السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

دراسة: هذه أسباب استمرار فقدان حاستي الشم والتذوق

أوضحت دراسة نشرتها مجلة Nature Genetics عن أسباب استمرار فقدان حاستي الشم والتذوق حتى بعد التعافي من كورونا، إذ أشارت الدراسات إلى أنه لا يزال ما يصل نحو 1.6 مليون شخص في الولايات المتحدة غير قادرين على الشم والتذوق أو عانوا من تغيير في قدرتهم على الشم، وذلك بعد مرور 6 أشهر من الإصابة بكوفيد.

عامل خطر وراثي وراء فقدان الشم والتذوق

أكدت الدراسة التي نشرها NBC News أن عامل خطر وراثي مرتبطٌ بفقدان الرائحة بعد الإصابة بفيروس كورونا، وهو اكتشاف يقرّب الخبراء من فهم هذا العرض المُحيّر، من أجل البحث عن علاجات خاصة بهذا الموضوع.

ويعتقد العلماء أن هذا الأمر ناجم عن تلف الخلايا المُصابة في جزء من الأنف يسمى «الظهارة الشمية»، حيث تحمي هذه الظهارة «الخلايا العصبية الشمية» التي تساعد الإنسان على الشم، ونتيجة الإصابة بكوفيد يتم إتلاف هذه الخلايا.

وبعيداً عن هذه الدراسة أيضاً، أكد دكتور جاستن تورنر، الأستاذ المساعد في طب الأذن والأنف والحنجرة في جامعة فاندربيلت أن السبب وراء فقدان حاستي الشم والتذوق بعد التعافي ليس واضحاً بعد.

وأشار جاستن إلى أن البيانات المبكرة توضح أن الخلايا الداعمة للظهارة الشمية هي الخلايا التي تتأثر بالفيروس في الغالب، ويفترض أن هذا يؤدي إلى موت الخلايا العصبية نفسها، لكن العلماء لا يعرفون حقاً لماذا ومتى يحدث ذلك، ولماذا يبدو أنه يحدث بشكل تفضيلي لدى أفراد معينين دون غيرهم.

68% يعانون من فقدان حاسم الشم والتذوق عند الإصابة بكوفيد

ووفقاً للدراسة، فإنه عامل الخطر الجيني هذا يزيد من احتمالية تعرض الشخص المصاب بـ SARS-CoV-2 لفقدان حاسة الشم أو التذوق بنسبة 11%. بينما تشير بعض التقديرات إلى أن 4 من كل 5 مرضى كورونا يستعيدون هذه الحواس، كما تشير الأبحاث إلى أن استمرار عدم القدرة أو انخفاض القدرة على الشم والتذوق يؤثر على العلاقات والصحة الجسدية والرفاهية النفسية.

وقد أجرى الباحثون هذه الدراسة في شركة الجينوميات والتكنولوجيا الحيوية، على الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.

وأوضحت الدراسة أنه من بين مجموعة مكونة من 69841 فرداً أبلغوا عن تلقيهم نتيجة إيجابية لاختبار كوفيد، أفاد 68% منهم بفقدان حاسة الشم أو التذوق كعرض، وتم الجمع بين فقدان حاسة الشم والذوق في صورة سؤال مسح واحد من أجل الحصول على نتائج توضح الأسباب وراء ذلك، ومن هم الأكثر عُرضة لحدوث هذا الأمر.

وبعد مقارنة الاختلافات الجينية بين أولئك الذين فقدوا حاسة الشم وأولئك الذين أفادوا بأنهم لم يعانوا من هذا التأثير، وجد فريق الدراسة منطقة بالجينات مرتبطة بهذا العَرض تقع بالقرب من جينين يعرفان باسم UGT2A1 و UGT2A2، حيث يتم التعبير عن هذين الجينين داخل الأنسجة بالأنف، وهي المسؤولة عن الرائحة والتذوق.

النساء أكثر عُرضة لفقدان الشم والتذوق بنسبة 11%



وقد أظهرت بعض النتائج أيضاً التي تتعلق بالمشاركين في هذا البحث، أن النساء أكثر عرضة بنسبة 11% من الرجال للإصابة بفقدان الشم والتذوق، بينما البالغون الذين تُراوح أعمارهم بين 26 و35 يشكلون 73% من هذه المجموعة.

ووجد فريق الدراسة أيضاً أن الأشخاص «من أصل شرق آسيوي أو أمريكي من أصل أفريقي كانوا أقل عرضة للإبلاغ عن فقدان حاسة الشم أو التذوق»، وسبب هذه الملاحظة غير معروف حتى الآن، لكن الخبراء يرجحون أنه من المحتمل ألّا يتم تفسيرها من خلال المتغيرات الجينية، وأن الدراسة لم تكن دقيقة في هذا الأمر.

وقالت دانييل ريد، المديرة المشاركة لمركز مونيل للحواس الكيميائية، إن هذه النتائج يمكن أن تساعد في دراسة الفروق بين شخص وآخر في فقدان حاستي الشم والتذوق بسبب كوفيد، وتساعد العلماء أيضاً في إيجاد العلاجات، إذ تشير الأبحاث السابقة إلى أن فقدان هذه الحواس مرتبط بـ«الفشل في حماية الخلايا الحسية للأنف واللسان من الإصابة بالفيروس».

انخفاض أعراض فقدان الشم والتذوق مع متحوّر أوميكرون

والجدير بالذكر أنه بالنسبة للمصابين بالفيروس التاجي، فقد عُرف فقدان الشم والذوق بأنه من الأعراض المميزة، وتشير الأبحاث المبكرة إلى أن فقدان حاسة الشم والذوق نادر مع متغير أوميكرون، ولكن لا يعني هذا أن الأمر مستبعد تماماً، ففي دراسة أجريت على 81 حالة أوميكرون في النرويج، أبلغ 12% عن انخفاض في الرائحة و23 %ذكروا انخفاضاً في التذوق.