الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

التوصية بإلغاء التخصصات الجامعية غير المطلوبة وإنشاء معهد دراسات مستقبلية

أوصى المتحدثون في مجلس وزارة الداخلية الرمضاني بإنشاء معهد مماثل للمعاهد العلمية في كل من البرمجة والدراسات المستقبلية والذكاء الاصطناعي، برمجة السيارات ذاتية القيادة، البيانات المفتوحة، مطالبين بمراجعة جميع التخصصات الجامعية في الجامعات الوطنية وإلغاء التخصصات غير المطلوبة وإدراج التي تتواكب مع المتغيرات الحالية والمستقبلية كما التشجيع على الابتكار في مجالات أمن الغذاء والماء والطاقة.

وأشاروا إلى ضرورة إعداد تقرير وظائف ومهارات المستقبل لكل وزارة من وزارات الدولة، والبناء على التوجيهات الصادرة عن القيادة بما يخص الاقتصاد في مرحلة ما بعد كورونا «شد الحزام»، والاستثمار في برامج نقل المعرفة من الدول الرائدة في مجالات معينة على غرار برنامج تصنيع الأقمار الصناعية.

جاء ذلك خلال المجلس الخامس من مجالس وزارة الداخلية الرمضانية الافتراضية في دورتها التاسعة والتي تنعقد عن بعد تحت شعار «إمارات المستقبل - مستعدون للخمسين» وتناقش موضوع عصر اللامستحيل ضمن محاور وظائف المستقبل، خدمات استباقية، عالمية الإمارات وتصدير الريادة.

وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل اللواء عبدالقدوس عبدالرزاق العبيدلي أن دولة الإمارات تصدرت قائمة مؤشرات التنافسية العالمية بحكمة قيادتها ونهجها الريادي في التنمية، مضيفاً أن الدولة احتلت المركز الأول عالمياً في نتيجة مؤشر نسبة الشعور بالأمان وفق تقرير معهد جالوب للقانون والنظام العالمي لعام 2019، محققة نتيجة 95.9% على المؤشر العام متقدمة على دول عالمية مثل النرويج و آيسلندا والدنمارك وسويسرا وإسبانيا وغيرها من الدول المشهورة بأنها الدول الأكثر أمناً على المستوى العالمي.

وذكر أن الإمارات احتلت المركز الخامس عالمياً على المستوى المروري في نسبة التحسن في خفض عدد وفيات الطرق وفقاً لتحليل منتدى النقل العالمي، كما تمكنت من تخفيض وفيات حوادث السير لكل 100 ألف من السكان من 20.2 حالة في عام 2005 إلى 3.8 حالة في عام 2019.

وأضاف: «حققت دولة الإمارات هذا المستوى العالمي المتقدم بفضل السياسات والأنظمة والممارسات وتمكين المرأة في الوظيفة العامة وفي الشأن العام في جميع المجالات.. واحتلت مراكز متقدمة في الوزارات الاتحادية والدوائر المحلية وفي المجلس الوطني الاتحادي والمجالس التنفيذية المحلية وفي قطاعات الأعمال»، لافتاً إلى أن ذلك تحقق نتيجة توجه القادة المؤسسين ورؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي اهتم بشكل شخصي بتعليم المرأة ومساواتها في الحقوق والواجبات، وتمكينها في الشأن العام بالمساواة مع شقيقها الرجل.

بدوره، ذكر رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي أن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في الاستعداد للمستقبل عبر تعزيز قدرات الشباب الإماراتي، مشيراً إلى أن وظائف المستقبل تعتمد على علوم الفضاء والعلوم المتقدمة من المهندسين والأطباء والباحثين ورواد الفضاء، وأن الخدمات الاستشرافية في المجالات ذات العلاقة بعلوم الفضاء تعد من العلوم الأساسية في المستقبل لأنها توفر الخدمات لجميع القطاعات مثل التصوير الجوي و الطقس والملاحة والتصوير وجميعها تصب في مصلحة المستقبل وتوفير الخدمات وفرص العمل لجميع القطاعات.

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة استشراف المستقبل بأبوظبي الدكتور سليمان الكعبي أهمية مهارات المستقبل للأجيال الحالية والقادمة، ووجوب العمل لتطوير والاهتمام بهذه الأجيال بصورة تعزز مهارات المستقبل وعلوم الغد، مشيراً إلى أن الإمارات وفي شتى الظروف تقدم تعليمياً عالي المستوى للجميع، ويعد التعليم عن بعد الجاري حالياً مثالاً حياً على ذلك، ويدل على مستوى استعداد الإمارات للمستقبل.

وقال مدير إدارة سياسات العلوم والتكنولوجيا في مكتب العلوم المتقدمة علي سهيل عبدالرحمن الهاشمي: «آن الأوان لخلق مسارات وظيفية تقنية وعلمية أو تخصصية في المؤسسات أو القطاعات ذات الطابع التقني أو الرقمي، وموازاتها راتباً ومنصباً بالمسارات الإدارية والمكتبية إن لم تكن أعلى على الأقل في المستويات الدنيا إلى المتوسطة»، وأضاف: «إن أقوى عامل حسب دراسات شملت بيانات إماراتية في تحفيز المهارات المتقدمة والتخصصية لدى الشخص من سنوات الدراسة فما بعد هو عامل التوقعات العالية»، مبيناً أن هناك فرصة لحوكمة البيانات العامة خاصة رقمياً، وكذلك نشر ثقافة البيانات الرقمية ضمن المؤسسات.

من جهته، ذكر خبير ومحكم دولي في مجال هندسة الميكاترونكس في محطة المستقبليون المهندس مشعل المرزوقي أن الدولة تشهد قفزات نوعية في مجال الصحة، خصوصاً الطب الدقيق، بما يحتم النظر إلى الجوانب الأمنية والمجتمعية مثل الجينات وخصوصيتها ونقل بياناتها رقمياً والحقوق فيها وتبعاتها الأمنية محلياً ودولياً، موضحاً أن القطاعات الرأسية التي ستشهد قفزات تحولية ومنها الصحة، التعليم، السياحة واللوجستية وغيرها، مشيراً إلى أهمية جذب ودعم هذه الشركات في الدولة، أو الشراكة معها، وخاصة الصغيرة منها ورواد الأعمال فيها.