الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

كل ما تريد معرفته عن «ماربورغ» فيروس «غينيا» القاتل.. وطرق الوقاية

كل ما تريد معرفته عن «ماربورغ» فيروس «غينيا» القاتل.. وطرق الوقاية

الدكتور مجدي بدران.

أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل أول وفاة بفيروس «ماربورغ»، في غينيا، غرب أفريقيا، وقالت الصحة العالمية في بيان إن المريض طلب علاجه في البدء في مستشفى محلي قبل أن تتدهور حالته سريعاً ويلقى حتفه، وشُخصت الحالة الجديدة في غينيا الأسبوع الماضي بعد شهرين من إعلان خلو البلاد من فيروس «إيبولا» بعد تفش وجيز العام الجاري أودى بحياة 12 شخصاً.

وسارع مسؤولو الصحة في تعقب كل من قد يكون تفاعل مع المريض، الذي طلب المساعدة الطبية في بلدة جيكيدو بالقرب من الحدود المرورية مع ليبيريا وسيراليون، وتراقب السلطات الصحية في غينيا 155 شخصاً، يُعتقد أنهم كانوا على اتصال بالشخص الذي أُصيب بالفيروس المُميت.

عن ماربورغ

بحسب الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة فإن «ماربورغ» هو فيروس حمى نزفية خطير يؤدي لنسبة عالية من الوفيات وتفاوتت معدلات الوفيات به من 24% إلى 88%، اعتماداً على سلالة الفيروس وجودة الرعاية، وهو شديد الفتك يُسببه فيروس من الفصيلة نفسها التي ينتمي إليها الفيروس المُسبب لحمى الإيبولا النزفية.

ويتابع بدران في حديثه مع الرؤية: «يظهر الفيروسان، تحت المجهر الإلكتروني، في شكل خيوط ممتدة تلتف لتُشكّل أجساماً غريبة في بعض الأحيان، وتلك الخيوط هي التي استُلهم منها اسم فصيلة الفيروسات الخيطية، وهناك تشابه تام من الناحية الإكلينيكية بين حمى «ماربورغ» النزفية وحمى الإيبولا النزفية على الرغم من اختلاف الفيروسين المُسببين لهما، وكلاهما نادر غير أنهما يوديان لفاشيات وخيمة (انتشار كبير لا يصل حد الوباء)».

ويستطرد بدران أن خطورة الفيروس تكمن في أنه سريع الانتشار ويؤدي لوفيات كثيرة بينما لا يوجد لقاح أو علاج لمكافحته.

العدوى

ويشرح عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة طرق العدوى والتي تحدث بواسطة الخفافيش، كما أن النسانيس من ناقلات العدوى أيضاً، ولكنّها لا تُعتبر من مستودعات المرض المعقولة، ذلك أنّ جميع الحيوانات الحاملة للعدوى تقريباً تموت بسرعة فائقة، ما لا يترك مجالاً لبقاء الفيروس وسريانه.

وعن انتقال المرض يشرح: «الفيروس لا ينتقل بين البشر أثناء فترة الحضانة التي تمتد بين 3 إلى 9 أيام، جميع الفئات العمرية مُعرضة للعدوى، ولكن معظم الحالات تحدث مع بالغين».

تحدث العدوى من لمس دم المريض أو سوائل جسمه الأخرى (البراز والقيء والبول واللعاب والإفرازات التنفسية) والسائل المنوي، حيث تم اكتشاف الفيروس في السائل المنوي للمصابين به بعد شفائهم السريري من المرض بفترة بلغت 7 أسابيع.

وبحسب بدران ينتشر الفيروس أيضاً من خلال الانتقال من إنسان إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر عن طريق تلامس أو تشقق أو فتحات في الجلد أو الأغشية المخاطية مع دم أو إفرازات أو سوائل المريض، ومع الأسطح والمواد (مثل الفراش والملابس) الملوثة بهذه السوائل، وتزداد قدرة المصابين على نقل العدوى كلّما تطوّر المرض لديهم، وتبلغ تلك القدرة ذروتها خلال مرحلة المرض الوخيمة.

وتحدث العدوى أيضاً خلال تلقي المرضى العلاج في المستشفيات أو حتى خلال عمليات الدفن.

الأعراض

ويشرح بدران أعراض الإصابة بالفيروس، فمن اليوم الأول حتى اليوم الخامس من بدء الأعراض السريرية ارتفاع في الحرارة لتصل إلى 40 درجة مئوية وصداع حاد مفاجئ، قشعريرة، تعب، غثيان، تقيؤ، إسهال مائي قد يستمر لأسبوع، وطفح جلدي والتهاب في البلعوم وآلام في البلعوم والتهاب في مُلتحمة العين، والشعور بالضيق.

أما من اليوم الخامس حتى اليوم الـ13 فتشمل الأعراض التعب الشديد والاستسقاء والتهاب الدماغ وأعراضاً عصبية والطفح الجلدي والهذيان مع الأعراض النزفية مثل البراز والتقيؤ الدموي، ونزف الدم من مواضع بزل الوريد والمخاط والنزيف الحشوي.

يدخل الناجون في مرحلة النقاهة، أما في الحالات القاتلة تتدهور حالة المريض ويدخل في غيبوبة ونزف متعدد، ثم الموت غالباً بين اليوم الثامن واليوم الـ16.

هل علينا كشعوب أن نقلق من تفشي الفيروسات؟

في هذا الصدد علينا الحذر، نحن نعيش وسط كائنات أخرى غير مرئية، يمكنها أن تفتك بنا، وسط جهل كبير أو تجاهل لا مبرر له من البعض، فيكفي أن فيروس «كورونا» المُستجد غزا 220 دولة بكل سهولة وأصاب ما يزيد على 205 ملايين حسب المعلن، وهذا أقل من الحقيقة 20 مرة، و قتل 4.3 مليون، يقول بدران.

ويستطرد: «تعزيز المناعة ضد الفيروسات سهل بالتغذية الجيدة، وممارسة الرياضة بانتظام، والنوم ليلاً 8 ساعات، والبعد عن الاستخدام العشوائي للأدوية خاصة المضادات الحيوية والكورتيزونات، وممارسة الرياضة فهي تعزز المناعة وتوفر المزيد من الأوكسجين والتغذية للمخ، وإن تعذر ذلك فالمشي من أفضل أنواع الرياضة، فهناك علاقة بين عدد خطوات المشي والوقاية من أمراض العصر».

وينصح عضو الجمعية المصرية للحساسية بالتفكير جيداً قبل زيارة مناطق تفشي المرض المعروفة بالإضافة إلى غسل يديك بالماء والصابون باستمرار، واستخدم غسول أيدٍ يحتوي على نسبة 60% على الأقل من الكحول عندما لا يتوفر الصابون والماء.

ويختم: «تجنب تناول لحوم الحيوانات البرية في البلدان النامية، تجنَّب شراء أو أكل لحوم الحيوانات البرية، بما فيها التي تُباع في الأسواق المحلية».