الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

وظيفة المستقبل.. مواكبة التقنيات الذكية وارتفاع تكاليف الزواج أبرز التحديات أمام شباب الإمارات

حدد شباب إماراتيون ثمانية تحديات رئيسة يواجهونها للوصول إلى أهدافهم المهنية والاجتماعية، في ظل التطور التكنولوجي والمعرفي المتسارع والانفتاح على الثقافات العالمية الأخرى.

وأكدوا في إجاباتهم عن سؤال «الرؤية»: ما التحديات الرئيسة التي تواجه الشباب الإماراتي؟، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للشباب الذي يصادف 12 أغسطس من كل عام، أن تحديد الاختصاص العلمي المناسب لإيجاد وظيفة المستقبل من أبرز التحديات أمام الشباب اليوم، لكون هذا القرار يحدد ما سيكونون عليه خلال حياتهم مستقبلاً، واتخاذ القرار الخاطئ أمر يحتاج إلى سنوات إضافية لتصحيحه.

وذكروا أن من أهم التحديات أيضاً، إيجاد فرصة عمل في ظل التطور التكنولوجي السريع، وهنا يظهر التحدي الثالث وهو ضرورة مواكبة التطورات التقنية التي دخلت جميع القطاعات، ما يفرض على الموظفين، خصوصاً الشباب، استمرارية التعلم للحفاظ على عملهم.


أما التحدي الرابع، فتمثل بتأسيس المشاريع الاستثمارية وكيفية العمل على تطويرها واستمرارها، ما يتوجب وجود منصات حكومية تطلع أصحاب تلك المشاريع من الشباب على نقاط قوتهم وضعفهم وطرق استثمارها أو تداركها لإنجاح استثماراتهم.


وتطرق التحدي الخامس إلى ارتفاع تكاليف الزواج، ما يجعل فكرة تأسيس أسرة أمراً صعباً، ويتطلب الإعداد لزمن طويل، إن أراد الشاب عدم الوقوع في فخ الديون، بينما ذهب التحدي السادس إلى فكرة الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل الانفتاح الثقافي العالمي ومعرفة ما يريد الشباب استقائه فعلاً والاستفادة منه.

وركز الشباب أيضاً على تحدي غياب الاستراتيجيات الثابتة لاستثمار أصحاب المواهب العلمية والفنية والفكرية والرياضية في مراحل عمرية مبكرة بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.

أما التحدي الثامن والأخير، فارتبط بالنظام التعليمي، إذ تحدث الشباب عن أهمية الابتعاد عن سياسة التلقين تماماً ودعم ثقافة التطبيق العملي، بهدف إعداد جيل قادر على مواكبة تطورات سوق العمل.

وقال حميد جمعة الفلاسي «إن أبرز التحديات التي تواجه الشباب الإماراتي، عدم وجود مراكز خاصة لطلبة المرحلة الثانوية ترشدهم إلى الاختيار الصحيح مستقبلاً بين مختلف مواقع العمل بدلاً من الاستماع إلى آراء أشخاص غير مختصين أو لا يملكون اطلاعاً على أهم الدراسات في هذا المجال، وبالتالي اختيار اختصاص خاطئ لا ينسجم ومواهب الشاب أو محددات وظائف المستقبل».

وأكد أن الشاب بعد المرحلة الثانوية لا يملك رؤية واضحة بالنسبة إلى سوق العمل واحتياجاته من التخصصات الجامعية، عدا عن النظام التعليمي الذي لا يزال يركز على التحصيل الدراسي ولا يؤسس الطلبة لدخول سوق العمل بشكل عملي.

من جهتها، أكدت حمدة الهاشمي أهمية تعزيز مشاركة الشباب في مجال ريادة الأعمال، خصوصاً تلك التي تواكب التطور التكنولوجي وضرورة تكثيف الجهود في مجال الاستماع إلى أفكارهم وتوفير البيئة لاحتضان إبداعاتهم وأفكارهم المبتكرة وتوظيفها لتحقيق التنمية المستدامة، مع التركيز على إرشادهم لتطوير استثمارتهم ومشاريعهم للحيلولة دون فشلها.

بدورها، ذكرت منال الجسمي أن الشباب بحاجة إلى منصة خاصة للموارد البشرية الشبابية التي تسهم في تقديم حلول مناسبة لهم لاستقطاب الخريجين الجدد وطلبة المدارس لتوعيتهم بأهمية تطوير قدراتهم، بما يتناسب مع سوق العمل في الدولة، والتغيرات التي تطرأ على تلك السوق خلال السنوات المقبلة.

