السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

قيادات طبية حكومية تقرر التبرع بالأعضاء

أعلن عدد من قيادات القطاع الطبي الحكومي في الدولة عزمهم التسجيل في تطبيق «حياة» الذي أطلقته وزارة الصحة ووقاية المجتمع لتسجيل راغبي التبرع بالأعضاء، معتبرين أن التبرع بالأعضاء هو إحياء للنفس البشرية، خصوصاً أن الإنسان لن يتضرر من عملية التبرع بعد موته، داعين كل أفراد المجتمع للتبرع ونشر هذه الثقافة.

وقال رئيس اللجنة العليا للمسؤولية الطبية، وأول طبيب إماراتي في تخصص السكر والغدد الصماء الدكتور عبدالرزاق المدني، إنه سيفكر منذ الآن في اتخاذ قرار التوصية بالتبرع بأعضائه، لافتاً إلى أنه من المفضل أن يكون المتبرع بالأعضاء من الأعمار الصغيرة والمتوسطة، حيث تكون الأعضاء بحالة جيدة، عكس كبار السن الذين تضمر أعضاؤهم، وتكون أقل نفعاً للمرضى عند التبرع بها.

وأضاف «التبرع بالأعضاء هو إنقاذ لحياة الناس، فعندما يكون الشخص في مرحلة الموت الدماغي، يجب أن يستفيد من أعضائه من هو في حاجة لها، خصوصاً مرضى القلب والكلى، وهذا التبرع يعطي أملاً في الحياة، والمتبرع سيأخذ ثوابه من الله».


وأوضحت إحدى قيادات وزارة الصحة ووقاية المجتمع الدكتورة وداد الميدور أنها قررت التوصية بالتبرع بأعضائها لمن يحتاج إليها، لأن هناك آلاف المرضى الذين يحتاجون إلى عضو من أجل البقاء على قيد الحياة، لافتة إلى أن كل إنسان عليه أن يتخيل نفسه موضع الشخص المريض، ويتصور مدى الحاجة إلى عضو ليعيش، وبالتأكيد من سيفكر في هذا الأمر سيقرر التبرع.


من جانبه، أفاد المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، خليفة بن دراي، بأنه يفكر جدياً في التسجيل في تطبيق «حياة» الذي أعلنت عنه وزارة الصحة ووقاية المجتمع، من أجل التبرع بأعضائه في المستقبل، مشيراً إلى أن هناك قصة لن ينساها طوال حياته ويرويها لكثيرين ليعلموا أهمية التبرع.

وأضاف «منذ فترة وقفت إسعاف دبي على أهبة الاستعداد، من أجل استقبال أعضاء قادمة من السعودية عبر مطار دبي الدولي، لنقلها إلى طفلة في أحد المستشفيات بمدينة دبي الطبية، وبعد انتهاء العملية اجتمعنا مع الفريق الطبي وأسرة الطفلة، ورأيت في عيون والديها فرحة لا يمكن أن أنساها، ولا وصف لحالة الفرح التي كانا عليها بعد نجاح العملية، هذا الموقف أشعرني كثيراً بقيمة التبرع بالأعضاء.

وقال مدير مستشفى الفجيرة التابع لوزارة الصحة أحمد الخديم، إنه قرر التبرع بأعضائه بعد تفكير طويل في هذا الأمر، لافتاً إلى أن الأمر يعد إنسانياً دون النظر إلى دين أو جنس الشخص المريض، داعياً كل من لديه إنسانية إلى التسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء التابع لوزارة الصحة من أجل إنقاذ إنسان.

وقال رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى راشد بدبي، الدكتور بسام محبوب، إنه لا مانع لديه من التبرع بأعضائه لمن يحتاج إليها عند موته، لافتاً إلى ضرورة إدراك الناس أنهم لن يستفيدوا شيئاً من أعضائهم بعد موتهم، وأن عظامهم وقرنيات أعينهم ستصير تراباً لن تستفيد منه البشرية، وعليه يجب تنظيم حملات تثقيفية بضرورة التبرع بالأعضاء.

وقالت مديرة إدارة حماية الصحة العامة في هيئة الصحة بدبي، الدكتورة بدرية الحرمي، إنها تنتظر الإعلان عن مراكز التبرع في الدولة لكي تسجل اسمها ضمن راغبي التبرع، بعد إجراء كافة الفحوصات الطبية من أجل التوافق الطبي مع المريض الذي سيحتاج على أعضائها في المستقبل، لافتة إلى أنها ستكون من «أوائل المتبرعين»، معتبرة أن تبرعها بالأعضاء صدقة ينتفع بها الناس.

وأكدت الحرمي أنها مؤمنة تماماً بأنه لا حاجة للأعضاء بعد الوفاة، وكذلك يمكن للإنسان التبرع ببعض الأعضاء وهو على قيد الحياة، ويستطيع استكمال حياته بصورة طبيعية مثل التبرع بإحدى الكليتين والكيد.

وقال رئيس قسم الجهاز الهضمي في مستشفى راشد، الدكتور سمير العوضي، إنه بالفعل تبرع بأحد أعضائه لأخيه في وقت سابق، مؤكداً أنه من الداعين إلى التبرع بالأعضاء «سراً وجهراً» ودائماً ما يتحدث في كل المؤتمرات واللقاءات العامة على ضرورة نشر ثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع الإماراتي.

وأضاف العوضي «بعدما تبرعت بأحد أعضاء جسدي لأخي، صرت مؤمناً قبل أي وقت مضى بأن النفس البشرية بإمكانها إحياء عشرات النفوس الأخرى، فالجميع سعداء برجوع صحة أخي التي عادت معه الحياة إلى أقاربنا وأصدقائنا، ولو تكرر الأمر سأتبرع ألف مرة حتى لو لغير أخي».وداد الميدور:

الآلاف ينتظرون فرصة للبقاء على قيد الحياةخليفة بن دراي: فرحة المستفيدين من الأعضاء لا يمكن وصفهاسمير العوضي: النفس البشرية بإمكانها إحياء عشرات الأشخاصعبدالرزاق المدني: التبرع يعطي أملاً في الحياة للمرضىقال المدير التنفيذي لمستشفى الجليلة التخصصي للأطفال الدكتور عبدالله الخياط «لا شك في أن تطبيق «حياة» يمثل خطوة مهمة نحو تنظيم وتشجيع مفهوم التبرع بالأعضاء، خصوصاً أن المجتمع الإماراتي لا يتردد في فعل الخير متى ما أتيحت له السبل، وكدليل على ذلك، تم إجراء 4 عمليات زراعة كلى للأطفال خلال عام واحد جاءت جميعها من متبرعين، ليعودوا بعد نجاح العملية لمزاولة حياتهم الطبيعية.خطوة مهمة