السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

دراسة: كوفيد يقلص حجم المخ ويصيب مناطق الإدراك والرائحة

دراسة: كوفيد يقلص حجم المخ ويصيب مناطق الإدراك والرائحة

بعض المرضى يعانون من نقص الإدراك والذاكرة

كشفت دراسة بريطانية أن كوفيد-19 يمكن أن يلحق الضرر بالدماغ، حيث يقلص حجم المخ، ويفقد المرضى القدرة على التفكير والتذكر والإدراك، وهو ما يطلق عليه اسم "دماغ كوفيد."

وذكر موقع بلومبيرغ، أن الباحثين في جامعة أوكسفورد حددوا تلفاً في الدماغ مرتبطاً بالإصابة بمرض كوفيد-19، بما في ذلك المنطقة المرتبطة بالرائحة، وانكماشاً في الحجم يعادل ما يصل إلى 10 سنوات من الشيخوخة.

وارتبطت تلك التغييرات بالتدهور المعرفي والقدرات الذهنية كما ورد في الدراسة التي نُشرت 7 مارس الجاري في مجلة Nature.

وتمثل النتائج دليلاً صارخاً على تأثير الفيروس على الجهاز العصبي المركزي، ما يزيد من تفاقم العبء العالمي لمرض الخرف الذي يكلف العالم ما يقدر بنحو 1.3 تريليون دولار في العام، إلى جانب حالات التنكس العصبي الأخرى.

وأكد أفيندرا ناث، المدير الإكلينيكي للمعهد الوطني الأمريكي للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، أن الدراسة تقدم ببيانات قاطعة نتائج مثيرة للاهتمام تفسّر الأعراض التي يعاني منها مرضى كوفيد-19 حتى بعد الشفاء.

ويعتبر فيروس كوفيد-19 من مسببات الأمراض التنفسية التي تهاجم الرئتين، ومع ذلك فإن الكثيرين يهملون عدداً لا يحصى من المضاعفات العصبية، بما في ذلك الارتباك والنسيان والسكتة الدماغية والاضطرابات العصبية والعضلية، التي تظهر خلال المرحلة الحادة من المرض.



وقد تستمر التأثيرات الأخرى مثل ضعف التركيز، والصداع، والاضطرابات الحسية، والاكتئاب، وحتى الذهان لعدة أشهر.

ولاستكشاف التغيرات التي تحدث في الدماغ، استفاد عالم الأعصاب غوينيل داود وزملاؤه من أكبر قاعدة بيانات للتصوير بالرنين المغناطيسي في العالم.

وشملت الدراسة إجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الأولية لأدمغة 785 متطوعاً تم استكمالها بفحص بيانات الجينوم لأكثر من نصف مليون شخص.



وأجريت فحوصات لاحقة بعد 38 شهراً، حيث فوجئ الباحثون برؤية بعض الاختلافات الواضحة في الدماغ لدى المشاركين الذين أصيبوا بالعدوى.

وقال الباحثون إن استمرار التأثيرات، أو عكسها جزئياً أثناء إصلاح الشبكات العصبية في الدماغ تلقائياً، يتطلب مزيداً من التحقيق والدراسة.

ووجد الباحثون انخفاضاً أكبر في سماكة المادة الرمادية في مناطق الدماغ المرتبطة بالرائحة، وقد يساعد هذا الاكتشاف في تفسير ضعف حاسة الشم الذي يعاني منه العديد من مرضى كوفيد، نتيجة إما للضرر الفيروسي المباشر أو الالتهاب الناجم عن استجابة الجسم المناعية للفيروس.



وأوضحت ليا بوشامب، الاختصاصية في معهد فلوري لعلم الأعصاب والصحة العقلية في ملبورن، أن فقدان المادة الرمادية، التي تشكل الطبقة الخارجية من الدماغ، يمثل تدهوراً في القدرات الإدراكية والعقلية، وهو أمر مقلق للغاية.

وأظهرت المجموعة المصابة أيضاً انخفاضاً أكبر بنسبة تراوح بين 0.2% إلى 2% في حجم الدماغ مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا وأظهروا تراجعاً إدراكياً أكبر بناءً على أدائهم في أداء مهام معقدة.

وكان هذا مرتبطاً بضمور أو انكماش في جزء معين من المخيخ في مؤخرة وأسفل الدماغ مرتبطة بالإدراك، وكانت الفروق أوضح لدى كبار السن.

ولكن العلماء أشاروا إلى أن الدماغ يتميز بالمرونة، ويقوم بعملية تجديد في المسارات العصبية التالفة التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى الشفاء التام للمرضى.