حاضنات الإبداع

وتطرقت ريم المهيري إلى ضرورة دعم الإبداع، موضحة أن عدداً كبيراً من الشباب يمتلك مقومات الابتكار، إلا أنهم لا يملكون المواقع المناسبة لعرض هذه التجارب والحصول على التغذية الراجعة للأفكار التي يطرحونها.

وتابعت «بعض الشباب يخجل من عرض ابتكاراته في مواقع عمله، أو في المجتمع بشكل عام، لأنه لا يجد التشجيع المناسب لكل ابتكار يقدمه».

وقال عدنان جاسم إنه من الضروري التغلب على التحديات التي تواجه الخريجين الجدد، وذلك من خلال توفير مساقات تعليمية جديدة ضمن المناهج الدراسية تطور مهارات الطالب وتدعمها.

بدورها، أكدت خلود آل علي أنه من التحديات التي تواجه الشباب ضعف معرفتهم بوظائف المستقبل، ما يحد من الاختيارات المتاحة أمامهم، داعية إلى ضرورة تشجيع الشباب عبر صرف رواتب شهرية للطلبة المتميزين.

وأيدت مريم النقبي، فكرة اختيار الوظيفة المناسبة للمستقبل، وأضافت «ما يشهده العالم من تطور في مجال الذكاء الاصطناعي يضع البشر على هامش القوى العاملة في ظل وجود الآلة والروبوت، إذ إن هناك العديد من المجالات المرتبطة بالبشر، وأخرى تنهي علاقتها معهم، لذلك لا بد أن يكون الشباب حريصين على اختيار تخصص الدراسة المناسب لمستقبلهم العملي».

من جانبها، ترى عائشة المهري أن ثقة الشباب بأنفسهم، وإيمانهم بقدراتهم على خلق شيء جديد في المجتمع، من أهم مفاتيح الإنجاز والنجاح، والتغلب على التحديات التي تواجههم، خصوصاً في العمل أو الدراسة.

بيئة العمل

وأكد إسماعيل الشحي أن الشباب يواجهون التحديات في بيئة العمل، من خلال الانضمام إلى الورش التدريبية التي تصقل مهاراتهم، وتطور من إمكاناتهم، مشيراً إلى أهمية أن يواكب الشباب في وظائفهم اليوم التطورات التكنولوجية المتسارعة للحفاظ على عملهم.

ويرى سيف السويدي أن الخارطة المستقبلية لأسواق العمل أصبحت واضحة لجميع الشباب، لافتاً إلى أن تعويض الروبوت للقوى البشرية يهدد الكثير من الوظائف، الأمر الذي يضع جزءاً كبيراً من الشباب في هاجس أن يكونوا على قائمة العاطلين عن العمل، لذلك يتوجب عليهم التغلب على التحديات من خلال السعي لتطوير الذات.

من جهتها، ذكرت سارة الرئيسي أن الشباب الإماراتي رغم وجوده في بيئة داعمة من قبل الجهات المعنية، إلا أنه كذلك يواجه تحديات كبيرة في تطوير مهاراته لمواكبة التقدم لا سيما في الإمارات التي تقفز خطوات كبيرة كل يوم نحو المستقبل بسرعة استثنائية.

من جانبه، قال محمد الكعبي إن اختيار التخصص المناسب والتطور في بيئة العمل يحتاج إلى توافر النصائح المناسبة للجيل الجديد حتى لا يكرر تخصصات قد لا تكون لها وظائف كثيرة مستقبلاً.

أما حنيف حسن، فرأى أن أكبر التحديات التي تواجه الشباب الإماراتي تتلخص في المنافسة الكبيرة على فرص العمل، مشيراً إلى ضرورة أن يجدد الشباب أدواته ويزيد من مهاراته ليشارك في الحراك الاقتصادي والتنموي خلال السنوات العشر المقبلة.

بدوره، ذكر أحمد الجاسم أن دعم الشباب الإماراتي في بيئة العمل ضرورة لا بد منها، ليتعلم الشباب ويحصلوا على الخبرة اللازمة، مضيفاً أن كثيراً من الشركات تطلب خبرات ومهارات قد تكون صعبة في البداية، لكنها إن أعطت الشاب الإماراتي الفرصة فسيثبت قدرته وكفاءته.

