الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

مدارس خاصة ترفض قبول الطلبة المصابين بالسكري

مدارس خاصة ترفض قبول الطلبة المصابين بالسكري
تزامناً مع اليوم العالمي للسكري، الذي يوافق 14 نوفمبر من كل عام، شكا أولياء أمور طلبة مصابين بالسكري رفض مدارس خاصة قبول أبنائهم، فضلاً عن عدم توفير مدارس حكومية الرعاية الطبية المطلوبة.

وأكدوا أن أغلب المدارس الخاصة التي توافق على قبول أبنائهم تشترط زيادة المصروفات الدراسية، إضافة إلى إلزامهم بتوفير مرافقين دائمين هرباً من تحمل مسؤولياتهم الصحية.

وأشاروا إلى اضطرار بعضهم لتعليم الأطفال العناية الصحية بأنفسهم ذاتياً بما فيها حقن الأنسولين في ظل عدم توفير العناية الطبية اللازمة لهم، مطالبين الجهات المعنية وجميع المدارس بقبول الأطفال المصابين بالسكري بمختلف المراحل الدراسية، وتوفير العناية الطبية اللازمة لهم.


بدوره، أوضح مصدر مطلع في وزارة التربية والتعليم، فضل عدم ذكر اسمه، أنه في حال تسجيل أي طالب مصاب بالسكري في أي روضة أو مدرسة حكومية لا توجد بها ممرضة مدربة على التعامل مع مرضى السكري يتم التنسيق فوراً مع الإدارة المعنية لتوفير ممرضة متخصصة لمتابعة الطلبة حتى ولو كان إجمالي المصابين طالباً واحداً.


رفض القبول

وأكدت نائبة رئيس جمعية أصدقاء السكري الدكتورة إلهام الأميري أهمية تكثيف الفعاليات التوعوية داخل المدارس للحد من الإصابة بالسكري، عبر تعزيز عمليات التثقيف الصحي بين الطلبة بمختلف مراحلهم التعليمية.

ولفتت إلى ضرورة توفير ممرضات في المدارس الخاصة مدربات على آليات التعامل مع أطفال السكري، وإلحاق الممرضين الجدد بدورات تدريبية مكثفة لتمكينهم من التعامل مع الطلبة وفقاً لطبيعة حالاتهم الصحية.

وأملت أن تتضمن شروط تعيين الممرضات الخضوع لدورة تدريبية متخصصة في التعامل مع مرضى السكري، خصوصاً طلبة مرحلة الطفولة المبكرة.

عدم التفرقة

وأشارت الأميري إلى اعتماد قائمة بـ 10 حقوق للأطفال المصابين بالسكري في المدارس يتصدرها عدم التفرقة بينهم وبين باقي الطلبة الأصحاء عند تسجيلهم أو خلال أي مرحلة تعليمية.

كما تضمنت الحقوق السماح لهم بتناول الطعام، وفحص السكري في الدم، والحقن بالأنسولين في أي وقت، إضافة إلى عدم تركهم من دون ملاحظة طبية في حال شعورهم بالإعياء.

وشملت القائمة منحهم العناية اللازمة في حال شعورهم بالمرض، ومنحهم الحرية الكاملة في شرب الماء والذهاب إلى دورات المياه عند الحاجة، فضلاً عن زيادة عدد أيام الغياب المسموح بها نظراً لتكرار مراجعاتهم للمستشفيات، وحرية المشاركة في الأنشطة الرياضية وغيرها من بقية الأنشطة.

افتقار للإحصاءات

من جانبه، دعا عضو اللجنة العليا لمكافحة السكري بالدولة استشاري أمراض السكري والغدد الصماء الدكتور عبدالرزاق المدني إلى ضرورة تكاتف مختلف الجهات المعنية في الدولة لإجراء مسح صحي يوضح حجم الإصابة الحقيقية بالسكري بين الأطفال وتحديداً طلبة المدارس.

وأوضح أن الدولة تفتقر إلى إحصاءات اتحادية توضح حجم الإصابة بالسكري بين الطلبة، لافتاً إلى ضرورة التنسيق الكامل بين وزارتي الصحة ووقاية المجتمع، والتربية والتعليم لتبني ملف الأطفال المصابين بالسكري داخل الدولة.

كما أشار إلى ضرورة تدشين برامج رياضية داخل المدارس للحد من معدلات الإصابة بالسكري بين الطلبة، وتعزيز عمليات التغذية السليمة في ظل انتشار الوجبات السريعة التي تسهم في زيادة الإصابة بالنوع الثاني من السكري.

