السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

10 مفاهيم مغلوطة حول سرطان الثدي

10 مفاهيم مغلوطة حول سرطان الثدي
ليس كل ما يقال وينشر صحيحاً، بل هنالك الكثير من الأفكار الخاطئة والمغلوطة حول مرض سرطان الثدي الذي يعدّ أحد أكثر السرطانات شيوعاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمسبب الرئيس لحالات الوفاة الناجمة عن هذا المرض، لذا بات من الضروري البحث عن الخيارات التي تسهم بشكل فاعل في الكشف المبكر عنه، وتعزيز فاعلية العلاج بما يلعب دوراً فاعلاً في إنقاذ حياة المرضى.

واستعداداً لانطلاق مسيرتها العاشرة، قدمت مسيرة فرسان القافلة الوردية، إحدى مبادرات جمعية أصدقاء مرضى السرطان، المعنية بتعزيز الوعي بسرطان الثدي، وأهمية الكشف المبكر عنه، أبرز 10 مفاهيم مغلوطة حول هذا النوع من السرطانات، بما يفتح المجال أمام المجتمع للتعرّف بشكل علميّ أكبر على هذا المرض، وما يتبعه من خيارات، وأسس وقاية وعلاج.

يصيب النساء فقط


كثرت الاعتقادات بأن الرجال غير معرضين للإصابة بسرطان الثدي لأن حجم الثدي وأنسجته أصغر من نظيرتها لدى النساء، لكن في الحقيقة الرجال معرضون للإصابة بهذا النوع من السرطان تماماً مثل النساء، بل ربما تفوق نسبة وفيات الرجال بسبب هذا السرطان نسبتها بين النساء.


وتتجلى خطورة الإصابة لدى الرجال في قلة الوعي وعدم اتخاذ الخطوات المناسبة عند إصابتهم بورم أو كتلة في الثدي، ما يسبب التأخر في الكشف والتشخيص والعلاج، ومن أبرز أعراض الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال ظهور ورم أو كتلة قاسية تحت الحلمة أو تحت هالتها، وتغير في لون الجلد المحيط بها.

الإصابة بعد سن اليأس

تتعرّض النساء لخطر الإصابة بهذا النوع من المرض في أي مرحلة عمرية بعد سن البلوغ، ومن النادر أن تصاب الفتيات والشابات به قبل هذه الفترة، ما دفع "مسيرة فرسان القافلة الوردية" لتشجيع كل أفراد المجتمع بجميع فئاته العمرية لإجراء الفحوص الطبية الدورية والذاتية، حيث يلعب أسلوب الحياة والعادات الصحية كممارسة التمارين الرياضية، وتناول الأطعمة الصحية، والابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية، دوراً كبيراً في تقليل خطر الإصابة به.

وتفوق نسبة الوفيات بسبب سرطان الثدي، وحالات انتشاره الموضعي، وعودته بعد علاجه لدى الشابات نظيرتها لدى كبيرات السن، فالوعي بطبيعة الثدي، وحجمه ومظهره وملمسه، مهم جداً، وعند ملاحظة أي تغيير غير طبيعي، ينبغي استشارة الطبيب فوراً دون أي تأخير.

الوراثة ليست السبب الوحيد

يعتبر مرض السرطان واحداً من الأمراض التي تشهد نمواً غير طبيعيّ للخلايا التي تخترق الأنسجة وتدمرها، وهو عبارة عن مجموعة من الأمراض لها أسباب كثيرة، أبرزها العوامل الصحية السيئة كالتدخين، والطعام غير الصحي، وعدم ممارسة الأنشطة البدنية وغيرها، كما أن الخطر من هذا المفهوم المغلوط يتجلى باستسلام الأشخاص الذين يشمل التاريخ الطبي لعائلاتهم إصابات بسرطان الثدي، واعتقادهم بأنهم سيصابون به بسبب العوامل الوراثية.

وهذا المفهوم مغلوط حيث تشير الدراسات إلى أن 5 إلى 10% فقط من سرطان الثدي يعود لأسباب وراثية، و90% من باقي الحالات تتعلق بالعادات والعوامل البيئية، إذ تساعد الفحوص الوراثية الطبية التي توفرها القافلة على فهم الحالة الوراثية بدقة، واتخاذ القرارات المناسبة فيما بتعلق بالرعاية الصحية مستقبلاً، حيث يمكن للسيدات المعرضات لخطر الإصابة الوراثية بالمرض اختيار استئصال الثدي الوقائي كإجراء وقائي لتقليل احتمال الإصابة به.

