الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الواحات البحرية بمصر.. صحراء سوداء وبيضاء وعيون كبريتية ومومياوات ذهبية

تمثل الواحات البحرية متحفاً طبيعياً للآثار، ومكاناً للاستشفاء، ومعسكراً لا متناهياً للتخييم، ودليلاً للعمارة الكونية وموئلاً لحيوانات ونباتات فريدة، ومعرضاً للتاريخ الجيولوجي بما تضمه من أحافير ديناصورات وكائنات أخرى منقرضة لم تعد موجودة على الأرض منذ ملايين السنوات.

وتمتد الواحات البحرية على مساحة تزيد على 2000 كيلومتر مربع على بعد 370 كم تقريباً جنوب غرب القاهرة.

وإلى جانب أحافيرها وبقايا كائناتها، تعد الواحات ساحة خصبة وسط الصحراء وموطناً لأماكن أثرية رائعة تدل على أنها كانت تحتضن حضارة وارفة على مدار العصور مثل المومياوات الذهبية المكتشفة فيها والتي يعرضها متحف الباويطي، ومعبد الإسكندر الأكبر والمقابر البطليمية برسومها الفريدة إلى جانب الكنائس والأديرة القديمة، بقايا قوس النصر الروماني، وأطلال معبد إيزيس، ومقبرة وادي المومياوات الذهبية.

وتوفر الواحات خيارات سياحية عديدة من بينها السياحة العلاجية بينابيع المياه الدافئة المعدنية فيها مثل بئر سيجام إلى جانب 400 عين للمياه الكبريتية في مدينة باويط وماحولها، وتسلق الجبال والتمتع بغروب الشمس، والاستمتاع بمظاهر الحياة البرية فيها.



الصحراء السوداء





وإلى جنوب الواحات البحرية هناك مئات التلال المكسوة باللون الأسود والتي يطلق عليها «الصحراء السوداء»، وهي بقعة فريدة في العالم بأكمله.

هذه البقعة تدل على وجود نشاط بركاني خلال العصر الجوراسي، وتتميز بتكويناتها الجيولوجية العجيبة، ويمكن زيارتها وتسلق أعلى نقطة فيها المعروفة باسم «الجبل الإنجليزي».

أما إلى الغرب، فهناك بللورات من معدن الكالسيت أو الباريت و صخور الحجر الجيري الذهبية اللون التي تشكل موئلاً لكائنات برية عديدة مثل الثعالب الصحراوية والكباش والغزلان.



الصحراء البيضاء



وعلى بعد 126 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من «الصحراء السوداء»، تقبع منطقة «الصحراء البيضاء»، التي تضم تشكيلات عجيبة فريدة من الحجر الجيري أبيض اللون تتخذ إما شكل فطر عيش الغراب وإما أمواج البحر، وتكوينات لن تجدها في أي مكان آخر، وتشكل إحدى عجائب وأسرار الطبيعة.

وتعتبر «الصحراء البيضاء» متحفاً طبيعياً للفنون والعمارة والنحت بتكويناتها غير المعتادة وأشكالها المحيرة، وللحفاظ عليها، تحولت إلى «محمية طبيعية»،وهي مكان مثالي للتخييم بصحبة بدو الصحراء الغربية.

وتنقلب تلك المنطقة إلى ما يشبه السحر في المساء، فعندما يغيب القمر يمكن النظر لأعلى الاستمتاع بمرأى ملايين النجوم تزين السماء في تشكيلات فريدة.

أما عندما يكون القمر بدراً ويعكس الضوء على تكويناتها ومعالمها وصخورها ذات اللون الأبيض الطباشيري، فانظر إلى أسفل وما حولك لتشعر أنها بقعة لا متناهية تنبض بالحياة ويسكن فيها كائنات أسطورية، أوكأن بها تعويذة سحرية ترينا وجوه الأولين من سكانها وعابري الصحراء على مرّ العصور.

والمكان هنا يغري بالتصوير لتسجيل تلك المعالم والذكريات التي لا تتكرر، ما بين الليل والتضاريس والكثبان والسماء التي تظللها.



معابد ومومياوات ذهبية





ومن أبرز الأماكن السياحية التي ينبغي زيارتها في الواحات البحرية:

معبد الإسكندر الأكبر: الذي تم تشييده في الفترة التي عبّر فيها الإسكندر بالواحه أثناء طريقه إلى واحة سيوة، وكان مخصصاً لعبادة الإله آمون.

وادي المومياوات الذهبية: يحتوي هذا الوادي على ما يقرب من 10 آلاف مومياء ذهبية، يغطّي وجهها أقنعة من الذهب، والتي ترجع في تاريخها إلى القرنين الأول، والثاني للميلاد.

مقابر الباويطي: وهي مقابر تعود إلى عصرِ الأسرة السادسة والعشرين من الفراعنة، وتتميز بالقباب التي تزين سقفها، والأعمدة التي تتخلل مداخل صالاتها، وتجسد جدرانها صور الآلهة التي كانت تعبد في تلك الحقبة.