الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

25 تجربة متحفية في منطقة الشندغة التاريخية

تحمل منطقة الشندغة التاريخية مجموعة من التجارب التي ستحلق بك لعبق التاريخ والتراث الإماراتي والخليجي، فهي تعتبر بمثابة شاهد حضاري على التاريخ وتحتل جزءاً مهماً من تراث دبي وموروثها العريق، وتجسد قيمة تعكس التطور الحضاري للإمارة، وتبرز جوهر العمارة وزخارفها البديعة والتي برع أهلها في نحتها وتصميمها والتي يرجع تاريخها إلى القرن الـ19 الميلادي.

وجرت إعادة ترميم مباني وأحياء منطقة الشندغة التاريخية خلال السنتين الماضيتين، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كي تكون متحفاً عملاقاً يحكي قصة دبي وتاريخها، وأصبحت منصة ثقافية تعكس تاريخ وتراث الإمارة، وتنشط السياحة فيها.

ولعل منطقة الشندغة التاريخية من الأماكن المناسبة لزيارتها في الشتاء، خاصة للاستمتاع بالتنزه بين مبانيها وأحيائها التراثية، التي ستبعث بقلوب زوارها حنيناً للحي الإماراتي القديم وتفاصيله، فالمباني بألوانها الترابية وتفاصيلها المستوحاة من «البراجيل»، تعد منصة لالتقاط أجمل الصور التذكارية.

ويصل عدد المباني إلى 162 مبنى على مساحة 169 ألف متر مربع، والتي تمثل أكثر من 25 تجربة متحفية، ويتكون كل منها من عدة أجنحة بأكثر من 80 مبنىً تراثياً، لتحكي قصة بدء الحياة العصرية في دبي، وبفضل موقع حي الشندغة بالقرب من خور دبي، أحد الأحياء التاريخية التابعة لمنطقة بر دبي، بجانب ميناء راشد من جهة ومنطقة الفهيدي من الجهة الأخرى، فاستحق الحي موقعاً مثالياً بجوار شارع الخليج (D92) وعلى مقربة من نفق الشندغة الشهير الذي يربط بين أحياء منطقتي ديرة وبر دبي.

دور محوري بالتاريخ

لعب حي الشندغة الواقع في منطقة بر دبي دوراً محورياً في تاريخ الإمارة منذ القدم، حيث استقرت بها العائلة الحاكمة منذ عام 1883.

وتم تحويل المباني التاريخية التي سكنتها العائلة الحاكمة في الإمارة قديماً إلى متحف تاريخي أطلق عليه اسم متحف الشندغة، وإلى جانب هذا المتحف الشهير يعتبر الحي موطناً للعديد من المواقع التراثية والمتاحف الأخرى.





رؤية معاصرة

وتعبر المشروعات الثقافية عن رؤية معاصرة للمحافظة على موروث المنطقة ومعمارها الحضاري وتشرف هيئة دبي للثقافة والفنون على تنفيذها بالتعاون مع بلدية دبي إلى جانب «دائرة السياحة والتسويق التجاري»، وتسرد عبرها صفحات من الحياة الاجتماعية والسياسية وكذلك الثقافية الحافلة بالإنجازات والأحلام التي تحولت إلى حقيقة.

وباتت اليوم تضم مجموعة من المتاحف التي اتخذت واجهتها الخارجية أنماط وتصاميم المنازل القديمة، ولكنها من الداخل تضم أحدث تقنيات العرض التفاعلي، الذي يساهم في تعريف الزائرين بقيمة هذه المنطقة وحاضرها المستمر حتى يومنا هذا عبر نفحات عادات وتقاليد أهل دبي الفنية بالتفاصيل المواكبة لتطور المجتمع الثقافي والمدني، ومنها متحف الشندغة وبيت العطور ومركز الوثائق التاريخية ومتحف ساروق الحديد الأثري والواجهة البحرية الخلابة.

متحف الشندغة

تشتهر المنطقة بكونها موطناً لمتحف الشندغة، الذي كان يمثل منزلاً للشيخ سعيد آل مكتوم في دبي، وهو أحد أقدم المباني في الإمارة وواحد من أهم المواقع التاريخية فيها، حيث يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، ويشتمل على العديد من المعروضات التي تتنوع بين الصور الفوتوغرافية القديمة والعملات والمجوهرات والطوابع واللوحات، كما يضم بيت العطور أو متحف العطور الذي تم تشييده بمثابة تكريم للمغفور لها الشيخة شيخة بنت سعيد بن مكتوم آل مكتوم نظراً لمحبتها للعطور التي كانت تصنعها بنفسها.

