الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

في اليوم العالمي للملاريا: نصائح للوقاية ولقاح جديد لتقليص وفيات الأطفال

تُعتبر الملاريا من بين أهم الأسباب الرئيسية لأمراض ووفيات الأطفال بجنوب الصحراء الكبرى وأفريقيا، بحسب منظمة الصحة العالمي، حيث يحتفل بها في الـ25 من أبريل كل عام، وفي هذه المناسبة شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بـ«تغريدة» عبر حسابه على موقع «تويتر»، وكتب ولي عهد أبوظبي: «بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الملاريا.. نسعى إلى تعزيز جهودنا والتعاون مع شركائنا لمكافحة هذا المرض.. الأمراض والأوبئة أخطر تحدٍ يواجه المجتمعات، ومن المهم بناء استراتيجيات عالمية فاعلة ومستدامة للتعامل معها».

إحصاءات

وتُسبب الملاريا سنوياً وفاة أكثر 260000 طفل أفريقي دون سن الخامسة بما يمُثل 80% من نسبة وفيات الملاريا بأفريقيا، وفي عام 2020 سجلت دول أفريقيا 95% من حالات الإصابة بالملاريا إلى جانب 96% من الوفيات الناجمة عن الإصابة بها.

كما تُشير التقديرات إلى أن عام 2020 شهد وقوع 241 مليون حالة إصابة بالملاريا في جميع أنحاء العالم.

ويأتي اليوم العالمي لمكافحة الملاريا لهذا العام 2022 تحت شعار «تسخير الابتكار لتخفيف عبء الملاريا وإنقاذ الأرواح».

الإصابة والأعراض

بحسب الدكتورة إيمان مدحت أستاذ الأمراض المتوطنة بالقصر العيني، والمشرف الفني على مؤسسة «ثابت ثابت» للأمراض المُعدية، فإن عدوى الملاريا تحدث بالأساس بواسطة لدغات أنثى بعوض «الأنوفيلس» الحاملة للعدوى، والتي تنشط فترات الغسق أو وقت الغروب إلى الفجر.

وتحدث الإصابة بالملاريا والمتمثلة في الحمى والصداع والقشعريرة وآلام في المفاصل يليها فقر دم واضطرابات تنفسية في غضون فترة تُراوح بين 10 أيام و15 يوماً، عقب التعرض للدغ البعوضة، وتتراوح نسبة الإصابة ما بين خفيفة إلى قاتلة، والأشد فتكاً هي المتصورة المنجلية، وتحدث أعراضها على أيام مُنفصلة بحيث تحدث الأعراض وتختفي ثم تعود وهكذا.

نافذة أمل بعلاج جديد

سجلت وفيات الإصابة بالملاريا النسبة الأعلى في الفترة بين عامي 2019 و2020، وبلغت الوفيات نحو 14 مليون حالة جراء الملاريا، وهي فترة تفشي «كوفيد-19».

وخلال فترة تفشي فيروس كورونا بدول أفريقيا كانت الأزمة مزدوجة بين الإصابة بكورونا والملاريا، وبحسب الدكتورة إيمان مدحت فإنه وخلال الأيام الأولى لتفشي جائحة كورونا في 2019 وحالة التخبط المُصاحبة لها من عدم توافر أدوية تحمي منها، وُجد بأفريقيا أن أحد الأدوية الكيميائية التي يتم تناولها ضد الملاريا ليعين العاصفة على المناعة، وهو «هيدروكس كلوروكوين»، كانت تقلل نسبة الإصابة بكورونا.

وتتابع مدحت في حديثها مع «الرؤية»: «وجدوا أن هذا الدواء يُقلل من الأعراض الشديدة المُصاحبة لكورونا، لكن في الوقت نفسه وجدوا أنه يؤثر على عضلة القلب وسبب الوفاة في بعض الحالات لذا تم إيقافه، ومنعه من بروتوكول علاج كورونا حتى اكتشاف اللقاح الذي تم استخدامه حالياً».

وصرحت: «نسبة الإصابة بالملاريا في الأطفال دون الخمس سنوات مُرتفعة بدول إفريقيا التي تتوطن بها الملاريا، وفي أكتوبر 2021 تم اكتشاف دواء أنتجته إحدى شركات الأدوية البريطانية تمت تجربته في ثلاث دول هي غانا وكينيا وملاوي، واتضح أنه يُقلل نسبة الإصابة بالملاريا في الأطفال والسيدات الحوامل والمرضعات، كما يقوي المناعة لدى تلك الفئات بنسبة 56% لمقاومة الإصابة بالملاريا لمدة عام».

وتقول مدحت في حوارها مع «الرؤية» إلى أن اكتشاف هذا اللقاح المقاوم للإصابة بالملاريا يُعتبر نافذة أمل جديدة للتصدي لانتشار هذا المرض، ونتمنى تعميمه وإنتاجه بشكل أكبر وسعر أقل.الوقاية

بخلاف لقاح الملاريا الذي تم اكتشافه آواخر العام الماضي، تضع الدكتورة إيمان مدحت عدداً من طرق الوقاية التي يمكن اتباعها للوقاية من الإصابة بالملاريا.

وتقول لـ«الرؤية»: في بعض الدول وُجد أن بعوض الأنوفيليس المسبب للإصابة بالملاريا طور نفسه ليُقاوم بعض المبيدات الحشرية المُستخدمة للمقاومة، فيما طور نفسه في نحو 29 دولة ليقاوم جميع أنواع المُبيدات الحشرية المُستخدمة في المقاومة.

ونصحت مدحت بضرورة زيادة الوعي بأماكن حدوث الإصابة، واتخاذ كافة التدابير اللازمة قبل السفر إلى تلك المناطق مثل دول جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا أو جزر المحيط الهادئ أو بعض دول جنوب شرق آسيا وشمال أمريكا الجنوبية.

وتقول لـ«الرؤية»: «يجب اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لدخول تلك الدول خصوصاً أن بعض الدول الأفريقية كتنزانيا أصبحت جاذبة كأماكن سياحية بشكل كبير، وصادفتنا حالات إصابة قادمة منها، لذا لا بد من تناول الأدوية الوقائية قبل السفر وأثناء التواجد في تلك الدول، وعلى مدار يومين أو أسبوع بعد الرجوع منها».

وتلفت: «وعند الإصابة هناك أنواع مُختلفة من العلاجات منها ما يتم تناوله عن طريق الفم، أو عن طريق الحقن في حال الإصابة الشديدة».

ومن الطرق الوقائية أيضاً استخدام ناموسيات معالجة بمبيدات حشرية مقاومة للبعوض، إضافة لارتداء سراويل طويلة وقمصان ذات أكمام طويلة أيضاً أثناء فترة النوم، مع رش الجسم والملابس بالمبيدات المخصصة لذلك.