الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الطبيب المبتكر لأول قلب صناعي في العالم لـ «الرؤية»: أسعى لإنقاذ أكبر عدد من الأرواح

أكد مبتكر أول قلب صناعي في العالم، مؤسس شركة «ريل هيرت» الدكتور العراقي آزاد نجار، أنه يسعى من خلال اختراعه إلى إنقاذ أكبر عدد من الأرواح، وإعطاء الأمل للملايين من مرضى عجز القلب حول العالم.



وأضاف نجار، في حوار مع «الرؤية»، على هامش مشاركته متحدثاً رسمياً في المؤتمر الدولي الخامس للصيدلة والطب الذي اختتم فعالياته في إمارة الشارقة أخيراً، أن القلب الصناعي تم تصنيعه باستخدام مواد غير ضارة بالجسم، ويتميز بالكفاءة في الأداء، متوقعاً إجراء أول عملية لزراعته في جسم مريض في عام 2023 بعد استكمال التجارب والحصول على الموافقات اللازمة.



حدثنا عن فكرة ابتكار القلب الصناعي؟

- بدأت الفكرة بعد ارتفاع ملحوظ بعدد حالات عجز القلب حول العالم، التي تعني ضعف أداء القلب لمهمته في ضخ الدم للجسم، ما يؤدي في النهاية إلى الموت.

في الشرق الأوسط فقط يوجد 3 ملايين و750 ألف مريض مصاب بعجز القلب، تصل حالات الوفاة بينهم إلى 300 و400 ألف شخص سنوياً، حسب إحصاءات بحثية لمجلة جمعية القلب السعودية.





متى سيكون القلب الصناعي متاحاً للمرضى؟

- طورت شركتنا 11 نموذجاً للقلب الصناعي، واستقررنا على آخرها، الذي يأتي مماثلاً للقلب الطبيعي بوجود بطينين وأذينين، ويضخ بين 4 و16 لتر دم من كل بطين في الدقيقة الواحدة. وحالياً نحن في المراحل الأخيرة من التجارب على الحيوانات، وبعد الحصول على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وبعض المنظمات الأوروبية، من المحتمل أن نباشر أول عملية زراعة فعلية للقلب عام 2023.

ما الغاية الأساسية من المشروع وكيف سيتم توزيع الجهاز على دول العالم؟

- الغاية من المشروع إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح، ونأمل بتوزيعه حول العالم، لكن كبداية سيتم توزيعه في الولايات المتحدة وأوروبا، بعد تدريب المؤهلين لزراعة القلب الصناعي، وتدريب الكادر التمريضي للعناية بالمريض بعد الزراعة.





كيف يعمل القلب الصناعي، وهل من الممكن أن يحاكي وظيفة قلب الإنسان الطبيعي؟

- لا يمكن أن يحاكي القلب الصناعي القلب البشري بنسبة 100%، لكننا نحاول تقليده من الناحية الوظيفية التركيبية.

أما عن المواد المصنوع منها، فهي عبارة عن بلاستيك «بولي يوريثان»، بالإضافة إلى نوع آخر من البلاستيك يدعى «بيك»، يتمتع بصلابة الفولاذ ووزن الريشة، وهذان النوعان غير مؤذيَين للجسم.

ماذا عن عملية زراعة القلب الصناعي، كيف تتم؟

- تستغرق عملية القلب الصناعي ما يقارب 3 ساعات ونصف الساعة، حيث نستأصل قلب الإنسان مع ربط المريض بجهاز يعمل على إدارة الدورة الدموية لمنع حدوث أي نزيف، وهو نوع من أنواع الأجهزة التي يتم الاستعانة بها خلال عمليات القلب المفتوح.

وبعد استئصال قلب المريض نزرع القلب الصناعي، ونربطه بالجسم، الخطوة التالية تكمن في تشغيل القلب الصناعي لإعادة ضخ الدم من جديد في جسم الإنسان، حيث توجد متحسسات لكمية الدم الواجب ضخها.

وبعد العملية الجراحية، يحتاج المريض للبقاء في العناية المركزة مدة يومين، ثم يتم نقله لقسم العناية بالقلب، حيث يستطيع الخروج لممارسة حياته الطبيعية في الأسبوع الثاني من البقاء في المستشفى.



ما هي الأنشطة المسموح للمريض أداؤها بعد العملية، وهل يمكنه السفر والتنقل؟



- يستطيع المريض الذي يخضع لعملية زرع القلب الصناعي ممارسة أنشطة رياضية خفيفة: كالمشي أو قيادة الدراجة الهوائية على سبيل المثال، لكنه من غير المسموح له ممارسة رياضات تتطلب مجهوداً، مثل كرة القدم ورفع الأثقال، أو حتى السباحة بسبب احتمالية حدوث التهابات نتيجة للسلك الذي سيمتد من القلب خارج الجسم ويكون موصولاً بجهاز بحجم الهاتف المتحرك، لكن باستطاعته الاستحمام بشكل طبيعي.

وبإمكان المريض السفر بكل حرية، لكن غير مسموح له بالمرور عبر أجهزة التفتيش بسبب الأشعة التي قد تؤثر في عمل القلب الصناعي، وسيمنح إثباتاً يفيد بعدم تمكنه من المرور بتلك البوابات.