فحوصات الماموغرام غير آمنة

تعتبر فحوصات الماموغرام واحدة من أكثر الخطوات أمناً لأنها تحتوي على جرعة منخفضة من الإشعاع ضمن الحدود الطبيعية للتعرض له، ومن المفاهيم المغلوطة عن هذا النوع من الفحوصات أنه يعرّض الشخص إلى جرعة كبيرة من الإشعاعات التي تفوق أضرارها فوائدها، لكنه يبقى المعيار الرئيس لنجاح الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

وتتميز أجهزة الماموغرام الحديثة بصور ذات جودة عالية للثدي مع المحافظة على أدنى درجات التعرض للإشعاع، بما لا يدع مجالاً للشك بأن فوائد الكشف المبكر عن سرطان الثدي والنجاح بعلاجه يفوق التأثيرات الجانبية البسيطة للتعرض لجرعة منخفضة من الإشعاع.

الجراحة تنشر سرطان الثدي

غالباً ما تنجح العمليات الجراحية باستئصال سرطان الثدي، وينبغي للمرضى إجراؤها حتى لو لم تنجح باستئصال الورم بشكل كامل، ومن أبرز الأوهام والمفاهيم المغلوطة أن السرطان ينتشر ويتفاقم بسبب التدخل الجراحي، ويرجع ذلك إلى سوء فهم آلية انتشار السرطان، إذ يتزايد عدد الخلايا السرطانية من خلال الانقسام، وتنتقل إلى الأنسجة المجاورة والبعيدة إما عن طريق غزوها أو غزو الأوعية الليمفاوية، وبجميع الأحوال يعود انتشار السرطان إلى الخصائص البيولوجية للخلايا وليس للعمل الجراحي.

الورم لا يعني الإصابة بالسرطان

إن معظم أورام الصدر حميدة وليست سرطانية، إذ لا ينبغي أن يصاب الشخص بالذعر عند اكتشاف ورم أو كتلة في الثدي لأن معظم الكتل تتشكل بسبب التغييرات في الخلايا والأورام الحميدة غير السرطانية والأكياس الدهنية وغيرها من الأسباب والعوامل.

وتشير الدراسات الطبية المتخصصة إلى أن ما يقارب من 80% من كل أورام الثدي حميدة وغير سرطانية، إذ تتغير أنسجة الصدر بشكل مستمر بسبب تقلب مستويات الهرمونات وخصوصاً خلال فترتي الحيض والرضاعة، ويمكن أن يعود السبب لتغيير أنسجة الثدي إلى عوامل دوائية، منها العلاج بالتعويض الهرموني، وحبوب منع الحمل وغيرها من المستحضرات والعقاقير الدوائية، ومع هذا يتوجب استشارة الطبيب فوراً عندما تكون الكتل أقسى من الثدي، وعند حدوث اختلاف واضح بين الكتلة والثدي، أو بين الثدي والثدي الآخر.

الحامل لا تصاب

بالرغم من ندرة إصابة المرأة بسرطان الثدي خلال فترة الحمل، إلا أنها يمكن أن تصاب به في أي مرحلة من مراحل حياتها، فعند ملاحظة ورم أو كتلة أو تغيير في الثدي ينبغي استشارة الطبيب فوراً، حيث يتوافر عدد من الفحوص الطبية للكشف عن سرطان الثدي، وخيارات علاجه لدى الحوامل.

الإصابة تعالج بنفس الطريقة

هناك الكثير من أشكال العلاج الخاصة بسرطان الثدي منها العمليات الجراحية، الإشعاعي، الدوائي، كما يمكن دمج أكثر من طريقة لضمان فعالية الخطة العلاجية الشاملة للمريض بما يتوافق مع الخصائص الطبية للحالة.

وتؤثر السمات البيولوجية والسلوكية لسرطان الثدي على الخطة العلاجية، فبعض الأورام صغيرة جداً لكنها تنتشر بسرعة كبيرة، وبعضها كبيرة لكنها تنتشر ببطء، ما يجعل الخيارات العلاجية متخصصة وفقاً لهذه السمات والخصائص إلى جوانب عوامل أخرى.

بعد العلاج.. لا يعود أبداً

حتى بعد نجاح العلاج والنجاة من سرطان الثدي، ينبغي للناجين توخي الحذر وإجراء الفحوص الدورية لضمان عدم عودته مرة أخرى، ولهذا تؤكد "القافلة الوردية" أهمية الفحص المبكر والدوري، وخصوصاً للناجين والناجيات من سرطان الثدي.

علاج سرطان الثدي صعب

يعد الكشف المبكر من أبرز العوامل التي تساعد في علاج سرطان الثدي، فعلى مدى عقد تقريباً أثبتت "مسيرة فرسان القافلة الوردية" للمجتمع أنها قادرة على علاج سرطان الثدي بشكل كامل في حال تم الكشف بشكل مبكر عنه، حيث أظهرت الدراسات أن 98% من حالات الإصابة بسرطان الثدي قابلة للعلاج عند الكشف المبكر، وخير دليل على ذلك عدد الناجين والناجيات المشاركين في المسيرة.