الهوية الوطنية

وذهبت أشواق الكعبي إلى تحدٍّ آخر، وهو الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيزها في ظل الانفتاح العالمي، مشيرة إلى أن الهوية والعادات والتقاليد ركيزة أساسية لدى مجتمع الإمارات، ولذا فإن تعزيز البرامج التي ترسخ الهوية لدى الشباب ضرورة ملحة.

بدوره، أكد محمد الرئيسي أنه من خلال تجربته الشخصية في الابتعاث خارج الدولة والدراسة في أمريكا لا بد أن يتولى المبتعث الإماراتي وضع خطة كاملة قبل ابتعاثه تشمل مساعدته في التأقلم مع الأوضاع الجديدة في حياته والاعتماد على ذاته، لافتاً إلى حاجة الشباب لموجهين يعززون ثقتهم بأنفسهم كمرشدين، ما يسمح لهم بالتفاعل في المجتمع بإيجابية، ويحقق لهم الانسجام بين قيمهم وعاداتهم وما يواجهونه من ثقافة واردة من الخارج بسبب الانفتاح.

من جانبه، ركز عمر حسن الحمادي على أهمية دعم الشباب في تأسيس المشاريع وإرشادهم لاستمرارها والمساهمة في القطاع الاقتصادي، مشيراً إلى أن الكثير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة تحتاج إلى دعم حكومي وخاص، بدعمها مادياً، خصوصاً المميز والمبتكر منها.

وقال حمد العيدروس إن الشباب بحاجة ماسة إلى فرص حقيقية تسهم في خلق مساحات إبداعية لاستثمار طاقاتهم وأوقات فراغهم، وتسخيرها لتكون متنفساً لهم ومقصداً يجدون فيه ما يرغبون من علم ومعرفة، كما أن الشباب بحاجة إلى التحلي بالشجاعة وعدم الخوف من افتتاح مشاريعهم الخاصة، وهذا يتطلب تحفيز النفس بضرورة عدم الاتكال على المؤسسات الاتحادية والمحلية.

تكاليف الزواج

وقال أحمد بن فهد إن الشاب الإماراتي يواجه تحديين رئيسين، هما: ارتفاع تكاليف الزواج لتكوين عائلة، الأمر الذي يدفعه إلى البنك لاقتراض المال ومن ثم زيادة الضغوط النفسية على عاتقه منذ بداية حياته الزوجية. أما التحدي الثاني، فهو سوق العمل ومتطلباته في القطاعين الخاص والحكومي، ففي القطاع الخاص يعتمد على عدم تراخيه وأدائه في العمل لتحقيق شخصيته العملية. أما في الحكومي، فنظراً إلى السرعة التي يتميز بها فيحتاج الشاب لأن يكون مواكباً لسرعة الإنجاز لكي يقنع أصحاب القرار بالاستعانة به بدلاً من الشركات الاستشارية.

وأوضح ماجد يوسف الحمادي أن تحديات تكوين الأسرة وتكاليف الزواج والمهور المبالغ فيها هي من أهم التحديات التي تواجه الشباب حالياً، لافتاً إلى أن الشاب يقع في فخ الديون ليتم زواجه بحسب ما تطلبه العرائس الشابات من حفلة الزفاف وما تسبقها من احتفاليات دخيلة على مجتمعنا وسباق التميز الذي تحاول بعض الفتيات إثبات ذاتهن فيه على حساب مقدرة العريس المادية.

وأشارت عائشة الجنيبي إلى أن التحدي الأبرز الذي تواجهه الفتاة الإماراتية هو تحقيق ذاتها في ظل المتغيرات السريعة التي تطرأ في العالم أجمع.

استثمار المواهب

وركز أحمد عيسى على أهمية استثمار المواهب العلمية والفكرية منذ الصغر ودعمها لتوظيف تلك الطاقات بالشكل الأمثل.

ولفت إلى أن كثيراً من الشباب يواجهون تحديات كبيرة في بداية حياتهم العملية، إذ يصدمون ببيئة العمل التي تكون طاردة وغير محفزة في كثير من الأحيان، خصوصاً حين يتم التعامل معهم على أنهم يفتقدون الخبرات اللازمة ولا يملكون تجارب يمكن لجهة العمل الاستفادة منها، بل يتم التعامل معهم على أنهم متلقون وغير مؤهلين بعد.

