الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

يمكن تعلمها في عمر شهرين.. لماذا يجب تعليم رضيعك السباحة؟

ربما يتخوف بعض الأهل من اصطحاب أطفالهم للمسبح خوفاً عليهم من الانزلاق، وبينما قد يتخوف كثيرون من تعليم أطفالهم السباحة حتى بعد تخطيهم العامين أو أكثر لكن المفاجأة أن تعليم طفلك السباحة بعد ولادته تجربة فريدة تماماً لها العديد من المميزات النفسية والجسدية التي تُحسن اللياقة الجسدية لطفلك.

بحسب مدرب سباحة الرُضع محمد عبدالمقصود فإن التواجد في الماء يجذب جسم الطفل بطريقة فريدة تماماً، وهو ما يخلق الجدية بينما يركل طفلك وينزلق ويضرب على الماء، نظراً لضعف جهاز المناعة لديهم ينصح مدرب السباحة الآباء بإبقاء أطفالهم بعيداً عن حمامات السباحة حتى عمر شهرين، ولكن هذا لا يعني أنه لا يتم التعامل مع الطفل على الإطلاق حتى عمر الشهرين، لكن يمكن البدء في تعليم الطفل السباحة في عمر 20 يوماً وحتى شهر ولكن يتم ذلك في المنزل بحيث يكون بعيداً عن حمامات السباحة، نظراً لضعف مناعته في هذا السن، ويتم تعليم الطفل السباحة في البانيو بدرجة حرارة ماء لا تقل عن 32 درجة.

ويُضيف عبدالمقصود في حديثه مع الرؤية «نختار أن يتعلم حديثو الولادة السباحة في حمامات السباحة وليس البحر لأنه يمكننا التحكم في درجة حرارة ماء بركة السباحة مقارنة بماء البحر الباردة فلا بد أن يكون متوسط درجة حرارة الماء 32 درجة، وبخلاف تأثير الماء البارد على صحة الأطفال في هذا العمر، فأيضاً فهو يؤدي إلى تقلص العضلات وبالتالي لا يمكن العمل على تقويتها من خلال السباحة».

ويستطرد «الطفل في سن 5 أو 6 أشهر يستطيع تكرار الحركات التي يتم تدريبه عليها، والتدريب له علاقة بالذهن والعضلات والتوافق العضلي العصبي ومنه يستطيع الطفل في هذا السن المُبكر القيام بإنقاذ نفسه إن تعرض للغرق، وهو ما نريد تعليمه للأطفال في هذه المرحلة العمرية التقليل من نسبة الغرق لدى الأطفال، وفي عمر عام يمكنه التحرك البدء من الانتقال من اتجاه لاتجاه».

ويعدد عبدالمقصود فوائد السباحة للرضع وحديثي الولادة في نقاط أهمها



تقوية عضلات الطفل ففي سن 5 أو 6 أشهر تكون فترة بداية سير الطفل، ومع تدريبات السباحة تنمو عضلات الطفل ويمكنه المشي قبل الأطفال في مثل عمره ممن لا يمارسون السباحة، وأيضاً فإن تلك التدريبات في هذا العمر تساعد الرئة على الاحتفاظ بنسبة هواء أكثر، وهو ما يساعد على نمو الدماغ بشكل أسرع.

ويُشير إلى أنه أثناء السباحة يحرك الطفل ذراعيه بينما يركل ساقيه، وهو ما يعني أن دماغه يُسجل الإحساس باللمس للماء بالإضافة إلى مقاومته، ما يعزز قوتها في تعزيز الدماغ.

كما أن الأطفال الذين يمارسون السباحة يحققون تقدماً في النمو البدني والعقلي مقارنة بأقرانهم الذين لا يسبحون، بدنياً وذهنياً ويكتسبون المهارات بكل سهولة مُقارنة بالأطفال في مثل أعمارهم، فلديه القدرة على التعلم بسرعة مقارنة بغيره.

كما أن السباحة تعزز قدرة الطفل على التخلص من مشكلات الولادة مثل التيبسات العضلية ونقص الأكسجين في المخ بعد الولادة عن طريق تحسين السعة الهوائية للرئة والتي تحفزها السباحة على تحميل نسبة أكبر من الأكسجين مقارنة بسن الطفل، وتساهم السباحة في حل تلك المُشكلات بشكل كبير قبل كبر عمر الطفل فحينها لن يُجدي معه سوى العلاج الطبيعي.

أما عن الفوائد النفسية لتعليم السباحة للرضع فيحددها عبدالمقصود في عدة محاور وهي أهمية السباحة في تعزيز ثقة الطفل في نفسه وتعزيز رغبته في الانتصار الدائم فدائماً ما يسعى ليكون الأول وفي الصفوف المُتقدمة، وعلاج فرط الحركة عند الأطفال عن طريق التخلص من الطاقة الزائدة لديه، وزيادة التركيز لديه، فالسباحة هي الرياضة الوحيدة القادرة على تحريك كل عضلات الجسم ومن ثم تحقيق مكاسب نفسية وبدنية كبيرة لدى الأطفال.

مدرب سباحة الرُضع شريف عبود يقول للرؤية إن أهم عنصر يمكن أن تقدمه السباحة للرضع هي حمايتهم من الغرق، فعن طريق السباحة يمكن للرضيع حماية نفسه والبقاء على صفحة الماء لفترة أطول لحين إنقاذه.

ويُضيف «أما جسمانياً فالسباحة تقوي جهاز المناعة، وتوسيع المدى الإدراكي للطفل وزيادة حصيلته اللفظية وتنمية التفكير المُبكر».

ماذا يقول الطب؟



لكن دعونا نُلقي السؤال المُهم ماذا يقول الطب عن سباحة الرضع؟ الدكتور محمد عبدالفتاح أخصائي الأطفال وحديثي الولادة يقول للرؤية إن بعض الأهالي قد يتخوفون من الكلور الموجود في حمام السباحة ويتراجعون عن فكرة تدريب أطفالهم رغم أهميتها من الناحية الجسدية، لكن يمكننا القول إن الكلور لا يمكن الحكم على تأثيره دون تجربة.

ويُضيف عبدالفتاح «السباحة بوجه عام تساعد على تحسين لياقة التنفس للأطفال بمعنى تحسين ميكانيكية التنفس، فالمجاري الهوائية لدى الأطفال تكون أضيق من الكبار والسباحة تحفز على توسعتها وهو ما يعني وقاية الطفل من أمراض تنفسية ربما تصيبه مُستقبلاً، أما بالنسبة للكلور فحساسية الكلور ستظهر لدى الطفل إن كان مُصاباً به، بالإضافة أن الكلور الموجود في حمامات السباحة لا توجد منه أي مشكلة، كما أن المدة التي يقضيها الطفل في التمرين تكون قصيرة وبالتالي لا تُسبب مشكلات كبرى مقارنة بفوائدها الجمة».

ويتابع «استعداد الرضيع لتمرينات السباحة يكون أسهل لأنه في رحم أمه كان يتنفس في ماء الجنين، ورغم ذلك فإن السباحة تحمي الطفل من بعض الأمراض التنفسية مُستقبلاً كضيق المجاري الهوائية، لكن مثلاً لن تحل السباحة مشكلة العيوب الخلقية التي تؤدي لضيق التنفس».