الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

روح التعليم الجديدة في سقطرى برعاية إماراتية

تتواصل الجهود المبذولة من قبل الإمارات العربية المتحدة لدعم قطاع التعليم في جزيرة سقطرى اليمنية التي تعرضت لموجات من الرياح والأعاصير القوية التي أدت إلى توقف الحياة في الجزيرة لفترات طويلة ذاق فيها الأهالي ضرراً بالغاً في شتى شؤون حياتهم اليومية، فقد طالت الأضرار كل شيء من مدارس ومنشآت حكومية وموانئ برية وبحرية وتعطل شبكة الكهرباء ونقص الخدمات المقدمة في مجال الصحة والتعليم. وهنا كانت وقفة الإمارات الجادة والأخوية الصادقة مع إخوانهم من أبناء سقطرى، فقد شمّر أبناء الإمارات عن سواعدهم وأخذوا يعينون أبناء الجزيرة ويدعمونهم بصور الدعم كافة ولم يبخلوا عليهم بأي شيء بل كانوا لهم عوناً وسنداً وظهراً متيناً، وحملوا على عاتقهم إعادة إعمار الجزيرة والعمل على عودتها إلى ما كانت عليه بل أفضل مما كانت عليه. وقد بادرت الإمارات ممثلة في مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، هذه المؤسسة التي تحمل الخير وتحتل ريادة العمل الإنساني في الإمارات وخارجها إقليمياً وعالمياً، إلى دعم التعليم والصحة وتوفير البنى التحتية الأساسية ودعم مشاريع التعليم المهني في دول المنطقة، كما أنها تهتم بالاحتياجات الصحية المتعلقة بسوء التغذية وحماية الأطفال ورعايتهم إضافة إلى توفير المياه الآمنة عالمياً. وهذه المؤسسة وصل دعمها لأكثر من 87 دولة إلى الآن، مشاركة منها مع منظمات عالمية تابعة للأمم المتحدة ومنظمات النفع العام، حتى رأينا أن أي عمل إنساني نجده من حولنا كان لهذه المؤسسة بصمة وأثر إيجابي فيه ومشاركة فعالة ليصل الخير إلى مستحقيه وإلى كل مَن يطلب الدعم والمساندة، وتلك هي سقطرى التي تعدّ مثالًا حياً على ذلك.

تلبية احتياجات أبناء سقطرى التعليمية

من هذا المنطلق اهتمت الإمارات العربية المتحدة بجزيرة سقطرى ووقفت إلى جانبها لتلبي لأبنائها كافة احتياجاتهم من خلال تنفيذ حزمة من المشاريع التعليمية في الجزيرة، وبالفعل كان الاهتمام الأكبر بقطاع التعليم الذي كان يعاني نقصاً في الموارد والأثاث المدرسي وقلة المعلمين المؤهلين، ولذا عملت مؤسسة خليفة على توفير الموارد الأساسية والأثاث المدرسي والطاولات والسبورات الحديثة التي تواكب روح العصر، كما أنها وفرت الزي المدرسي لكل الطلاب هذا العام لترسم البهجة على وجوه طلاب وطالبات المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية في جزيرة سقطرى، ولكي يبدأ الطلاب عامهم الدراسي بكل تفاؤل وأمل في مستقبل أفضل وسط بيئة تعليمية وتربوية سليمة قائمة على النظام والعمل المنهجي. ولم تهمل المؤسسة دور المعلمين إذ إن لهم الدور الأكبر في تسيير العملية التعليمية، بل عملت على تأهيلهم وتدريبهم التدريب الكافي على منهجيات التعليم الجديدة وكيفية التعامل التربوي مع الطلاب كي تنتج العملية التعليمية أجيالًا تقود مسيرة التعليم في الجزيرة، وليكونوا نواة لمجتمع متعلم وعلى قدر كبير من الثقافة والوعي.

وإلى جانب ذلك عملت مؤسسة الشيخ خليفة على ترميم المدارس وزيادة أعداد الفصول الدراسية كي يتعلم الطلاب والطالبات في بيئة تساعد على التعلم وليس في فصول مكدَّسة بالطلاب، ولذا كانت مدارس سقطرى هذا العام مدارس حديثة ومتطورة بكل ما تعنيه الكلمة ومجهزة بكل وسائل التعليم المتقدمة، إضافة إلى إنشاء مدارس نموذجية لتنتقل من خلالها الخبرات التعليمية والتربوية إلى مدارس سقطرى كافة، كما أنها شكلت لجنة متخصصة من الخبراء التعليميين والتربويين للتعاقد مع المعلمين الأكفاء في كل التخصصات التعليمية ليأخذ الطلاب حقهم الكامل في تعليم متميز ومقدَّم من ذوي التخصصات.

