السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الرغبة في تناول الحلويات.. فتش عن بكتيريا الأمعاء

توصل بحث حديث أجرته جامعة بيتسبرغ في الولايات المتحدة إلى أن الميكروبات التي تعيش في الأمعاء تتحكم في الرغبة الشديدة في تناول الوجبات السريعة والحلويات.

وأوضح الباحثون أن العديد من الناس يشعرون بالرغبة الشديدة في تناول الوجبات السريعة، أو الحلويات مثل الشيكولاتة أو البسكويت أو كعك العيد.

ولكن من أين تأتي هذه الرغبة الشديدة المجنونة؟

يقع اللوم جزئياً على مصنعي الأطعمة غير المرغوب فيها لأنهم بارعون في صنع الطعام باستخدام المزيج الصحيح من الدهون والسكر والملح والمنكهات التي لا تقاوم، من دون أن نغفل دور بكتيريا الأمعاء.

ويشير الباحثون إلى أن تلك الطريقة تتم عبر العصب المبهم، وهو أطول عصب في الجسم يربط بين الدماغ والأمعاء.

ويعمل هذا العصب مثل كابل الإنترنت المشغول، ويرسل الكثير من الرسائل في كلا الاتجاهين.



وهناك أدلة، من الدراسات التي أجريت على الحيوانات بشكل أساسي، على أنه، على غرار المهاجمين الإلكترونيين «الهاكرز»، يمكن لميكروبات الأمعاء اختراق هذا النظام والتحدث مباشرة إلى العقل.

هذه الميكروبات، البارعة كيميائياً، يمكنها أيضاً تحويل الطعام الذي نتناوله إلى مجموعة من الهرمونات والرسائل الكيميائية التي تصل إلى الدماغ عبر مجرى الدم، وبذلك تؤثر على مزاجنا وتفضيلاتنا الغذائية.

وهناك الكثير من الأمثلة على الميكروبات التي تتلاعب بالحيوانات الأخرى.

إذ تصبح الفئران، عند إصابتها ببكتيريا تسمى التوكسوبلازما جوندي، متهورة بشكل غريب.

وعادةً ما يلتزم الفأر بالظلال ويسير بجوار الجدران، ويتجنب أي شيء له علاقة بالقطط، ولكنه عندما يصاب بالتوكسوبلازما ينجذب إلى روائح القطط، وينتقل بجرأة إلى العراء ليتعارك ويقتل إذا لزم الأمر.

ويحدث هذا لأن تلك البكتيريا تحتاج إلى إصابة قطة لإكمال دورة حياتها، والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي التلاعب بسلوك الفأر وتحويله إلى فأر «كاميكازي» شرس.

وترى إحدى النظريات العلمية أن البكتيريا تقوم بذلك عبر التداخل مع مراكز المكافأة لدى الفأر في الدماغ، وتنتج ارتفاعاً مفاجئاً في هرمونَي الدوبامين والسيروتونين، وهرمونات الشعور بالسعادة، والتي، بشكل غير متوقع، تجعل رائحة القطط لا تقاوم.

ويبدو أن هناك آلية مماثلة تلعب دوراً في الدراسة الأخيرة التي نظرت في كيفية تعامل ميكروبات الأمعاء مع تفضيلات الطعام.

وأجرى الباحثون تجربة أخرى، وضعوا فيها ميكروبات من أحشاء فئران برية في فئران المختبر، مع ملاحظة أن كلا النوعين له نظام غذائي مختلف تماماً عن الآخر.

إذ تفضل الفئران البرية نظاماً غذائياً عالي البروتين ومنخفض الكربوهيدرات، بينما تفضل فئران المعمل نظاماً غذائياً أقل في البروتين وأعلى في الكربوهيدرات.

وعندما تم زرع ميكروبات أمعائهم في فئران المختبر، غيرت الفئران ما أكلته بما يتماشى مع تفضيلات الفئران البرية المانحة.

ولاحظ الباحثون أيضاً أن إدخال هذه الميكروبات الجديدة في الأمعاء غيّر أيضاً مستويات التربتوفان، وهي مادة تحولت في أدمغتنا إلى سيروتونين.

الرسالة التي يمكن أن نستقيها من كل هذا هي أنه إذا كنت تأكل باستمرار الوجبات السريعة فمن المحتمل أن يشجع هذا على نمو الميكروبات في أمعائك التي تحب الوجبات السريعة - وتشجعك على تناول المزيد.

والعكس صحيح في الوجبات الغذائية الصحية مثل الغنية بالألياف.