ولفت المدني إلى أهمية إصدار وزير التربية والتعليم قراراً يلزم المدارس بقبول الطلبة المصابين بالسكري، داعياً إلى توقيع عقوبات على المدارس التي يثبت امتناعها عن قبول أي طفل مصاب بهذا المرض.

تنسيق فوري

وأوضح مصدر مطلع بوزارة التربية والتعليم أن الوزارة توفر ممرضين مؤهلين للتعامل مع الطلبة المصابين بالسكري في أغلب المدارس الحكومية.

وتابع، «في حال تسجيل أي طالب مصاب بالسكري في روضة أو مدرسة حكومية لا توجد بها ممرضة مدربة على التعامل مع مرضى السكري يتم التنسيق فوراً مع الإدارة المعنية لتوفير ممرضة متخصصة لمتابعة الطلبة حتى ولو كان إجمالي المصابين طالباً واحداً».

ودعا المصدر ذاته أولياء الأمور ممن يعانون من عدم قبول المدارس لأبنائهم المصابين بالسكري أو عدم توفير ممرضة متخصصة للتواصل مع الوزارة مباشرة أو عن طريق مراكز الاتصال المنتشرة بمختلف المناطق التعليمية على مستوى الدولة.

40000 درهم

وحول معاناة أولياء الأمور، أكدت خلود المهيري ولية أمر طالب بالحلقة الأولى وطالبة بمرحلة الرياض مصابين بالسكري أنها عانت في البداية مع المدارس الخاصة عند تسجيل ابنها الأكبر بعد رفض العديد من تلك المدارس قبوله.

وقالت: «بعد موافقة إحدى المدارس على قبوله فوجئت بارتفاع فاتورة المصروفات الدراسية التي تجاوزت 40 ألف درهم في مرحلة الرياض الأولى التي تزيد مع بداية كل عام دراسي».

وتابعت: «فضلت تسجيل ابنتي الثانية في روضة حكومية للاستفادة من الامتيازات التي توفرها الوزارة، إلا أنني فوجئت بتأكيد إدارة الروضة عدم وجود أي مساعدة طبية لحالة الطفلة داخل الروضة، وأنه علي أن أوفر لها خادمة أو أن أرافقها بنفسي طيلة اليوم الدراسي».

وأضافت: «تواصلت مع وزارتي الصحة ووقاية المجتمع والتربية والتعليم لإيجاد حل لمشكلتي، وبالفعل بادرت (التربية) بتغيير الممرضة الموجودة بالروضة بأخرى أكثر دراية بالتعامل مع حالات السكري، إضافة إلى تزويد عيادة الروضة بثلاجة لحفظ الأنسولين».

عناية ذاتية

كما بيّنت فاطمة عبدالله ولية أمر طالبة بالحلقة الثانية مصابة بالسكري أنها واجهت أمرين أحلاهما مر، تجسد الأول في رفض أغلب المدارس الخاصة قبول ابنتها المريضة بالسكري، بينما تمثل الأمر الثاني في عدم توفير العناية الطبية اللازمة لها بعد قبولها بمدرسة خاصة.

وأكدت أنها لم تجد أمامها سوى تعليم ابنتها العناية الصحية بنفسها ذاتياً حتى إنها تعلمت حقن نفسها بالأنسولين وهي ما زالت بالحلقة الأولى، داعية الجهات المعنية في الدولة إلى وضع حلول ناجعة لإنهاء معاناة الطلبة المصابين بالسكري داخل المدارس، لا سيما الخاصة.

بدورها، تطرقت أسماء البلوشي ولية أمر طالب بالصف الأول مصاب بالسكري من النوع الأول إلى معاناتها من النقص الملحوظ بالممرضات داخل المدارس الحكومية.

ولفتت إلى أنه في حال غياب ممرضة العيادة المدرسية المسجل بها ابنها لأي سبب تضطر إلى الذهاب للمدرسة ومتابعة حالته الصحية بنفسها، وترك ابنتها الرضيعة مع الخادمة.

وفي السياق ذاته استنكرت سميرة الشامسي ولية أمر طالب بالصف الثاني مصاب بالسكري منع المدرسة لابنها من المشاركة في الرحلات المدرسية إلا بمرافقة ولي أمره، وذلك بعدما منعت إدارة المدرسة الممرضات من مرافقة الطلبة أثناء الرحلات.

وتساءلت: «هل يعقل أن تواجه إدارات المدارس الخاصة نقص الكوادر الطبية بها من خلال حرمان الطلبة من المشاركة في الأنشطة اللاصفية التي تعزز قدراتهم وتمنحهم مزيداً من الثقة بالنفس.