مناهج دراسية متطورة لأبناء سقطرى

لم تكتف مؤسسة الشيخ خليفة بما سبق، بل عملت على تشكيل لجنة من خبراء التعليم لوضع مناهج دراسية متطورة لتناسب كل مرحلة دراسية بما يتواكب مع المناهج المعتمدة في كل دول العالم، كما تعدى الأمر أكثر من ذلك ووصل إلى أن تولت مؤسسة الشيخ خليفة طباعة الكتب الدراسية في الإمارات وتوفيرها لجميع الطلاب في سقطرى، إيماناً راسخاً منها بأن التعليم هو البوابة الرئيسية التي تدخل منها الدول والمجتمعات إلى الآفاق المشرقة والمستقبل المزهر، وما يتمّ الآن في سقطرى يفتح أمام أبنائها أبواب المستقبل الواعد. تلك هي مؤسسة الشيخ خليفة للأعمال الإنسانية، والتي لا تتوقف عن دعم الجزيرة وأبنائها مهما كانت الظروف، وهذا الدعم سيظل له عظيم الأثر في نفوس أبناء الجزيرة الذين لاقوا دعماً وعطاء غير محدود من قبل إخوانهم في الإمارات العربية المتحدة، ولا يزال هذا الدعم الإماراتي الخالص عامل رقي وازدهار لهذه الجزيرة الطيبة، حتى أصبح أهل سقطرى يلهجون بالثناء على الإمارات وشعبها وقيادتها الرشيدة التي تحب الخير وتحب كل مَن يسعى إليه.

إعادة الحياة لكليات سقطرى

إيماناً من الإمارات بأهمية التعليم العالي أو الجامعي في صناعة الشخصيات وتنمية العقول وإخراج أجيال نافعة لمجتمعها، فقد أولت الاهتمام الأبرز بكليتي التربية والمجتمع اللتين تعدان بمثابة منارتين للعلم وأهله في سقطرى، فهما الكليتان الوحيدتان في الجزيرة وفيهما يتخرج أبناء سقطرى ويتلقون تعليمهم الجامعي، ولهذا دعمت المؤسسة هاتين الكليتين بكل أنواع الدعم وساهمت في فتح أقسام جديدة لتكون بذلك قد شاركت في توفير المهارات اللازمة لأبناء سقطرى ليكونوا على استعداد تام للخروج إلى سوق العمل وهم على قدر كافٍ من العلم والمعرفة، وليكون هناك تنوع في التخصصات المهنية من أجل أن يكون بين أبناء الجزيرة الطبيب والمهندس والصيدلي والمعلِّم والحرفي الماهر، حتى تعود الحياة بصورة أفضل إلى جزيرة سقطرى ولكي تحقق الجزيرة اكتفاء محلياً في التخصصات العلمية والعملية كافة.

شكر وعرفان لمؤسسة الخير ..مؤسسة الشيخ خليفة

وفي خضم هذه الظروف التي تمرُّ بها الجزيرة لم تتخل القيادة الإماراتية عنها، وتلك هي مؤسسة الشيخ خليفة التي تركت بصمات الخير والنماء على أرض سقطرى لتتلقى حباً كبيراً وترحيباً صادقاً من قلوب أبناء سقطرى، فهم يشيدون أيَّما إشادة بهذا الدعم المستمر الذي لم ينقطع أبداً عنهم، وخاصة في قطاع التعليم الذي يعد من أكثر الأبواب التي أوفتها مؤسسة خليفة حقها لأنه يشكل عاملًا أساسياً في تقدم الأمم ونهضتها، وهذا القطاع يحظى بأعظم اهتمام من قبل مؤسسة الشيخ خليفة التي توليه رعاية وعناية خاصة، تقديراً منها لهذا الجانب الرئيس في حياة الأمم والشعوب.

لقد كان وقوف الإمارات إلى جانب الإخوة في اليمن بشكل عام تعميقاً لمشاعر الأخوة وروابط الدم والقرابة، فاليمنيون هم أبناء العمومة والإخوة في العروبة والإسلام، والإمارات اليوم، حكومة وشعباً، تمثل السند الحقيقي لأهالي جزيرة سقطرى الذين يُكنون للإمارات ولقيادتها مزيداً من الاحترام والتقدير، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، فهناك بعض الدول لا تزيد إلا على القول والوقوف بالكلمة فقط، أما الإمارات فهي بلاد الخير وأهلها شعب يحب الخير ويحبون أن يحل الخير والسلام على من في الأرض أجمعين، فهذه سقطرى وتلك هي الإمارات الواقفة إلى جانبها وقوف الأخ إلى جانب أخيه في محنته لا ينتظر منه جزاء ولا شكوراً. وهذه هي أيادي الإمارات البيضاء التي تمتد بالمساعدة في أي وقت وتحت أي ظروف لينعم أهالي سقطرى بحياة هانئة يسودها العلم والأمان والاستقرار.