أفق حضاري

ويقدم متحف الشندغة المتعة للزوار الذين سيتعرفون إلى خصوصيات دبي، الإمارة المعروفة عالمياً بانفتاحها وبأفقها الحضاري؛ كما سيطّلعون على ثقافة دبي وتقاليدها العريقة التي تمثّل جوهر متحف الشندغة، هذا الصرح الحضاري الذي يتيح لزواره القادمين من أماكن قريبة أو بعيدة، أن يتعرّفوا إلى تاريخها الرائع.

وعلى ضفاف منطقة خور دبي يبحر المتحف عباب الذاكرة، ويشكّل حجر الزاوية في حي دبي التاريخي النابض بالحياة. وأنشئ المتحف في إطار مبادرة ترمي إلى تحويل الخور إلى مركز إقليمي للثقافة والتراث، إذ تروي أروقة المتحف الحكاية الكبرى للإبداع الإنساني للثقافة وأصولها، والروابط الوثيقة بين تراث دبي والتراث الإقليمي والدولي بأكمله.

قرية التراث

وتشتمل قرية التراث والغوص على أكواخ ومنازل تراثية مصنوعة من سعف النخيل والطين، كما تتضمن سوقاً تقليدياً صغيراً يبيع فيه النحاتون والخزافون أعمالهم، إذ يمكن للسياح القادمين إلى القرية شراء هذه الحرف اليدوية والتعرف عن قرب على ثقافة والعادات والتقاليد في دولة الإمارات.





عادات مجتمعية

وفي بيت القيم الاجتماعية يطرح المتحف العديد من المحاور المهمة حول أثر الدين الإسلامي وتأثيره في اللغة، والعلوم، والعمارة، والفنون. وفي بيت الطب الشعبي يشاهد الزائرون تقنيات استخدام الأعشاب الطبية في فترة ما قبل الطب التقليدي.

وكذلك الطرائق العلاجية التي كانت تتبع للحفاظ على النظافة والصحة؛ ومنها استخدام الفحم لصنع معجون الأسنان واستخدام الطين وورق الشجر مادة لتصنيع الشامبو وأيضاً كيفية عمل الحجامة الضرورية للجسم، في حين يهتم جناح الأطفال بكيفية تقديم معلومات للأطفال بطريقة سهلة وسلسة عليهم، تتناسب مع الأطفال.

بيت الشعر

ويمثل بيت الشعر واحداً من أبرز الصروح الثقافية التي تُعنى بالشعر في دبي، والذي يعمل تحت إشراف مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة وهيئة دبي للثقافة والفنون، ويستضيف العديد من المعارض والفعاليات والملتقيات الشعرية التي تهدف إلى دعم وتعزيز مكانة الشعر العربي والشعبي.

متحف ساروق الحديد

في حين يروي متحف ساروق الحديد الأثري، الواقع في حي الشندغة، حكاية واحد من أهم المواقع الأثرية المكتشفة في دبي، والتي لاحظها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أثناء تحليقه فوق صحراء الربع الخالي عام 2002، وأصبحت تمثل في ما بعد موقعاً رئيسياً للتنقيب عن القطع الأثرية، ويشتمل متحف ساروق الحديد الأثري على معروضات معدنية متنوعة، مثل الأسلحة التقليدية وأدوات العمل والأواني التي كان يستخدمها سكان الموقع الذي يعود تاريخه إلى العصر الحديدي.

متحف معبر الحضارات

يشتمل المتحف الكائن في بيت الشيخ حشر بن مكتوم على 10 غرف، وهو متحف خاص يضم قطعاً أثرية تعود إلى الحضارات البابلية والرومانية والإغريقية والعديد من الحضارات الأخرى التي عبرت المنطقة، كما يذكر من القطع الأثرية البارزة في المتحف ستارة الكعبة التي تعود للقرن السادس عشر، ومزهرية على شكل ثور يزيد عمرها على 7500 عام، ويعد هذا المتحف واحداً من أصغر متاحف دبي.





أنشطة خارجية

يزخر حي الشندغة التاريخي بالعديد من المساحات الخضراء والمسارات المرصوفة التي تشجع على ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، كما يقع على مقربة منها عدد من الحدائق الشهيرة في بر دبي، مثل حديقة المنخول وحديقة الحضيبة، ويمكن الوصول إلى كليهما في غضون 10 دقائق.

علاوةً على ذلك، لا تبعد حديقة زعبيل التي تصنف كواحدة من أجمل حدائق دبي سوى 15 دقيقة عن المنطقة، وتتضمن هذه الحديقة العديد من المساحات الخضراء والمرافق الترفيهية، كما تحتضن الأيقونة المعمارية برواز دبي الذي يعتبر من أشهر معالمها.