الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

6 تقنيات ذكية تحمي الطلبة من النسيان في الحافلات المدرسية

حدد اختصاصيون في تقنية المعلومات ستة ابتكارات ذكية يمكنها إنهاء حوادث نسيان الطلبة في حافلات النقل المدرسي، وآخرها وفاة طفل (6 أعوام) أمس الأول نتيجة نسيانه داخل إحدى

دالحافلات التابعة لمركز تحفيظ قرآن كريم في دبي ما أدى إلى اختناقه.

وأوضحوا أن تلك الابتكارات متوفرة ومستخدمة أساساً في مجال حماية الأطفال وليست بحاجة لاختراع، وإنما تحتاج فقط للتطوير والاعتماد بالشكل الذي يناسب الهدف منها وتسخيرها لضمان أمن الصغار.


فيما أكد أولياء الأمور على ستة اشتراطات رئيسة في مجال نقل الطلبة لضمان تقديم خدمات تتوافق مع مستوى المؤسسات التعليمية في الدولة، أبرزها تعزيز آليات الرقابة على جميع الحافلات وتحديداً المعنية بطلبة الرياض ومرحلة التعليم الأساسي.


وحذروا من عدم توفير مشرفين بأغلب الحافلات التابعة للمراكز الصيفية المتمثلة في الأندية الرياضية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم ومراكز التدريب، وبالتالي فإن السائق يصبح من مهامه الإشراف وهو أمر غير منطقي لعدم خضوع السائق للتدريب في هذا المجال.

أما شرطة دبي، فقد حذرت من أن نسيان الطفل في مركبة مغلقة يمكن أن يودي بحياته في حال لم ينتبه له أحد خاصة في فصل الصيف، علاوة على أن الخطورة تكمن في أن درجة حرارة جسم الطفل ترتفع أضعاف أجساد الكبار.

وفي الجانب الصحي، نبهت أيضاً جمعية الإمارات الطبية من تداعيات ترك الأسر لأطفالهم داخل السيارات ما يعرضهم للاختناق والوفاة نتيجة إصابتهم بتلف دماغي بسبب نقصان الأكسجين في الدم.

وفيما يتعلق بالجانب القانوني، قال مستشارون قانونيون إن هذه الحوادث تصنف كجريمة قتل بالخطأ وتقع مسؤوليتها من الناحية الجزائية على كل من شارك أو ساهم بالإضافة للفاعل لهذا الجرم.

وحول واقعة وفاة طفل حافلة مركز تحفيظ القرآن الكريم، أوضحوا أن سائق الباص يتحمل المسؤولية مع مشرفة الطلاب لو كانت متوفرة، وإن لم يكن هناك مشرفة فإن هذا التقصير والخطأ تمتد مسؤوليته إلى إدارة المدرسة أو المعهد.


بطاقة ذكية وحساسات

شدد مستشار أمن المعلومات وخبير التقنية عبد النور سامي، على ضرورة اعتماد كشف يومي للطلاب لملاحظة الطلبة المتغيبين والحاضرين، وقبل النزول أو الصعود للحافلة واعتماد الكشوف من قبل مراقبين متخصصين وهو أمر متعارف عليه وتقليدي في المدارس ومراكز الطلبة، وذلك قبل التوجه للتكنولوجيا التي تحول المهارة اللوجستية إلى تقنية ملموسة.

وحول أبرز التقنيات الممكن تسخيرها في هذا المجال، تحدث عن إمكانية اعتماد بطاقة هوية للطالب يستخدمها منذ دخوله الباص وحتى عودته للبيت، أما طريقة الاستخدام فهي تحاكي بطاقات الصعود والنزول من وسائل النقل كالحافلات والمترو وغيرها، ويكون النظام مرتبطاً بنظام المدرسة وعبر هواتف الأهل ليعلمهم لحظة دخول الطالب باص المدرسة ومن ثم لحظة نزوله منه أيضاً عبر تطبيقات تصدر تنبيهات خاصة بهذا الشأن، مع التأكيد على ضرورة عدم إمكانية دخول الباص إلا بالبطاقة مما يجبر الطالب على استخدامها دائماً.

إضاءة تحذيرية وسوار

وتحدث سامي عن التقنية الثانية موضحاً: «هناك حساسات يمكن أن تثبّت في سقف الحافلات كتلك المستخدمة في مواقف السيارات داخل المراكز التجارية والتي تضيء باللونين الأخضر للمقعد الشاغر والأحمر للمقعد المشغول، وبالتالي حتى لو كان على المقعد حقيبة منسية، تضيء الحساسات باللون الأحمر للتنبيه والتحذير.

