الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يتقدمان ملايين المصلين من أجل الإنسانية

شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يتقدمان ملايين المصلين من أجل الإنسانية

شارك الملايين حول العالم من كافة الأديان والعقائد والأجناس، اليوم الخميس، في مبادرة «صلاة من أجل الإنسانية» وفي مقدمتهم شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وبابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، والكثير من السياسيين والمثقفين والشخصيات المجتمعية، ومن بينهم رؤساء دول ورؤساء وزراء حاليون وسابقون ووزراء، إضافة إلى العديد من المؤسسات الرسمية والدينية والاجتماعية من مختلف أنحاء العالم.

ووفرت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية من خلال موقع مستحدث بنداً لمشاركة الصلوات من كافة المصلين، سواء القيادات السياسية أو الدينية أو المشاهير أو الأسر والعائلات من كل الجنسيات والأديان والأعراق.

وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، اليوم الخميس، في كلمة بمناسبة الدعوة التي أطلقتها «اللجنة العليا لتحقيق أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية» لدفع وباء كورونا عن العالم: «إننا إذ ندعو العالم - اليوم - للتوجه إلى العلي القدير، والتقرب إليه بالعبادة والدعاء، فإننا - في الوقت نفسه - نستحث في البشرية جمعاء هذه الواشجة الجامعة واللُّحمة المشتركة بين أبنائها، ألا وهي لُحمة الأخوة الإنسانية، من أجل استعادة اكتشاف قيم العدل والسلام والتعايش والمساواة بين البشر جميعاً».

وأثنى على دعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية: «إنها دعوة صادقة مخلصة للتوجه لمن بيده ملكوتُ كلِّ شيء، والتضرُّع إليه، بالصَّلاةِ والدُّعاءِ والإنابةِ إليه واللجوء إلى حولِه وقوَّتِه، من أجلِ أن يعجل كشفَ هذه الغمة عن عبادِه، وأن يعافيهم من عواقبِها وتداعياتها، وأن يَشفي المرضى ويرحم الموتى بفضله ومَنِّه ورحمته»..

وأشار إلى أن تلك الدعوة تتم في احترام بالغ لخصوصيات العقائد والأديان والشعائر، ومع الإيمان التام بأهمية العلم وتقدير جهود الباحثين والعلماء، والثناء العاطر على كفاحهم في مواصلة البحث عن علاج ناجع لإنقاذ البشرية من هذا الوباء.

وزاد الطيب: «ليكُنْ هذا التاريخُ الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح على طريق جديد مملوء بالحبِّ والاحتِرام، وتعاون الإنسان مع أخيه الإنسان في مشهد تتَحوَّلُ فيه المحنةُ إلى منحة - بإذن الله -ويحل التكافل والتعاون محل القطيعة والعدوان، ليكن تاريخاً شاهداً على عزمنا وتصميمنا على وقف الحروب وسفك الدماء، ليكن تاريخاً نحتفل فيه بزوال آلامِ اللاجئينَ والمُهجَّرينَ وضحايا النزاعاتِ، والمظلومين والمُغتصبة بلادُهم وأراضيهم وأوطانهم ومُقدَّراتهم، ليكن الـ14 من مايو تاريخاً لعالم جديد تعلو فيه صناعة السلام على صناعة السلاح، ويُبرهِنُ على قُدرتنا على خلق بيئة مُشتركة نعيشُ فيها جميعاً إخوة متحابين».

واختتم الإمام الأكبر قائلاً: إنني باسم الأزهر، بل باسم كل أخ وأخت لي في الإنسانية، أشكرُ كلَّ فرد من أفرادِ الطواقمِ الطبيَّة، وكل عالِم وعالِمة، وباحث وباحثة عن علاج يدفع عنا غائلة هذا الوباء، وأشكر كلَّ صاحبِ مبادرة، أو مشروع إنسانيّ، فرداً كان أو مُؤسَّسةً، يكافح في هذه المعركة وأدعو الله أن يُوفِّقَهم وأن يجعلهم ذُخراً للإنسانيَّة جمعاء.

