السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

قلاع الإمارات شاهد على التاريخ وأصالة الإبداع المعماري

تمتلك الإمارات 36 قلعة تعد من أهم المعالم الأثرية التي تمتلكها الدولة، كما تعتبر شاهداً على التاريخ وتحتفي بأصالة الماضي وعراقة الحاضر.

وتتيح الإمارات لزوارها مقابل تذاكر دخول تتراوح بين 5 و35 درهماً، فرصة الاطلاع على جماليات القلاع عن قرب، إذ تعد من أقدم المباني الأثرية والتي لطالما خطفت قلوب الكثيرين بتصاميمها المعمارية الجذابة وحكاياتها التاريخية المبهرة.

وتعكس تصاميم القلاع مستوى الإبداع المعماري الذي حققه أبناء الإمارات على مر التاريخ، والذي ساهم في تحقيق التطور الحضاري والعمراني الذي وصلت إليه الإمارات اليوم.



تصاميم ابداعية

وسيتمكن زوار القلاع المتواجدة في الدولة من إدراك مدى أهمية التصاميم الإبداعية، التي اعتمدت عند تشييدها على المرجان والطين التقليدي والخشب وحجارة الجبال والجبس وسعف النخيل وغيرها من المواد الأولية للبناء، واستوحيت بعضها من التصاميم الإسلامية.

وتولت قلاع الإمارات التاريخية العديد من المهام البارزة، أبرزها الدفاع عن المدينة ومواطنيها وحماية ممتلكاتها بما فيها مزارع النخيل والمراقبة، كما كانت الكثير منها بمثابة مقر للحكم، فيما تحولت معظمها بعد ترميمها إلى متاحف ومراكز ثقافية تستقطب الزوار والسياح على مدار العام.

وتتزين بعض القلاع بأبيات من الشعر، فمن أشهر قلاع أبوظبي قلعة الجاهلي في العين، التي تم الانتهاء من تشييدها عام 1898، فيما نُقش على مدخلها الرئيسي بيتان من الشعر، جاء فيهما "باب الخير في باب العلا حل فيه السعد بالعلياء المنيفة.. فتهاني العز قالت أرخوا دار جد شاد زايد بن خليفة".

وتتضمن قائمة القلاع في الإمارات كلاً من قلعة جسر المقطع وقلعة قصر الحصن في أبوظبي، وكذلك قلعة الشيخ سلطان بن زايد، وقلعة المويجعي، قلعة سيجا، قلعة مزيد، قلعة العريبي، قلعة الفلية، قلعة القواسم، قلعة ام القيوين، قلعة بوشناق. قلعة مريجب، قلعة مزيرعة، قلعة الجبانة.

ومن القلاع الأخرى التي تحتضنها الدولة قلعة رأس الخيمة، قلعة ضاية، قلعة فلج المعلا، قلعة البثنة، قلعة الفجيرة، قلعة أوحلة، حصن الفهيدي، متحف دبي، حصن الشارقة، قلعة الغيل، قلعة بن عيسي، قلعة دبا الحصن، قلعة كلباء، قلعة عجمان، قلعة مصفوت، قلعة نايف، قلعة الرميلة، قلعة الشرقية، قلعة العانكة، قلعة المربعة، قلعة الميل.

مكانة تاريخية

وتحظى كل قلعة بمكانة خاصة في قلوب أبناء الإمارات وحكامها، فيما تحمل بداخلها الكثير من ذكريات ومنجزات الماضي التي خلدها التاريخ، كما تشهد العديد من تلك المعالم الأثرية فعاليات ومعارض ثقافية وفنية وتراثية على مدار العام، وأبرزها مهرجان قصر الحصن الذي يعقد سنوياً في أبوظبي، بالإضافة إلى مهرجان العين السينمائي الذي تستضيفه قلعة الجاهلي في العين.

وتحاط معظم القلاع بأسوار عالية وجدران قوية، وتتكون في الأغلب من طابقين، وتضم بداخلها الكثير من المرافق الحيوية بالإضافة إلى أبراج المراقبة التي تأخذ شكلاً دائرياً أو مربعاً.

