الأربعاء - 22 مايو 2024
الأربعاء - 22 مايو 2024

أطباء: الخلايا الجذعية مستقبل العلاج لكافة الأمراض

أكد أطباء ومتخصصون أن علاج مرض كورونا بالخلايا الجذعية اكتشاف مشجع ومهم ومتميز، وأشاروا إلى أن الخلايا الجذعية مستقبل العلاج لكل الأمراض.

وقال مدير المركز العربي للدراسات الجينية الدكتور محمود طالب آل علي إن العلاج بالخلايا الجذعية فكرة متميزة وخطوة إيجابية، لأن الخلايا الجذعية مستقبل علاج كل الأمراض، ويطلق على هذا النوع من العلاج «تجديد الحياة»، مشيراً إلى ضرورة زيادة عدد الحالات التي يتم إجراء التجارب السريرية عليها.

وأوضح أن الخلايا الجذعية موجودة في كل جسم الإنسان، ويمكن الحصول عليها من الدم أو الجلد وغيره من الأعضاء، على عكس ما يفهم البعض أنها تتواجد فقط في دم حبل السرة.

وقال آل علي إن بعض الأبحاث السريرية حول (كوفيد-19) المنشورة في دوريات علمية كبيرة أشارت إلى العثور على تسلل كبير للالتهابات وإفراز السيتوكينات الالتهابية في رئتي المريض والخلايا الظهارية السنخية والخلايا البطانية الشعرية، وأظهرت العديد من التقارير أن الخطوة الأولى من المرض، أن الفيروس يتعرف على وجه التحديد على مستقبلات الأنجيوتنسين التي تحول مستقبل الإنزيم ACE2 بواسطة بروتينه المرتفع.

ولفت إلى أن هذا المستقِبِل وفير في أنسجة الرئة والأمعاء الدقيقة، وبشكل كبير في الخلايا البطانية الوعائية وخلايا العضلات الملساء بجميع الأعضاء تقريباً بما في ذلك الجهاز العصبي والعضلات الهيكلية، ورغم أن العضو الرئيسي المصاب بـ(كوفيد-19) هو الرئة، إلا أنه يمكن أنه يمكن أن يصيب أيضاً كلاً من الجهاز العصبي، والهضمي، والبولي، ونظام الدم، والأنظمة الأخرى، لذلك عندما تكون الأعراض الأولية لدى المريض مرتبطة بأنظمة الجسم الأخرى بخلاف الرئة والجهاز التنفسي، فغالباً يكون من السهل تشخيصها بشكل خاطئ وتأخير العلاج.

وأوضح استشاري ورئيس جمعية الإمارات للأمراض الصدرية الدكتور بسام محبوب، أن العلاج بالخلايا الجذعية موجود ونجح في علاج بعض الأمراض، وأن تجربته في مجال علاج مرض كورونا «شجاعة»، وتتطلب إجراء كثير من الحالات والاطلاع على الدراسة التي أجراها مركز الخلايا الجذعية بأبوظبي.

ونوه بأن استخدام الخلايا الجذعية على نطاق واسع في البحث والتطبيق السريري، ثبت أنها تدخل إلى الأنسجة التالفة بسبب بعض الأمراض وفي بعض الأعضاء بالجسم، وتمارس وظائف مضادة للالتهابات والتنظيم المناعي، وتعزيز تجديد الأنسجة التالفة وتمنع تليف الأنسجة، كما تلعب دوراً إيجابياً بشكل رئيسي بطريقتين هما: التأثيرات المناعية وقدرات التمايز.

وأضاف محبوب أن الخلايا الجذعية يمكن أن تفرز العديد من أنواع السيتوكينات عن طريق إفراز الباراسرين أو إجراء تفاعلات مباشرة مع الخلايا المناعية، ما يؤدي إلى التحوير المناعي، وأظهرت الدراسات أن الخلايا الجذعية يمكن أن تقلل إلى حد كبير من إصابة الرئة الحادة عن طريق تقليل مستويات السيتوكينات الالتهابية وتجنيد الخلايا الالتهابية في الرئتين.

فيما ذهب استشاري ورئيس قسم الأمراض الصدرية والرعاية المركزة بالمستشفى الأمريكي بدبي الدكتور مازن زويهد، إلى أن كل العالم يجرب طرقاً علاجية وأدوية لعلاج مرض كورونا، وما فعله مركز الخلايا الجذعية بأبوظبي أمر جيد للغاية.

وأوضح أن هناك محاولات سابقة في العالم قبل (كوفيد-19) لعلاج بعض الأمراض التنفسية والرئة بالخلايا الجذعية، مؤكداً أن ما أعلنه مركز أبوظبي للخلايا الجذعية فكرة مميزة قائمة على تحريض الجسم للدفاع عن نفسه ومعالجة الأورام، كما يحدث في المعالجة المناعية لسرطان الرئة، حيث يعطون أدوية تكشف الخلايا السرطانية لكي تكتشفها المناعة وتقتلها، وفي هذا الاكتشاف فالجسم يقتل الفيروس بنفسه.

ولفت زويهد إلى أنه من الواضح أن مفتاح علاج الالتهاب الرئوي الناتج عن كورونا هو تثبيط الاستجابة الالتهابية، ما يؤدي إلى تقليل تلف الخلايا الظهارية السنخية والخلايا البطانية وإصلاح وظيفة الرئة، والخلايا الجذعية لديها قدرة مناعية قوية، وقد تكون لها آثار مفيدة على منع أو تخفيف العاصفة السيتوكينية.

وقال استشاري الأمراض الصدرية في دبي الدكتور شريف فايد إن الخلايا الجذعية تستخدم في علاج بعض الأمراض مثل أورام الدم والكبد، وتم تجربتها في تليفات الرئة.

وأوضح أن تجريب أي علاج في مواجهة (كوفيد-19) أمر مشروع، مثمناً دور القائمين عليه ومحاولات العلماء والأطباء الذين جربوا استخدام علاج الأوزون والأكسجين وأدوية الملاريا والإيدز وغيرها لعلاج هذا الفيروس.