الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

نائب رئيس الدولة للمسؤول: لا تحلّق وحيداً .. اصنع فريقاً يحملون أهدافك لآفاق جديدة

نائب رئيس الدولة للمسؤول: لا تحلّق وحيداً .. اصنع فريقاً يحملون أهدافك لآفاق جديدة
أوصى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في كتاب سموه الذي يحمل عنوان «قصتي .. 50 قصة في خمسين عاماً»، المسؤولين بضرورة التخطيط ومراقبة الأداء والتواصل مع الجمهور وتبني ثقافة الابتكار وتشكيل فريق عمل يترجم رؤية القائد وينفذها.

وقال سموه: «لا تحلّق وحيداً، لا تغرد وحيداً، لا تصفق وحيداً .. اصنع فريقاً يحملون أهدافك لآفاق جديدة»

وقدم سموه في الكتاب مبادئ أساسية في الإدارة الحكومية من بينها: «استغلال مواقعنا في الإدارة الحكومية من أجل خدمة المجتمع والناس، وعدم التمسك بالمنصب على حساب المبادئ».


وأكد سموه «إذا أحببت الكرسي قدمته على قيمك ومبادئك والغاية التي جئتَ من أجلها، وهي خدمة الناس».


جاء ذلك في الفصل الختامي المعنون بـ «الوصايا العشر» من كتاب «قصتي .. 50 قصة في خمسين عاماً» الذي صدر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ويتضمن سيرة ذاتية ذات طابع تاريخي وإنساني، ويروي رحلة سموه في بناء الذات والوطن.

رحلة 50 عاماً

يشاطر سموّه في الكتاب ملايين القراء في الإمارات والوطن العربي والعالم إضاءات ومحطات من رحلة 50 عاماً من حياته وعمله ومسؤولياته، وهي رحلة يتداخل فيها الشخصي بالعام.

كما تتقاطع في رحلة سموه فصول بناء الذات مع بناء الدولة، منذ أن أُسندت إلى سموّه أول وظيفة في خدمة وطنه، حين تولى قيادة الشرطة والأمن العام في دبي عام 1968، وحتى تولي سموه منصب نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي.

ذكريات وتجارب

يضم كتاب «قصتي» 50 قصة تشكل فصولاً ومحطات من رحلة حياة سموه الغنية ومسيرة سموه الحافلة بالإنجازات، مستعيداً من خلالها ذكريات وتجارب ومواقف تحتشد بالصور والأحاسيس والأفكار والتجارب الثرية التي أسهمت في مجموعها برسم معالم شخصية سموه وفكره ورؤيته.

تحديات ومفترقات

شكلت هذه التجارب لبنات في شخصية القائد الذي سيكون عليه، ورجل الدولة الذي يجد نفسه مستقبلاً أمام اختبارات وتحديات ومفترقات طرق تستدعي اتخاذ قرارات حاسمة، مغلباً فيها سموه مصلحة الوطن والشعب على أي مصلحة أخرى، واضعاً نصب عينيه أن «الإمارات لا يوجد فيها شخص أكبر من الاتحاد، ولا يوجد فيها حلم أعظم من ترسيخ الاتحاد، ولا توجد فيها طموحات لأحد إلا لمصلحة هذا الاتحاد».

من هناك بدأنا

يستهل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الفصل الأول من «قصتي»، الذي يحمل عنوان «من هناك بدأنا وهنا وصلنا» بالتوقف عند حدث مهم في تاريخ الدولة المعاصر، يتمثّل في مشروع إرسال رواد فضاء إماراتيين للفضاء، وذلك باعتباره مدخلاً يؤكد فيه سموه رؤيته الساعية دائماً إلى أن تكون الإمارات الأولى، ورفع سقف الطموحات والتوقعات وتكريس ثقافة الإنجاز.

وذكر سموه: «أعشق تحطيم حواجز جديدة أمام شعبي، أحب الوصول إلى قمم غير متوقعة، وأؤمن بأن ما يقود الشعوب نحو التطور ليس الوفرة المادية فقط بل الطموح العظيم».

بيت الشندغة

من هذا المدخل الذي يجسد الحلم الإماراتي في الريادة، يعود سموه إلى الماضي مستذكراً «البدايات المتواضعة» في بيت جدّه الشيخ سعيد بالشندغة، الذي بدأ منه سموه رحلة العمل الذي لن يتوقف، ووصول الإمارات إلى الفضاء لم يكن ليحدث لولا تلك البيئة التي غرست في سموه ثقافة الانتماء للأرض، وزرعت في سموه الرغبة بالعمل والإنجاز والتفوق.