صلاة للتوبة

ومن ناحيته، ترأس البابا فرنسيس، شعائر للصلاة من أجل الإنسانية، استجابة لدعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ودعا الجميع إلى الاتحاد كإخوة ليسألوا الله أن يحررهم من هذا الشرّ (جائحة كورونا.(

وقال: إن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية نظمت يوماً للصلاة والصوم لنطلب من الله الرحمة والشفقة في هذه المرحلة المأساوية من الوباء، فجميعنا إخوة، مطالباً الجميع رجال ونساء من جميع الطوائف الدينية، بأن يتحدوا في الصلاة والتوبة لطلب نعمة الشفاء من هذا الوباء.

وأضاف بابا الكنيسة الكاثوليكية: «نصلّي جميعنا إخوة وأخوات من جميع الطوائف الدينية، في يوم صلاة وصوم وتوبة تنظّمه اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، كل فرد منا سيصلّي وستصلّي أيضاً الجماعات والطوائف الدينية، سيرفعون الصلاة إلى الله، جميعهم كإخوة متحدين في الأخوة التي تجمعنا في هذه المرحلة الأليمة وفي هذه المأساة».

وتابع البابا فرنسيس: «خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذه السنة أصيب نحو أربعة ملايين شخص، وصلاة اليوم لكي نطلب من الله أن يوقف هذا الوباء، كما أننا يجب أن نفكّر في الأوبئة الأخرى الموجودة في العالم وهي كثيرة، مثل أوبئة الحروب والجوع وغيرها».

وأكد: أن الأهم أننا اليوم، وبفضل شجاعة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية قد دُعينا جميعاً لنصلّي كلٌّ بحسب تقليده، ونقدم يوم توبة وصوم وأعمال محبّة ونساعد الآخرين.

إلهام العقول

ونيابة عن رئيس الاتحاد الأفريقي، وجه نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي كويسي كوارتي، كلمة بمناسبة يوم الصلاة والدعاء من أجل الإنسانية، دعا فيها الله أن يعين الإنسانية على مواجهة تحدي فيروس كورونا، وأن يلهم العقول من علمه ومحبته لتجاوز تلك المحنة.

صلاة ضد كورونا

فيما دعا الرئيس اللبناني ميشال عون، إلى التجاوب مع مبادرة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، للصلاة والدعاء من أجل الإنسانية ليحمي الله البشرية من خطر وباء كورونا.

وقال عون، إن الدعوة التي أطلقتها «العليا للأخوة الإنسانية» لتكريس اليوم للصلاة والصوم والدعاء وأعمال الخير في سبيل التخلص من وباء كورونا، تأتي من صلب أهداف المبادرة التي سبق وأطلقتها وأقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، والقاضية بإنشاء «أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار» في لبنان، للمساهمة في بناء حضارة إنسانية قائمة على قبول الآخر أياً كان انتماؤه ومعتقده، والاعتناء المتبادل بالاختلاف كحق وبالتنوع كضمانة.

وأشار إلى أن اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم مدعوون اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى تكريس مبادئ الأخوة والإنسانية، ليستحقوا فعلاً أن يكون وطنهم رسالة.

وأضاف عون: «في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان وغير المسبوقة، فلتتعانق أصوات المآذن مع قرع الأجراس على نية لبنان والعالم، ولتصمت كافة الأصوات التي تعبث بوحدتنا الوطنية، درع ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، بعدما أثخنتنا جراح الانقسامات وكادت مشاريع التفرقة أن تقضي على وطننا».

وتابع: «ليكن هذا اليوم انطلاقة جديدة لنا جميعاً لنبذ مسببات التباغض والتجييش المتفلت من ضوابط المنطق والعقلانية وحكمة التاريخ، فيضع كل أحد اختلافاته جانباً لنعيد إعلاء حصانتنا الداخلية المكرسة بوحدتنا الوطنية التي ترسي سلاماً وتمنح النعمة لوطننا، وقد بذلنا جميعاً أغلى ما لدينا من دماء شبابنا في سبيلها».