ووفقاً لسامي، تتمثل التقنية الثالثة بسوار ذكي، وهو ابتكار يمكن أن يلبسه الطالب في ذراعه ضمن المراحل الأولى للدراسة ويكون مرتبطاً عبر الجي بي إس ومتصلاً مع برنامج خاص للمدرسة ومع هواتف الأهل لتحديد موقع الطالب في أي وقت، مشيراً إلى أن اعتمادها هذا الابتكار لا يكلف كثيراً خاصة أن التقنية مستخدمة في دبي مول وفي الحج أيضاً لحماية الأطفال من الضياع، والسوار يستخدم ليس فقط في مراقبة موقع الطفل ولكن أيضاً مراقبة مؤشراته الحيوية والتي تعطي إنذاراً للأهل والمدرسة والمستشفى التي يعالج فيها الطفل عادة لو تمت ملاحظة أي مخاطر تحيط بالطفل.

شريحة لرقابة الطالب

وحول التقنية الرابعة التي يمكن تسخيرها لحماية الطلبة من النسيان في الحافلات المدرسية، أكد اختصاصي تقنيات الذكاء الاصطناعي لؤي النخال، إمكانية توفير آيباد ذكي يوضع مع المشرفة أو عند مدخل الحافلة ليقوم الطالب بالنقر على صورته بمجرد دخوله الباص وعند خروجه وتوثق تلك المعلومات لدى المدرسة وأهل الطلاب.

أما التقنية الخامسة، فهي ابتكار يحاكي «التاغ» حيث يوضع على الملابس بتثبيت شريحة أو رقاقة ذكية على ثياب الطفل أو حقيبته أو على البطاقة المدرسية لتعطي إشارة بمجرد دخول أو خروج الطالب من الحافلة إلى المدرسة وبالعكس مع إعطاء إنذار للأهل ونظام المدرسة وتحديد موقع الطالب.

وأضاف النخال: «هناك تقنية سادسة أيضاً وهي متطورة جداً تتمثل ببرمجة الكاميرات المتواجدة في الباصات أو المدارس لرصد أي حالات لطلبة منسيين عبر قراءة وجوه الطلبة في كل باص والتنبيه لأي طفل مفقود كما يمكن أن تستخدم في حال رصد وجوه غريبة في باص المدرسة أو ساحات المدرسة.

نسيان طفلة في حافلة

دعت ولية الأمر علياء عبيد التي تعرضت طفلتها البالغة من العمر 6 أعوام للنسيان داخل الحافلة المدرسية، إلى ضرورة سن تشريع يضمن تغليظ العقوبات على جميع المهملين في حق الطلبة أثناء نقلهم من وإلى مؤسساتهم التعليمية، مستنكرة عدم وجود مشرفين بأغلب الحافلات التابعة للمراكز الصيفية المتمثلة في الأندية الرياضية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم ومراكز التدريب وغيرها.

وطالبت عزة الكعبي بتوحيد الجهات المشرفة على الحافلات والتنسيق فيما بينهم لضمان مستوى الخدمات، إضافة إلى إلزام مالكي تلك الحافلات بمواصفات قياسية تتوافق مع مستوى الخدمات التي توفرها الدولة.

وشددت على ضرورة إخضاع سائقي الحافلات والمشرفين العاملين بها لدورات تدريبية تضمن تعزيز مهاراتهم ومواكبتهم للمستجدات الدولية المطبقة في ذلك المجال لتمكينهم من الحفاظ على حياة الطلبة وعدم تعريضهم للخطر.

وتمنى الدكتور محمد حسن ولي أمر ثلاثة طلاب بالحلقة الأولى إلزام المؤسسات التعليمية بتركيب كاميرات مراقبة وأجهزة إنذار في جميع الحافلات التابعة لأي مؤسسة تعليمية سواء حكومية أو خاصة.

صدمة حرارية

وأكد رئيس قسم الإنقاذ البري في شرطة دبي المقدم عبد الله بيشوه أن نسيان الطفل في مركبة مغلقة يكفي لأن يودي بحياته في حال لم ينتبه له أحد خاصة في فصل الصيف، علاوة على أن الخطورة تكمن في أن درجة حرارة جسم الطفل ترتفع أضعاف أجساد الكبار.

وقال: إن «نسيان الطفل عند الترجل من المركبة أو تسلل بعض الصغار إلى المركبة خلسة للعب وعدم قدرتهم على المغادرة أو تواري الطفل داخل صندوق المركبة أو الحقيبة خطر حقيقي ومفزع بحد ذاته، حيث إن درجة الحرارة خلال أيام الصيف وحتى في حال ترك النافذة مفتوحة قليلاً ترتفع بمعدل سريع لتصل إلى فوق 40 درجة مئوية، مما يؤدي إلى إصابة الصغير بصدمة حرارية تفضي إلى الوفاة.

وناشد بيشوه الجهات المختصة بضرورة إيجاد تقنية جديدة في مواصفات المركبة تعتمد على الذكاء الاصطناعي أو حساسات ذكية تزود بها مركبات وباصات النقل وبخاصة المخصصة للأطفال وتعتمد على إطلاق تنبيه أو إنذار سواء في حالة التشغيل أو عدمه لتنبيه السائق إلى وجود أشخاص في المركبة تثبت في صندوق المركبة وفي داخلها لحماية الأطفال من خطر الموت خاصة بعد تكرار تلك الحوادث مؤخراً.