محطات مفصلية

يتوقف سموه في هذا الفصل الاستهلالي عند محطات مفصلية في تاريخ الإمارات، وكان شاهداً عليها وطرفاً فاعلاً فيها لعل أكثرها مصيرية في مخاض قيام اتحاد الإمارات، الذي يكشف فيه سموه جانباً من كواليس تلك الحقبة، ودوره في ولادة الدولة الفتية على يد المؤسسين الحكيمين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما.

منطق الحنكة

يستعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في فصول مضيئة تغيرات وتحولات سياسية مهمة في المنطقة العربية، تأثرت بها الإمارات بصورة مباشرة وغير مباشرة، واستطاعت قيادتها عبر تحكيم منطق الحنكة والتعقُّل وتغليب المصلحة العامة ومصلحة الأمة العربية، أن تجتاز تحديات إقليمية ودولية حرجة.

قصة بناء وطن

يشكل «قصتي» في قسم كبير من فصوله سردية ممتعة تحتفي بقصة بناء الوطن، من خلال قصص مثل «185 عاماً من البحث عن دبي» يستعرض فيها سموه تاريخ دبي من خلال عائلة آل مكتوم التي وضعت اللبنات الأولى منذ عام 1833 وجمعت حولها شعبها، لتصبح دبي ما هي عليه اليوم.

ضوضاء السياسة

كما يفرد سموه فصولاً عدة للحديث عن والده الشيخ راشد بن سعيد، باني دبي الحديثة، والدروس التي تعلمها منه في الإدارة والقيادة، ويشير سموه في الكتاب: «كان الشيخ راشد يفضل دائماً الابتعاد عن ضوضاء السياسة وتشابكاتها ومعاركها الصفرية، ويقول إنها لم تصنع لنا نحن العرب شيئاً».

مواقف مؤلمة

كذلك، يستعيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بعض المواقف المؤلمة، من بينها رحيل من يصفه بـ «أطيب رجل عرفته في حياتي» وهو جده الشيخ سعيد، الذي يحسب له أنه زرع البذور الأولى للتنوع الثقافي والإنساني الكبير الذي تتمتع به دبي اليوم.

ووصف سموه جده بالقول: «لم يكن يرضى بالظلم أبداً، وكان مع الحق حتى وإن كان ذلك على حساب أقرب الناس إليه».

زايد أحيا أمة

يفرد سموه فصلاً آخراً للحديث عن رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مستذكراً سموه لمحات من مسيرته الطويلة في إدارة الاتحاد قائلاً: «الناس نوعان: زائد على الحياة وزائد فيها، وزايد بن سلطان من النوع الثاني، زاد إلى حياته حياة شعب، وأضاف لمسيرته إحياء أمّة، ونفع بحكمته وحنكته ملايين البشر، هذا هو الخلود الحقيقي».

ويضيف سموه: «علَّمنا زايد كيف يمكن أن يبقى الإنسان حياً في القلوب والعقول، علَّمنا زايد كيف يمكن أن يبقى الإنسان عالياً في الحياة والممات».

نقطة اللاعودة

يحفل كتاب «قصتي» بفصل ذي دلالات جوهرية في تاريخ الإمارات ويحمل عنوان «الخيمة الشمالية»، حيث يسرد فيه سموه جانباً من الإرهاصات التي سبقت قيام الاتحاد، ويشير العنوان إلى الخيمة التي جمعت الشيخ زايد والشيخ راشد بعرقوب السديرة في فبراير 1968 واتفق المغفور لهما فيها على إعلان اتحاد ثنائي بين أبوظبي ودبي، فيما يصفها سمو الشيخ محمد بن راشد باللحظة التاريخية التي بدأت منها نقطة اللاعودة لتأسيس دولة الإمارات.

ولادة دولة

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «كل شخص يذكر لحظة ولادة مولوده الأول، يذكر لحظة ولادة حبه الأول، ويذكر وظيفته الأولى .. وأنا أذكر لحظة ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة».

ويخصص سموه فصولاً عدة يتابع فيها قصة الاتحاد والتحديات التي واجهته في البداية، تحت عناوين عدة من بينها «إعلان الاتحاد، انقلاب في بداية الاتحاد، توحيد القوات، وإنجاز المهمة»، وغيرها.