّرات الهرمونية عند سنّ البلوغ، والورم الدماغي أو السكتة الدماغية، والسموم وأمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والساركويد.


ما أعراضه؟

لمشكلة التغليق 4 أعراض رئيسية هي:

1) النعاس المفرط خلال النهار.

2) تراخي العضلات والتشتت الذهني، وغالباً ما يظهر ذلك عند سماع أو إلقاء طرفة.



3) تهيؤات تشبه الأحلام التي نراها في المرحلة الأولى من النوم، أو التنقل بين الإحساس بالنوم واليقظة.

4) شلل جزئي أو كلّي لعضلات الهيكل العظمي (شلل النوم) في المرحلة الأولى من النوم، أو عند الاستيقاظ.

يمكن للتغفيق أن يحدث من دون الشعور بضعف العضلات أو تيبّسها، أوقد يكون مصحوباً بواحدٍ أو أكثر من الأعراض التي ذكرناها.

يعاني مريض النوم القهري أيضاً من أعراضٍ ثانوية، مثل الاكتئاب ونقص الطاقة ومشاكل في الذاكرة.

ما مدى انتشاره في دولة الإمارات؟

يصيب التغفيق 1 من كل 2000 شخص تقريباً في جميع أنحاء العالم. يعاني نحو 60٪ إلى 70٪ من مرضى التغفيق من الجمدة أو الخمود، أي من ضعفٍ في العضلات، ويتساوى الرجال والنساء في الإصابة به. تشير غالبية الدراسات إلى أنّ مرحلة الإصابة به تبدأ في المعدل عند بلوغ المرء 20 أو 30 سنة من العمر، وأنّ خطر الإصابة الوراثية به يشكل 25 إلى 31٪ لدى التوائم المتطابقة، و1 إلى 2٪ لدى الأقارب من الدرجة الأولى.

لا تتوافر بيانات توثق معدّل انتشار التغفيق في دولة الإمارات العربية المتحدة، لكنه اضطرابٌ نادر ويمكن أن يكون مشابهاً لانتشار أيّ مرض في العالم. من خلال خبرتي العملية وممارستي الطبية، يمكن القول إننا هنا نواجه بمعدّلٍ وسط أقلّ من 5 حالات من التغفيق في السنة.

ما الإجراءات العلاجية التي ينبغي اتخاذها؟

لا يوجد علاج للتغفيق، لكنّ اعتماد أسلوب حياة صحي يشتمل على نيل قسطٍ وافر من النوم بين 7 ساعات ونصف الساعة إلى 8 ساعات، والتوقيت المنتظم للنوم، وأخذ قيلولة خلال النهار، قد تشكل عاملاً مساعداً، إضافة إلى عدم التغيير في مواعيد العمل. من الجيد أخذ قيلولة قصيرة خلال النهار، قبل مباشرة عمل مهم، وفي توقيتٍ يومي منتظم.

من المهم أيضاً تجنّب الأدوية المهدئة (الأدوية المضادة للحساسية) وشرب الكحول.

يمكن اعتماد أدوية منبّهة أو منشطة مثل "مودافينيل" و"أرمودافينيل" إذا لم تكن التدابير المذكورة كافية.



هل ترغب في إضافة أيّ شيءٍ آخر حول هذه الحالة من اضطرابات النوم؟

على الذين يعانون من التغفيق توخّي الحذر الشديد أثناء قيادة السيارة أو تشغيل معدّاتٍ ثقيلة.