وأنقذت شرطة دبي منذ نهاية مايو في العام الماضي 94 طفلاً حوصروا في مركبات ذويهم وهو عدد كبير جداً.

تلف دماغي

وحذر عضو جمعية الإمارات الطبية اختصاصي طب الأطفال الدكتور عبد الإله سمرين من تداعيات ترك الأسر لأطفالهم داخل السيارات ما يعرضهم للاختناق والوفاة نتيجة إصابتهم بتلف دماغي بسبب نقصان الأكسجين في الدم.

وأوضح أن سرعة ارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال تعادل خمسة أضعاف سرعتها لدى البالغين، خصوصاً عند احتباسهم داخل السيارات المغلقة بمفردهم.

وأوضح أن أشعة الشمس المباشرة على الأطفال أثناء احتباسهم داخل السيارات بمفردهم تتسبب في اختناقهم نتيجة استنشاق غاز أول أكسيد الكربون الخانق الذي يتسلل ببطء إلى الأطفال.

وأضاف سمرين: «يحل أكسيد الكربون الخانق في تلك الحالة محل الأكسجين في الدم، ما يسبب اختناقهم ومن ثم إصابتهم بفشل وظائف القلب والكلى ومن ثم إصابتهم بتلف دماغي نتيجة نقصان الأكسجين في الدم.

وحذر اختصاصي طب الأطفال من تشغيل السيارة داخل المواقف المغلقة وترك الأطفال بمفردهم داخلها لأن ذلك كفيل باختناقهم في مدة لا تتجاوز عشرة دقائق على أقصى تقدير، نتيجة تسلل غاز أول أكسيد الكربون السام إلى الجهاز التنفسي للطفل.

قتل بالخطأ

وصنف المستشار القانوني مراد موسى عطعوط هذه القضية «جريمة قتل بالخطأ» وتقع مسؤوليتها من الناحية الجزائية على كل من شارك أو ساهم بالإضافة للفاعل لهذا الجرم.

وأوضح «إن سائق الباص يتحمل المسؤولية مع مشرفة الطلاب لو كانت متوفرة وإن لم يكن هناك مشرفة فإن هذا تقصير وخطأ تمتد مسؤوليته إلى إدارة المدرسة أو المعهد».

وقال عطعوط إلى إن مسؤولية الدية الشرعية قضية جزائية تكون إما التعويض عن موت الطفل ويأتي بناء على مبدأ حجية الحكم الجزائي وفيما سيصدر على أشخاص أدينوا ومسؤولية التابع والمتبوع فإذا كان «الباص والسائق» تابع للمدرسة تقع المسؤولية في التعويض على المدرسة أما لو كان السائق والباص مستأجرين فإن مسؤولية التابع والمتبوع تقع على الشركة التي أجرت الباص والسائق للمدرسة.

وأضاف «إن عقوبة القتل الخطأ ترجع لقانون العقوبات ووفق المادة 342، إذ يعاقب بالحبس وبالغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين من تسبب بخطئه في موت شخص، وتكون العقوبة بالحبس مدة لا تقل عن سنة والغرامة إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجاني بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته أو كان تحت تأثير سكر أو تخدير عند وقوع الحادث أو امتنع حينئذ عن مساعدة المجني عليه أو طلب المساعدة له مع استطاعته ذلك.. وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد عن خمس سنوات والغرامة إذا نشأ عن الفعل وفاة أكثر من ثلاثة أشخاص فإذا توفر ظرف آخر من الظروف الواردة في الفقرة السابقة تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد عن 7سنوات والغرامة».

** تعزيز الرقابة والتدريب

حدد أولياء الأمور أربعة اشتراطات لضمان تقديم خدمات في الحافلات تتوافق مع مستوى المؤسسات التعليمية في الدولة، ومن أبرزها تعزيز آليات الرقابة والتدريب.

وشددوا في الاشتراط الثاني على ضرورة توحيد الجهات المشرفة على تلك الحافلات والتنسيق فيما بينهم لضمان الارتقاء بمستوى الخدمات.

ودعا أولياء الأمور ثالثاً إلى إلزام المؤسسات التعليمية بتركيب كاميرات مراقبة وأجهزة إنذار في جميع الحافلات، ورابعاً ربط تلك الكاميرات بغرف مراقبة مركزية تابعة للمؤسسة التعليمية أو الجهة التابعة لها الحافلة، وكذلك ربطها بهواتف أولياء الأمور عبر تطبيقات ذكية.

وحذر أولياء الأمور من عدم توفير مشرفين بأغلب الحافلات التابعة للمراكز الصيفية المتمثلة في الأندية الرياضية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم ومراكز التدريب.

للمزيد حول الموضوع: «الإمارات لحماية الطفل»: هل ننتظر إصابة ابن مسؤول عن قطاع النقل لنرى حلولاً؟!