ومن أهم قلاع وحصون أبوظبي، قصر الحصن الذي يحمل بداخله الكثير من الدلالات الرمزية والتاريخية خالدة، ويختزل رحلة طويلة من التطور التاريخي والسياسي في العاصمة.

وكانت بداية تشييده في القرن الثامن عشر الميلادي على هيئة برج ليتولى مهام حماية مصادر المياه من الغزاة ومن ثم تحول إلى حصن منيع.

أما قلعة برج المقطع في أبوظبي فيعود تاريخ تشييدها إلى أكثر من 200 عام، وتعتبر من المعالم التاريخية البارزة التي تحكي ذاكرة المكان، وكثيراً ما يتجه له الزوار رغبة في التقاط صور مميزة بالقرب منه.

وتمتلك مدينة العين قلاعاً وحصوناً تفتح أبوابها لزوارها على مدار العام للاستمتاع بتفاصيلها المعمارية الدقيقة وحكاياتها التاريخية العميقة.



قلعة الجاهلي

ومن بين تلك القلاع، قلعة الجاهلي، وقلعة مِزْيَد، مريجب، المربعة، والحصن الشرقي والذي يُعرف أيضاً باسم قلعة الشيخ سلطان بن زايد، وشهدت معظم القلاع عمليات للتأهيل والتطوير، وأصبحت بمثابة متاحف، ومركزاً ثقافياً يروي لزواره من مختلف الفئات العمرية التطورات السياسية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة.

وتشمل بعضاً من تلك القلاع مراكز للمعلومات، وتضم الكثير منها أعمالاً فنية رقمية وتستعين بأنظمة مرئية وصوتية تقدم معلومات للزوار باللغتين العربية والانجليزية، كما تحكي عن الأسر الحاكمة وتزود السياح والزوار بمعلومات عن أبرز الرحالة الذي زاروا الإمارات.

ومن بين المعارض الدائمة في قلعة الجاهلي بالعين، معرض فني دائم للمستكشف والرحالة الإنجليزي ويلفريد ثيسيجر الذي أطلق عليه السكان المحليون اسم «مبارك بن لندن» والذي اشتهر بعبوره صحراء الربع الخالي عام 1940.

ويضم المعرض صوراً بالأبيض والأسود التقطها الرحالة عند عبوره لصحراء الربع الخالي، من أجل أن يوثق زيارته لإمارة أبوظبي.



قلعة الفهيدي

وفي كل إمارة من إمارات الدولة، قلعة تعد الأبرز لمكانتها الكبيرة عبر التاريخ، من بينها قلعة الفهيدي التي تقع بجنوب خور دبي، التي تعد أحد أقدم المباني الأثرية بالإمارة، وكانت عبارة عن مركز للدفاع ولاحقاً مقراً للحاكم، وفي عام 1971 تحولت إلى متحف أثري يمتلك قطعاً أثرية تعود للعام 3000 قبل الميلاد.

وصممت القلعة لتكون على شكل مربع وبمساحة 1535 متراً مربعاً، وتتميز بتصميمها الإسلامي، كما دخل في تصميم الجدران حجارة بحرية مطلية بالجص، ومسقوفة بجزوع النخيل المترابطة مع الخشب، كما تشمل القلعة على 3 أبراج، وتتكون من طابقين.

وتعد القلعة التراثية بمثابة حلقة وصل بين الماضي والحاضر، وتعكس الكثير من التطورات التي شهدتها المنطقة، كما تتيح لزوارها فرصة استكشاف الاختلافات بين دبي القديمة والمعاصرة والتعمّق في أصول استخراج اللؤلؤ وإلقاء نظرة على الأوزان والمقاييس التي اعتاد تجار اللؤلؤ على استخدامها.

ومن القلاع المميزة الأخرى في دبي، قلعة نايف التي تعد من المعالم الأثرية البارزة بالمنطقة وتم تشييدها في منطقة ديرة وفي قلب المدينة التجارية عام 1939، كما تروي ببنائها قصة التطور المعماري في دبي، كما تعد أول مركز شرطةٍ، ومقراً للنيّابةِ والمحكمةِ المدنيّةِ بدبي.



