الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

الأموال الافتراضية في الألعاب الإلكترونية طعم لاستغلال الأطفال جنسياً

تعاملت شرطة دبي العام الجاري مع حالات استغلال أطفال بمنحهم الأموال الافتراضية والهدايا في ألعاب إلكترونية، ومنها «فورت نايت»، و«بابجي» مقابل التقاط صور غير أخلاقية لأنفسهم وإرسالها إلى المستغلين.

وأوضح رئيس قسم فحص الهواتف المتحركة في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة الملازم أول سهيل خليفة أن الإدارة تستقبل من حالة إلى اثنتين شهرياً في هذا الإطار.

وبيّن أن المجرمين يستدرجون الأطفال عبر الألعاب الإلكترونية، فضلاً عن تطبيقات سناب شات، إنستغرام، وتويتر، موضحاً أن «فورت نايت»، و«بابجي» وسواهما من الألعاب تحتوي على عملات وهمية تتيح شراء ملابس وإكسسوارات وأدوات افتراضية خلال اللعبة، ما يستغله مجرمون للتغرير بالأطفال عبر منحهم نقوداً افتراضية مقابل تصوير أجزاء من أجسامهم وإرسالها لهم.


كما لفت إلى أن مخاطر الاستغلال عبر هذه الألعاب عالمية ولا تقتصر على منطقة معينة، معتبراً أن الطريقة الأنجع لمكافحتها هو التوعية.


مراحل الابتزاز

وأشار الملازم أول سهيل إلى أن عملية الإيقاع بالضحية تبدأ بالتواصل الصوتي أو الكتابي من خلال الألعاب، ثم الاستدراج والتعارف، وصولاً إلى التواصل وتقديم الهدايا مقابل إرسال الصور لتبدأ رحلة الاستغلال الجنسي، والتي تتضمن إرسال أفلام وصور إباحية.

وأضاف أن المجرم قد يطلب رقم الهاتف الشخصي للضحية للتواصل عبر «واتساب»، ثم يهدده ويخيره بين الاستمرار بإرسال الصور أو نشر ما لديه، كما يطلب منه أخيراً اللقاء ليتحرش به أو يغتصبه.

الوقاية خير من العلاج

وأكد رئيس قسم فحص الهواتف المتحركة أن أول خطوة لحماية الأبناء هي مصادقة الطفل والاستماع إليه، وعدم تركه وحيداً من دون متابعة، ومعرفة أصدقائه، ومشاركته اللعب والاطلاع على قائمة أصدقائه، وعدم التردد في التواصل مع الشرطة عند رصد أي حالة.

ولفت إلى أن ما يرد من حالات للشرطة قد لا يعكس العدد الحقيقي للأطفال المتعرضين للابتزاز الذين قد يمتنعون عن التبليغ حياء وخوفاً.

وبينت شرطة دبي أن بعض المجرمين عادة يكونون أكبر من الضحية أوفي مثل عمره، أو قد يكون المجرم طفلاً متواطئاً مع شخص أكبر منه، أو شاباً ينتحل شخصية فتاة.

ودعت الأسر إلى ضرورة مراقبة المواقع والتطبيقات التي يلج إليها الأبناء، والتحكم في الألعاب التي يختارونها، وعدم السماح لهم بالتواصل مع الآخرين أو ممارسة ألعاب مخصصة لفئة عمرية لا تتناسب معهم.

وأكدت على ضرورة تحذير الأطفال وتوعيتهم بمخاطر التواصل مع الغرباء، وعدم الثقة المطلقة بهم.

استدراج 8 أطفال

وفي آخر قضية تم التعامل معها من هذا النوع، ضبطت الشرطة (خليجياً، 20 عاماً) كان يستهدف المراهقين تحت عمر 15 عاماً عبر الألعاب الإلكترونية، فضلاً عن انتحاله شخصية فتاة في موقع kik.

وتم التوصل إلى قائمة من ثمانية أطفال استدرجهم وصورهم.

وأفاد الملازم أول سهيل بأن والدة أحد الضحايا تقدمت ببلاغ للشرطة عن اكتشافها لتعرض ابنها للاستغلال عبر لعبة «فورت نايت» بعد أن اطلعت على محادثاته مع شخص، ورصدت ضمن المحادثات صوراً حساسة لابنها الذي اعترف بما تعرض له بعد أن واجهته بها.

وأشار سهيل إلى أن الابتزاز الإلكتروني الذي يقع على الأطفال في الحالات المسجلة غالباً من أشخاص داخل الدولة.

طلب موقع الضحية

تبين، في حالة وردت للشرطة، أن المجرم طلب من الضحية تزويده بموقع منزله، وعندما رفض الضحية متذرعاً بجهله كيفية إرسال الموقع تواصل المتهم معه عبر الفيديو وشرح له طريقة إرسال الموقع.

وفي حالات أخرى، تم التغرير بالضحايا من قبل مجرمين عبر ادعاء صداقتهم وتزويدهم بعنوان المتهم للقدوم إليه، حيث تعرضوا خلال الزيارات للتحرش والاغتصاب والتصوير كي لا يجرؤوا على الكلام.

تصوير نساء الأسرة

وأفاد مستشار أمن المعلومات وخبير التقنية عبد النور سامي برصد حالات تحرش عبر الألعاب الإلكترونية طلب المجرم فيها من الطفل الضحية إصدار أصوات تحاكي أوضاعاً لا أخلاقية، ثم دعاه للتواصل عبر «واتساب»، فضلاً عن إغرائه بتقديم المال الافتراضي في اللعبة الإلكترونية مقابل إرسال صور مخلة، أو حتى لقاءات شخصية.

وفي قضايا أخرى، وردت للشرطة، طلب المجرم من الضحية تصوير أفراد أسرته كأمه أو أخته وهما نائمتان، أو دعوته للمنزل عند غياب الأهل، وفي حال رفض الضحية يتم تهديده بالصور.

سلاح ذو حدين

من جهتها، حذرت خبير الأدلة الجنائية الإلكترونية الدكتورة نورة أحمد المطوع من خطر الألعاب الإلكترونية التفاعلية، مؤكدة أنها سلاح ذو حدين.

وأفادت بأن حالات ابتزاز الأطفال من هذا النوع قد لا تكون كثيرة لكن مخاطرها كبيرة على الأطفال خاصة عندما يكون المبتز من داخل الدولة.

ولفتت إلى أن قضايا الأطفال ترد من التحريات ومراكز الشرطة عند تلقي بلاغ أو الاشتباه بأي شخص والقيام بالتحري.