السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

تفاعل عالمي غير مسبوق مع مبادرة الصلاة من أجل الإنسانية

تفاعل عالمي غير مسبوق مع مبادرة الصلاة من أجل الإنسانية

شهدت مبادرة الصلاة من أجل الإنسانية التي أطلقتها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية تفاعلاً عالمياً من القادة والزعماء ورجال الدين والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام والمشاهير، والذين أعربوا عن دعمهم ومشاركاتهم في الدعاء والصلاة والتضرع يوم الخميس 14 مايو من أجل خلاص الإنسانية من وباء كورونا الذي اجتاح العالم.

ورأى علماء دين أن الهدف من الصلاة بلغات العالم هو أن يزيح رب العالمين الغمة وأن يصبح العالم بعد انقضاء هذه الجائحة أكثر إنسانيةً وأخوة من أي وقت مضى، مشيرين إلى أن هذا الوباء لم يفرق بين عرق وآخر ولا بين دين وآخر، فالكل قد تجرع ويلاته.

وتفصيلاً، قال عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر الدكتور أحمد البدوي سالم «أصدرت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية يوم السبت الماضي نداء إنسانياً لجميع قيادات وأتباع الأديان وجموع الناس في شتى بقاع الأرض، ودعتْهم إلى الاستجابة لهذا النداء الإنساني، والتوجه إلى الله عز وجل بصوتٍ واحدٍ، ليحفظَ البشرية ويوفقَها لتجاوز أزمة فيروس كرونا المستجد التي ألمت بالعالم أجمع، وأن يُعيد إليها الأمنَ والاستقرارَ والصحة والنماء؛ ليصبحَ عالمنا -بعد انقضاء هذه الجائحة- أكثر إنسانيةً وأخوة من أي وقت مضى، وخصصت يوم الخميس الموافق 14مايو 2020 لذلك الحدث».

وأضاف سالم أن شيخ الأزهر الشريف الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، أعلن عبر حسابه الشخصي على فيسبوك ترحيبه بهذا النداء الإنساني النبيل ودعوة الناس حول العالم للصلاة والدعاء وفعل الخير؛ من أجل أن يرفع الله جائحة كورونا عن أسرتنا البشرية، فهذا الوباء لم يفرق بين عرق وآخر ولا بين دين وآخر، فالكل قد تجرع ويلاته؛ لهذا سمى الدكتور الطيب العالم بالأسرة البشرية، وهنا تتجلى معاني الأخوة الإنسانية النبيلة التي طالما يرسلها الطيب في كلماته، فالعالم مهما اختلفت دياناته وأعراقه إلا أنهم يجمعهم قاسم مشترك واحد هو الأخوة الإنسانية.

ولفت سالم إلى أن الدعوة لاقت ترحيباً كبيراً من بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، ودعوته للمشاركة في هذا الحدث العالمي، حيث قال: «بما أن الصلاة هي قيمة عالمية، فأرحب بدعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بأن يتحد المؤمنون من جميع الديانات روحياً في يوم 14 مايو بالصلاة والصوم والأعمال الخيرية، وذلك للدعاء إلى الله أن يساعد البشرية في التغلب على جائحة الفيروس التاجي.. فلتتذكروا أنه في 14 مايو، سوف يتحد جميع المؤمنين معاً، مؤمنين ذوي ديانات مختلفة، للصلاة والصوم والقيام بأعمال خيرية».

وبيّن سالم أن عدداً من قادة الدول والمنظمات الدولية الكبرى أعلنوا تأييدهم لنداء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، لافتاً إلى أن بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكردينال بشارة الراعي، دعا جميع المطرانيات والرعايا لإحياء 14 مايو، بناء على دعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، قائلاً: «تضامناً مع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وجميع كنائس العالم ومع الإخوة المسلمين، ندعوكم لإحياء يوم 14 مايو في المطرانيات والرعايا، كما نحييه في الكرسي البطريركي».

صلِّ للإنسانية

وصدرت، في هذا السياق، بيانات رسمية ومقاطع مصورة، تعلن الدعم والمشاركة بالصلاة والدعاء إلى الله عز وجل أن يوفق الأطباء والعلماء والمختصين في إيجاد علاج عاجل لهذا الفيروس الذي يفتك بالبشرية دون رحمة.

كما شهدت المبادرة تفاعلاً كبيراً من الجمهور في كل أنحاء العالم على مواقع التواصل الاجتماعي عبر الوسم الذي أطلقت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية وأدى التفاعل الكبير إلى تصدر وسم «صلِّ للإنسانية» ليصبح الأكثر تداولاً بين المغردين في تويتر في العديد من البلدان، لعدة ساعات، ما يعكس النجاح الذي حققته اللجنة من خلال الحملة الإعلامية التي أطلقتها عبر جميع وسائل الإعلام الرقمي والتقليدي، من أجل إيصال هذا النداء الإنساني لكل مكان في العالم.

صوت واحد لكشف السوء عن الإنسانية

من ناحيته، أعلن المجلس الإسلامي النيجيري مشاركته في الصلاة والدعاء والتضرع لله بصوت واحد ليكشف الله السوء عن الإنسانية جمعاء.

وأوضح رئيس هيئة الإفتاء ورئيس المجلس الإسلامي النيجيري الشيخ الشريف إبراهيم صالح الحسيني، في بيان صادر عن مكتبه، أن عموم المسلمين في نيجيريا يؤيدون هذه الدعوة، عملاً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، بالتزام التضرع إلى الله تعالى وقت الأزمات والشدائد، وعند نزول الأوبئة والأمراض، بل وفي جميع الأوقات.

وتأسست اللجنة العليا للأخوة الإنسانية لتتولى مهمة تنفيذ المبادئ الإنسانية السامية التي نادت بها الوثيقة، وتحويلها إلى حراك عالمي تسهم فيه جميع المؤسسات والهيئات الدينية والدولية، ويقود إلى نهضة حقيقية في مجالات الحوار والسلام والتعايش والمواطنة والأخوة الإنسانية.