حصن الشارقة

ومن أبرز قلاع وحصون الشارقة، حصن الشارقة القديم الذي شيد في 1823، ويتكون من 3 أبراج وطابقين، فيهما حجرات كثيرة، استخدمت لأغراض متعددة، فيما تمت إعادة بناء حصن الشارقة وافتتاحه للزوار عام 1997، ومر بعد ذلك بمراحل ترميم عديدة وافتتح من جديد في عام 2015.

ويتيح الحصن الذي تحول إلى متحف في وقت لاحق، للزوار فرصة التعرف على التاريخ الحديث لإمارة الشارقة، والعائلة الحاكمة، وتاريخ المبنى، وطرق الدفاع، وإدارة الحكم، وطابع الحياة اليومي في إمارة الشارقة قبل مئتي عام.

واستخدم في بناء الحصن الحجر المرجاني الذي تم جمعه من قاع الخليج العربي، وغطيت جدرانه بمادة الجص الناعمة ذات اللون البني الفاتح جداً، أما الأبواب فقد صنعت من خشب الساج، واستخدمت أعمدة شجر المنجروف وأجزاء من شجر النخيل (السعف والأوراق والألياف) في بناء الأسقف.

وسيستمتع الزوار أثناء زيارة الحصن بمشاهدة الكثير من مقتنيات واسعة من الصور والقطع الأثرية، وسيتعرف الزوار على نمط حياة العائلة الحاكم، وكذلك على أبرز استراتيجيات الدفاع التي استخدمها الشيوخ وحراسهم في الماضي.



قلعة عجمان

وسيتمكن زوار قلعة عجمان التي تقع وسط المدينة من الاستمتاع بتصميمها المميز الذي يأتي على مساحة 255 متراً مربعاً ودخل في تصميمها المرجان المستخرج من البحر والجير المحروق وأوراق شجر النخيل والخشب، ويعود تاريخ تشييدها إلى نهاية القرن الثامن عشر، فيما استخدمت أبراجها في البداية لمراقبة القادمين من البر والبحر.

وكانت القلعة بمثابة مقر ملكي حتى عام 1970، ولكن أعيد ترميمها وأصبحت في السنوات الأخيرة متحفاً يستقبل الزوار على مدار العام، كما تحتضن عجمان قلاعاً أخرى، من بينها قلعة بويض وقلعة مصفوت.



قلعة أم القيوين

ومن أبرز قلاع أم القيوين، قلعة فلج المعلا التي يعود تاريخ تشييدها إلى أكثر من 200 عام، وتتكون من بناء مربع الشكل ذي برجين، أحدهما في الجهة الشمالية الشرقية، والآخر في الجهة الجنوبية الغربية، وبداخله مجلس كبير تطل ردهاته على فناء داخلي، وبه العديد من أبراج المراقبة.

وشهدت القلعة عام 2015 أعمال ترميم شاملة كما تم تشييد متحف خاص في داخلها يحكي سيرة الأجداد وماضي المنطقة.





قلعة ضاية

أما قلعة ضاية العسكرية التي تعد الأبرز في إمارة رأس الخيمة، فشيدت بالقرن السادس عشر على تل مرتفع يواجه الخليج العربي، وتعتبر من أهم القلاع التي شهدت معارك ضارية دارت بين أهالي رأس الخيمة والبريطانيين عام 1819، وساهمت القلعة في توفير الأمن والحماية لسكان المنطقة.

واشتهرت القلعة المطلة على المنحدرات الجبلية بخصوبتها العالية حيث استوطنها السكان منذ فترة طويلة تعود حتى الألفية الثالثة قبل الميلاد.

وتتميز التلة التي تم بناء القلعة عليها بشكلها المخروطي وموقعها في سفح الجبل على مقربة من واحات النخيل مما جعل منها موقعاً دفاعياً طبيعياً، وتتمتع بإطلالة ساحرة على واحات النخيل الوارفة والبحر والجبال الشامخة.