الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

هل ما زلت بحاجة لارتداء قناع على متن الطائرة؟

كل يوم تعلن شركة خطوط جوية جديدة عن تخليها عن إلزام ركابها بضرورة ارتداء الأقنعة للحماية من فيروس كورونا، ويعتبر هذا القرار ربما واحداً من الأكثر تأثيراً ومؤشراً قوياً على عودة الحياة لطبيعتها.

ولكن رغم ذلك، ما زال الأطباء والخبراء ينصحون بضرورة ارتداء الأقنعة خلال أوقات السفر، وأثناء ركوب الطائرة، لمجموعة من الأسباب نستعرضها في السطور التالية.



حماية كبيرة



بحسب واشنطن بوست، أوضح جون شوارتزبرغ أستاذ الأمراض المعدية واللقاحات في جامعة كاليفورنيا في كلية الصحة العامة في بيركلي، أنه رغم عدم إلزامية ارتداء الأقنعة في المطارات والرحلات الجوية، إلا أن ذلك لا يضمن لك حماية كاملة من الفيروس التاجي، حتى مع زيادة نسبة الأشخاص الذين حصلوا على التطعيم، لهذا فإن ارتداء الأقنعة سيوفر لك حماية كبيرة.

كما نصح شوارتزبرغ بارتداء أقنعةN95، حيث توّفر تهوية جيدة، بسبب وجود الفلتر، دون تسريب، لهذا هي تعتبر الأنسب مع الأماكن المغلقة والرحلات الطويلة.



تحسباً لأي احتمالات

وجدت دراسة أجريت لعام 2020 تم اعتمادها لصالح وزارة الدفاع الأمريكية ونفذها باحثون من بوينغ ويونايتد إيرلاينز، أن أنظمة تهوية الطائرات والفلترة قللت من خطر التعرض لفيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2) بنسبة تزيد على 99%، لكن الدراسة لم تأخذ في الحسبان طرق الانتقال الأخرى، مثل التعرض المباشر لقطرات تنفسية أكبر يطردها شخص مصاب يجلس في مكان قريب، كما أنها لم تأخذ في الاعتبار تأثيرات المشي صعوداً وهبوطاً في الممرات أو التفاعل مع الركاب الآخرين.

لهذا من الصعب تحديد مدى خطورة التعّرض للإصابة بالوباء أثناء الطيران، خاصة وأنه قد أظهرت الأبحاث أن الخطر يتغير اعتماداً على ما إذا كان الشخص المصاب بالعدوى يتحدث وبالتالي يطرد المزيد من جزيئات الجهاز التنفسي، لهذا تحسباً لأي احتمالات لا يُنصح بالتخلي عن الماسك أثناء السفر، بحسب مجلة تايم.



شخص واحد قد يتسبب في أزمة

المعروف أن المطارات والطائرات وإجراءات السفر المختلفة هي واحدة من المناطق الأكثر ازدحاماً، ورغم تلقي الغالبية التطعيمات، إلا أن القيود حول الاختبارات لفيروس كورونا أصبحت أقل حدّة عن قبل، وهذا يعني إمكانية تواجد أشخاص مصابين بالفيروس التاجي على متن طائرتك أو مطعم المطار أو بالحمامات أو خلفك في طابور ما على أحد شبابيك العمل في المطار، وهذا يعني احتمالية إصابتك بالفيروس ما زالت مرجحة.

وفي ورقة بحثية نُشرت في مارس 2021، طور الباحثون نموذجاً للتنبؤ بخطر الإصابة على متن طائرة، وكان السيناريو الأكثر تطرفاً الذي اعتبروه هو رحلة طيران مدتها 12 ساعة لم يكن الركاب فيها يرتدون أقنعة وجلس شخص مصاب في درجة اقتصادية مزدحمة بإحكام، وفي ظل هذه الظروف، قدر المؤلفون أن الركاب الآخرين في الدرجة الاقتصادية لديهم مخاطر إصابة متوسطة تصل إلى ما يقرب من 11%، ولكن بالنسبة لشخص يجلس على مقربة شديدة من الشخص المصاب، يمكن أن يرتفع الخطر إلى 99.6%.

كذلك حاولت دراسة أخرى، نُشرت في ديسمبر 2021، العثور على أفضل ترتيب لمقاعد الطائرة لتقليل انتقال الفيروس، وخلص الباحثون إلى أنه إذا أصيب شخص ما على متن الطائرة بـCOVID-19، فمن الواضح أنك لا تريد الجلوس بجانبه، لكنك أيضاً لا تريد الجلوس خلفه.

ويقول المؤلف المشارك شيلدون جاكوبسون، عالم الكمبيوتر في جامعة إلينوي في أوربانا شامبين الذي يدرس الصحة العامة وأمن الطيران وحصل على تمويل من مكتب القوات الجوية الأمريكية للبحث العلمي. وخلص فريقه إلى أن إبقاء المقاعد الوسطى مفتوحة وترك بعض الصفوف فارغة هو ترتيب الجلوس الأكثر أماناً. (ومع ذلك، لم تعد شركات الطيران تبيع الرحلات بسعات مخفضة).

وبغض النظر عن ترتيب المقاعد، قلل ارتداء الماسكات من فرص الإصابة بالعدوى على متن الطائرة بنحو 30%، وفقاً لنموذج فريقه.