وأشار خالد مانع إلى أهمية دور الطرق التعليمية في دعم الشباب مستقبلاً، وذلك بالابتعاد عن التلقين والتركيز على ثقافة التطبيق العملي للعلوم والمعارف في المدارس والجامعات، الأمر الذي يسهم في تسهيل مهمة الحصول على فرصة العمل المناسبة مستقبلاً.

ورأت الشابة ميثة عبدالغفار أن من أكبر التحديات مواكبة التغيرات التكنولوجية المتسارعة في الدراسة والعمل، إلى جانب استمرارية المشاريع التي يؤسسها الشباب، موضحة أن الدعم موجود ومتوافر لكافة المشاريع في أكثر من جهة، ولكن لا بد من إرشاد أصحابها إلى الطريق الصحيح لتأسيس تلك الاستثمارات قبل الانطلاق بها.

خطر التكنولوجيا

وقال محمد المربوعي إن أهم التحديات التي تواجه الشباب الإماراتي حالياً، هي إيجاد فرص عمل برواتب جيدة، مع توفير الوقت لمواكبة التطور التكنولوجي السريع.

وذكر علي مانع أن الشباب يواجه ما وصفه بـ «الخطر» من استخدام التكنولوجيا في كافة المجالات حتى الشؤون الإدارية والأعمال المكتبية، وبالتالي تقليص الوظائف في هذه المجالات.

بينما اختلف معه وليد العلوي الذي قال إن الشباب يجب ألا يقلقوا من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مستقبلاً، لأنه مهما تطورت التكنولوجيا يظل العنصر البشري هو الأساس، لافتاً إلى أن المطلوب هو تغيير مجالات الدراسة ليركز الشباب على تعلم كل ما هو وراء هذه التكنولوجيا وكيفية عملها وآلية تصميم برامجها.

وقالت علياء الحمادي إن أهم ما يواجهه الشباب من تحديات، هو قدرتهم على اختيار التخصص العلمي الذي يختارونه، فهم يقعون في حيرة بين التخصصات العلمية التقليدية خوفاً من التغيير، والتكنولوجيا الهائلة التي تحتم على الجميع تغيير مجالات دراستهم إلى تخصصات جديدة تواكب الذكاء الاصطناعي.

وأضافت مهرة السبوسي «الشباب الإماراتي يواجه مصاعب على المستويين العملي والاجتماعي، ولا بد من تأهيلهم لشغل الوظائف وصقل خبراتهم»، لافتة إلى أنها ترى ظاهرة ارتفاع تكاليف الزواج بشكل مبالغ فيه أبرز التحديات المجتمعية، وهو ما يمثل تحدياً للمجتمع كله، وهذا ليس دور الحكومة وحدها، بل الأهالي الذين يتوجب عليهم تفهم ظروف الشباب.

تخصصات حيوية

وحسب يوسف السعدي، فإنه يجب مساعدة الشباب في تحديد مسارهم العلمي الصحيح لدراسة تخصصات حيوية، لافتاً إلى أنه على الرغم من جهود التوعية، إلا أن هناك كثيراً من الشباب يدرسون تخصصات إدارية يتشبع بها سوق العمل في الأساس.

وقالت نسرين بنت درويش إن الإشكالية لدى بعض الشباب في عدم وجود فرص كثيرة بالقطاع الحكومي الذي يلقى إقبالاً كبيراً من الباحثين عن فرص عمل، مشيرة إلى أنه ما زالت هناك نظرة مختلفة في العمل لدى القطاع الخاص، لأن رواتبه أقل من الحكومي.

ووفقاً لخديجة حسن، فإن هناك تحدياً واضحاً فيما يخص التدريب المستمر لدى العاملين بالقطاع الخاص، إلى جانب الترقية الوظيفية.

من جهته، ذهب نوح البلوشي إلى إشكالية أخرى، وهي التكلفة المادية الكبيرة للزواج من تجهيز منزل ومهور وتكاليف عالية لا يستطيع أغلب الشباب تحملها، الأمر الذي أيده عبدالرحمن الجنيبي، فقال «التكلفة المادية للزواج عالية جداً لدرجة أنها تصل إلى أرقام فلكية لا يستطيع الشاب الإيفاء بها إلا بمساعدة الأهل».