إضاءة معالم أبوظبي

وبهذه المناسبة، أضاءت إمارة أبوظبي أبرز معالمها الأيقونية دعماً لمبادرة الصلاة من أجل الإنسانية، التي أطلقتها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية لتوحيد الدعاء والصلاة حول العالم لرفع الوباء يوم الخميس 14 مايو.

ومن ناحيته، قال الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية المستشار محمد عبدالسلام، إن المبادرة للصلاة من أجل الإنسانية جاءت من وحي الواقع لأن أزمة كورونا باغتت العالم جميعاً، موضحاً أن الجميع وقف على قلب رجل واحد لرب واحد، لأن الوباء تخطى كل الأديان.

ومن جهته، أوضح السكرتير الشخصي لقداسة بابا الفاتيكان، وعضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية يوأنس لحظي جيد: أن الأزمة الحالية من أكثر الخبرات ألما، فجعلتنا نكتشف مدى هشاشتنا وهشاشة قدراتنا التكنولوجية والعلمية، لأن العدو (كورونا) أجبرنا على إغلاق دور العبادة وأفرغ الميادين، فيما جعلنا نكتشف أننا أخوة ونحتاج إلى بعضنا البعض، وأن الخطر لا يفرق بين الدول المتقدمة والنامية وبين الغنية والفقيرة.

وأفاد وزير إعلام الفاتيكان باولو روفينى، بأن الدعوة تلقاها كل المؤمنين وغير المؤمنين ممن لديهم النية الحسنة في رفع البلاء عن البشرية، مشيراً إلى أن الجميع يطلب من الرب أن يساعدنا لتجاوز الوباء.

وأضاف روفينى: «أن الوباء جعل الناس يدركون أننا لدينا روابط إنسانية وعلينا أن نطلب من الرب رفع البلاء، وأن نهتم ببعضنا البعض لتجاوز هذه المحنة».

مشاركة إماراتية

وفي ذات السياق، قالت الشيخة خلود القاسمي وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع الرقابة: «إن دعوة صلاة من أجل الإنسانية تمثل صوت ضمائرنا وفطرتنا التي خلقنا الله عليها، فالأوقات العصيبة مثل التي نعيشها الآن تتطلب منا الوقوف جنباً إلى جنب والتضرع إلى الله تعالى كي يزيل عنا هذه الغمة ويعيد لنا حياتنا الطبيعية التي سلبها منا فيروس كورونا».

وأوضحت مدير عام برنامج الشيخ زايد للإسكان المهندسة جميلة محمد الفندي: «القيم والأولويات هي التي تجمعنا اليوم نحو غاية واحدة هي التعايش السلمي والحفاظ على الإنسان ومكتسباته على الأرض».

وأضافت: نبتهل إلى خالق الأرض أن يرفع عنا البلاء ويرزق البشر جميعاً حياة آمنة ومستقرة، بعيدة عن الأوبئة والأمراض، عامرة بالصحة والسلامة.

وأكد مدير عام مركز الموطأ خليفة الظاهري: «هذا الإيمان والأمل والثقة يبعث في نفس كل المؤمنين السكينة ويجعلنا نتفاءل بالنور والفرج».

وأثنى الظاهري على وجود رموز دينيين يتقدمون مشهد الصلاة من أجل الإنسانية في مشهد رائع من أجمل صور الإنسانية، فالجميع يدعو الله تعالى أن يوفق الإنسانية إلى علاج وأن يوفق خط الدفاع الأول في مهمته الوطنية والإنسانية.

رموز ومشاهير

وبث عدد من الرموز الدينيين حول العالم والمشاهير والمثقفين والفنانين فيديوهات لصلواتهم من أمريكا وأوروبا وبلدان الشرق الأوسط.

وقال الفنان محمد صبحي في بث على موقع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية: سأصلي أنا وعائلتي وأدعو أصدقائي إلى مشاركتنا الصلوات والدعاء بإزاحة هذه الغمة.

كما ظهرت الفنانة أنغام في فيديو يحث متابعيها على المشاركة في الصلاة قائلة: سأصلي مع عائلتي من أجل أن يزول هذا الوباء.