الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

إماراتية تروي رحلة تعافيها من كورونا بـ«الخلايا الجذعية» خلال 48 ساعة

إماراتية تروي رحلة تعافيها من كورونا بـ«الخلايا الجذعية» خلال 48 ساعة

انتصار فريد من نوعه، وسعادة غامرة تترجمها دموع الفرح، هكذا تبدل حال المواطنة هدى محمد لشكري من مريضة بفيروس كورونا إلى التعافي منه في الإمارات بفضل علاج الخلايا الجذعية، حيث زالت معظم الأعراض من جسمها خلال 48 ساعة من تعاطيها العلاج بمعرفة فريق مركز أبوظبي للخلايا الجذعية.

وتروي هدى رحلة علاجها بالخلايا الجذعية قائلة، إن الله كتب لها عمراً جديداً بمعجزة، وإن الحكاية بدأت معها منذ كانت في الدوام في أبريل الماضي، حيث تعمل مسؤولة عن أحد المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة ووقاية المجتمع في الشارقة، وشعرت بألم شديد في جسمها بالتزامن مع معاناتها من ربو مزمن، ووصلت حرارتها في هذا اليوم إلى 40 درجة.

وأضافت أنها تناولت خوافض للحرارة، وتم أخذ مسحة منها في اليوم التالي وجاءت النتيجة سلبية، لكن المرض اشتد عليها يوم 19 أبريل وزارت مستشفى الجامعة بالشارقة لإجراء أشعة وفحوصات، وأخبرها الطبيب بأن الفحوصات والأشعة أثبتت أن لديها أعراض (كوفيد-19) ولا بد من إجراء مسحة مرة أخرى.

وذهبت هدى للإقامة في أحد المستشفيات الخاصة بالشارقة، وتم أخذ مسحة منها وكانت النتيجة إيجابية بحملها للفيروس، فأصابها اضطراب وقلق كبير.

وتوضح أن الأطباء وأسرتها شجعوها ورفعوا من روحها المعنوية، وأنها سجلت على تليفونها المحمول مقاطع صوتية لها تقول «أنت قوية يا هدى»، وظلت تسمعها أثناء فترة وجودها في العزل بالمستشفى.

وعن الأعراض التي شعرت بها، تقول هدى: «كنت أشعر بحرارة شديدة في صدري ولا أعرف في الرئة أم المعدة، جعلتني لا أقدر على الأكل ولا الشم، ويتم وضعي على جهاز الأكسجين كلما مر عدد من الساعات، وتناولت أدوية الهيدروكسي كلوروكين وفق البروتوكول العلاجي المعمول به في الدولة، بالإضافة إلى حقن عضل وعناصر ماغنسيوم وبوتاسيوم».

وتوضح هدى أنه في 23 أبريل الماضي اتصل ديوان صاحب السمو الشيخ محمد زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بزوجها وأخبروه أن فريقاً طبياً سيزور المستشفى بالشارقة لعلاجها في اليوم التالي، وبالفعل وصل الفريق المكون من أطباء وممرضين إلى المستشفى وتحدثوا معها عن ابتكار علاج الخلايا الجذعية، وسحبوا منها كيس دم وعادوا إلى أبوظبي مباشرة، ثم فوجئت بهم في المستشفى بالشارقة مرة أخرى في نفس اليوم الساعة 9 مساء.

وأكدت أن الطاقم الطبي أعطاها الجرعة الأولى من علاج الخلايا الجذعية فور وصولهم، بواسطة جهاز مشابه لجهاز جلسات البخار العادي، فشعرت بتحسن كبير وأن 50% من الأعراض زالت عنها بعد ساعات قليلة من استنشاق هذا العلاج، علاوة على انخفاض الحرارة وتفتح الجيوب الأنفية وهدوء التهابات الرئة.

وفي اليوم التالي حصلت هدى على الجرعة الثانية من العلاج، وبدأ ما تبقى من الأعراض في الزوال تدريجياً، مؤكدة أن 80% من الأعراض زال خلال 48 ساعة من تعاطي الجرعة الثانية.

وأشارت هدى إلى أن الفحوصات كانت مستمرة على فترات بعد الحصول على هذا العلاج، وأن الوظائف الحيوية لأعضاء الجسم عادت إلى طبيعتها بعد عدة أيام، كوظائف الكلى والكبد والرئة.

وأوضحت أنها خرجت من المستشفى، أمس الأربعاء، بعد أن ثبتت سلبية فحصين متتاليين للكشف عن كورونا بفاصل زمني بينهما 24 ساعة، وأنها تخضع حالياً للحجر المنزلي في غرفة خاصة بها بدورة مياه منفصلة، مع ارتداء الكمامة وقفازات الأيدي، وسيستمر العزل لمدة 14 يوماً لتعود إلى ممارسة حياتها بصورة طبيعية.

تحاول هدى نقل انطباعها عن التجربة، فتقول ودموعها تغلبها، إن تجربة المرض بكورونا صعبة للغاية، وأنها لم تشعر بهذه الأعراض من قبل ولا تسطيع وصفها، متحدثة عن شعورها وهي قاب قوسين أو أدني من دخول الرعاية المركزة وربما الغياب عن الوعي، راجية من كل فرد الخوف على أسرته ووالديه، واتخاذ التدابير الوقائية وعدم الخروج إلا للضرورة والالتزام بالتباعد الاجتماعي.

وأعربت هدى عن شكرها لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على جهوده في رعاية مرضى (كوفيد-19) ودعم مواجهة هذا الوباء داخل الإمارات وخارجها، وأيضاً دوره في دعم مركز أبوظبي للخلايا الجذعية.