الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

700 صائم يفطرون يومياً على مائدته .. رجل أعمال مسيحي: التسامح أيقونة إماراتية

يحرص رجل الأعمال الهندي المسيحي ساجي تشيريان على إعداد موائد الإفطار الرمضانية طوال الشهر الفضيل، إذ يرى أن التسامح أساس الحياة في الدنيا، وأن محبة الآخر هي أصل التعايش في هذا العالم، مؤكداً أن عمل الخير لم يرتبط يوماً إلا بالإنسانية.

وأوضح أن سعادة لا توصف تغمر قلبه حين يشاهد الفرحة تملأ أعين الصائمين المشاركين في موائد الإفطار التي يقيمها وقت الإفطار، مشدداً على أنه إنسان أولاً قبل كل شيء، وأن المسلمين أخوته يتشاطر معهم اهتماماتهم ومناسباتهم للتعبير عن التآخي والتسامح والمحبة بين سكان الإمارات، الذين يجمعهم حب الإنسانية.

* أيقونة إماراتية


وأكد أن التسامح أصبح أيقونة إماراتية، فالجميع يعيش على أرضها في تسامح وسلام ومحبة، مضيفاً أنه ينقل تجربة الإمارات إلى كل مكان يسافر إليه، ويباهي بأنه يعيش على هذه الأرض التي تحتضن أكثر من 200 جنسية.


وأشار إلى أن إعلان 2019 عاماً للتسامح يؤكد إيمان الإمارات وقيادتها وشعبها بقيم المحبة والتعايش السلمي بين بني البشر كافة، منطلقة من الإرث التاريخي الكبير القائم على تقبل الآخر والتسامح.

* إفطار صائم

وأضاف رجل الأعمال الهندي أن مشروع «إفطار صائم» إنساني في المقام الأول، ويعزز التراحم بين العمال ويجمعهم بعد يوم عمل على مائدة واحدة، وهم ينهون صيامهم بسرور، لافتاً إلى أنه يشارك في هذه المناسبة يومياً للوقوف على احتياجاتهم وخدمتهم بنفسه.

وأفاد ساجي بأنه كان يتوجه إلى خيام الإفطار قبل أن يشيد مسجد «مريم أم عيسى» في الفجيرة، ليساعد في توفير الطعام للمحتاجين، مبيناً أن المال وسيلة لمساعدة المحتاجين فقط، وليس غاية، متمنياً أن تتاح له السبل ليكون في خدمة المعسرين دائماً.

* إفطار 700 يومياً

يذكر أن ساجي تشيريان شيد مسجد «مريم أم عيسى» بمنطقة الحيل الصناعية في الفجيرة، ويقدم طعام الإفطار لأكثر من 700 صائم يومياً.

وقال إنه قرر بناء مسجد للعمال في المنطقة الصناعية بعد أن لاحظ أنهم يضطرون إلى المشي مسافة بعيدة للوصول إلى مسجد، لا سيما في فصل الصيف الحار، ما جعله يتساءل عن إمكانية بناء مسجد يسهل عليهم.

وذكر أنه توجه إلى الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الفجيرة، وسألهم عن إمكانية تشييد جامع للعمال الموجودين في منطقته، وحصل على جميع الموافقات المطلوبة.

وأشار ساجي تشيريان إلى أنه تلقى عروضاً من فاعلي خير كثر لمشاركته في هذا العمل الخيري، إلا أنه فضل أن يشيد المسجد بمفرده ويفطر الصائمين فيه على نفقته الخاصة.

* بداية الرحلة

وحول بداياته ورحلة في الإمارات، ذكر رجل الأعمال الهندي أنه قدم إلى الإمارات عام 2003 ولم يكن يمتلك سوى 600 درهم فقط، وسمع صدفة عن الفجيرة والفرص التي تمتلكها ليتجه إليها مباشرة، ليبدأ كعامل بناء ثم مقاول ثم صاحب محال مواد بناء إلى أن أصبح مطوراً عقارياً.