الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

اختصاصية التغذية دينا جمال: الاستمرارية على أي نظام صحي شرط لمنح الجسم تقبل التغيير والحصول على نتائج

اكتسب العديد من الناس سلوكيات صحية خاطئة في ظل تعرضهم لمشاعر سلبية وضغوطات بالحياة عموماً، ما أدى إلى ظهور مصطلح الأكل العاطفي، فأوضحت اختصاصية التغذية العلاجية دينا جمال بأن البعض يعتقد ذلك مؤشراً لنقص الهرمونات أو المعادن، إلا أنها أكدت بأن الجوع الجسدي مؤشر طبيعي، والجسم بحاجة لطاقة للقيام بوظائف طبيعية، والأكل العاطفي غير متعلق بنقص الهرمونات والمعادن، وهي مجرد وسيلة راحة يلجأ لها الناس عند تعرضهم لضغوطات كثيرة بالعمل والحياة عموماً، ووجود بعض المشاعر المكبوتة كالقلق والاكتئاب والحزن.



بدائل مشبعة



وحول البدائل الصحية التي يمكن تناولها لتعزيز شعور الشبع قبل النوم، تحديداً، أوصت بأن تكون وجبة العشاء غنية بعناصر البروتين والألياف، وهي أكثر المواد الغذائية التي تمنح شعور الشبع، فمثلاً يمكن اختيار صدر دجاج أو بيض أو تونة مع السلطة، سندويشة خبز البر مع جبنة قليلة الدسم كالحلوم أو القريش، إلى جانب خيارات أسهل كالحبوب الكاملة مع كوب حليب.

وأكدت ضرورة تجنب الأكلات التي تحتوي على سكريات لا تمنح شعوراً بالشبع، وتناول وجبة العشاء قبل ساعتين إلى 4 ساعات من وقت النوم، لضمان هضم الأكل وعدم حدوث ارتجاع لحمض المعدة والشعور بالحموضة والغثيان.

هرمون السعادة



وأشارت الاختصاصية بأن الدراسات أثبتت بوجود مجموعة من المواد الغذائية كالشوكولاته الداكنة والمكسرات النيئة التي تزيد من إفراز هرمون الأكسايتوسين، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة، مؤكدةً ضرورة تناولها بكميات محددة كي نتجنب أي زيادة بالوزن.

وفي سياق متصل، يتجه العديد نحو استعمال السكريات الصناعية في المشروبات الغازية وكذلك الحلويات، كبديل للسكر العادي، إلا أن اختصاصية التغذية أوضحت بأن السكريات الصناعية أضرارها شبيهة بأضرار السكر على المدى البعيد، كمقاومة الأنسولين واضطراب هرمون الشبع والجوع، وأشارت إلى أن استعمال السكريات الصناعية لفترة محددة كبديل للتخلص من عادة استهلاك السكر بكميات كبيرة لا مشكلة به، طالما أنه سيكون هنالك محاولة تدريجية لقطع استهلاك السكر.

وأشارت إلى بعض البدائل الصحية التي يمكن إضافتها للحلويات والمشروبات كالستيفيا، لافتة إلى أنه أصح من السكر، كونها نبتة مختلفة، أو العسل الطبيعي، كونه مضاداً للبكتيريا، ويساعد على التئام الجروح، ويضيف قيمة غذائية للطبق، ولكن أكدت ضرورة الحفاظ على الحصة اليومية من السكر على ألا تتجاوز 25 غراماً للنساء و30 غراماً للرجال في معظم الفئات العمرية تقريباً.

حميات متداولة



وفي ظل انتشار أنظمة حميات غذائية متداولة كالصيام المتقطع والكيتو، قالت: «كل نظام غذائي قد يكون مفيداً بشرط الاستمرارية، كي يتمكن الجسم من تقبل التغيير والاستجابة بمنح رد فعل، الصيام المتقطع له نتائج ولكن يجب تناول وجبات متكاملة، وعدم ترك الجسم لفترات أكثر من 16 ساعة دون طعام. أما الكيتوجينيك دايت فهو مخصص لتخفيف نوبات الصرع لدى الأطفال بنسبة 50% وفقاً لما أثبتته الدراسات، وعلى الرغم من خسارة وزن العديد عليه، فإن آثاره الجانبية كثيرة، كتساقط الشعر، شحوب البشرة، نقص حاد بالفيتامينات، صداع، دوخة، وعدم انتظام مستويات سكر الدم، وخفقان بالقلب، كما أن ارتفاع الدهون بالكيتو، سيؤدي لارتفاع الكوليسترول وحدوث مشاكل انسداد الشرايين، وفي حال غياب الرقابة الصحية من المختص، سيؤدي ذلك إلى تناول وجبات غير صحية».



أدوية ومستحضرات



في ظل انتشار العديد من الأدوية والمستحضرات الطبية التي تروج لها منصات التواصل الاجتماعي، كإبرة ساكسيندا وحبوب الصبار، والمكملات الغذائية التي تمنح شعور الشبع، قالت: «إعلانات السوشيال ميديا، على الرغم من قيام المشاهير بالترويج لها، فإنها تظل غير موثوقة المصدر، فالترويج لتلك المستحضرات بهدف تجاري، ومعظمه يصب بفئة منع مؤشرات الجوع، أي إنها تعمل على الجهاز العصبي، وبذلك ستكون تأثيراتها على الجهاز العصبي كزيادة ضربات القلب، صداع مستمر، فقدان الوعي، انخفاض السكر، تقرحات بالمعدة، التهابات بالجهاز الهضمي».

وأكدت ضرورة كبح الشهية بطرق طبيعية كتغيير بالعادات الغذائية، أهمها تناول وجبات غذائية متوازنة العناصر كربوهيدرات وبروتين وألياف، كي تمنح الجسم احتياجاته وتسد الشعور بالجوع.



ديتوكس



أما فيما يخص مستحضرات الديتوكس وتنقية الجسم من السموم، أشارت إلى خلوها من أي أساس علمي، خاصة أن جسم الإنسان يتسم بإمكانية تخلصه من السموم والفضلات بالكلى والكبد بكفاءة عالية يومياً، ومن الممكن أن نعزز من وظائفهم عن طريق شرب كميات كافية من المياه والغذاء الصحي.