السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

مناقشة واقع وتحديات «الأمن الغذائي وترشيد الاستهلاك» في الإمارات

مناقشة واقع وتحديات «الأمن الغذائي وترشيد الاستهلاك» في الإمارات

حصة بوحميد

استضافت وزيرة تنمية المجتمع حصة بنت عيسى بوحميد، وزيرة الدولة للأمن الغذائي مريم بنت محمد المهيري، في جلسة توعية عُقدت عن بُعد بعنوان: «الأمن الغذائي وترشيد الاستهلاك»، ضمن مبادرة جلسات افتراضية «من البيت»، التي تتيحها الحملة الوطنية «الإمارات تتطوع» من خلال منصة «متطوعين. إمارات»، حيث تمحورت الجلسة حول واقع وتحديات «الأمن الغذائي وترشيد الاستهلاك» في دولة الإمارات، لا سيما في ظل الظروف الحالية وأزمة (كوفيد-19).

وخلال الجلسة الافتراضية التي تابعها مئات المواطنين والمقيمين، الثلاثاء 19 مايو، من بيوتهم، طرحت حصة بوحميد مجموعة تساؤلات على وزيرة الدولة للأمن الغذائي، تتصل بإمكانية تعايش الفرد والأسرة مع الوضع الراهن، والمحافظة على استقرار الأمن الغذائي، إضافة إلى أهمية ترشيد استهلاك الغذاء ودور أفراد المجتمع تجاه الأمن الغذائي، علاوة على تأثير جائحة كورونا على هذا القطاع المهم عالمياً، وجهود دولة الإمارات ورؤية قيادتها الاستباقية والاستشرافية لدعم منظومة الأمن الغذائي الوطني، باعتبارها إحدى أهم الأولويات الاستراتيجية للدولة في مواجهة مختلف التحديات والظروف.

وفي مستهل الجلسة، قالت حصة بنت عيسى بوحميد: "أنا ومريم المهيري نتطوع اليوم ضمن حملة «الإمارات تتطوع» في جلسة افتراضية «#من_البيت» لنشر ثقافة ترشيد الاستهلاك ودعم الأسرة والمجتمع للتحلي بمسؤولية وطنية إسناداً لهذا الملف الحيوي، مشيرة معاليها إلى أن الأسرة تمتلك مفاتيح سهلة وأدوات بسيطة لكنها مهمة وفعَّالة في إدارة شؤون أفرادها الغذائية، وتحقيق الأمن الغذائي، ومن خلال توفير الغذاء الصحي والآمن، مع التحلي بسلوكيات ترشيد الاستهلاك".

وأكدت حصة بوحميد أن ملف الأمن الغذائي كان ولا يزال استراتيجياً بنظرة استباقية لقيادة وحكومة الإمارات، وأن ترشيد الاستهلاك مسؤولية وطنية تمس كل فرد في المجتمع، خصوصاً في ظل الظروف الراهنة. وبفضل الله وجهود قيادة دولة الإمارات، لم يمر علينا يوم ذهبنا فيه إلى السوق ووجدنا نقصاً في سلعة غذائية، مضيفة: «وطننا بخير، والأمن الغذائي واقع مطمئن ومستقبل مبشر، وهو تأكيد وانعكاس لما قاله سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «الغذاء والدواء خط أحمر».

وقالت: قريباً إن شاء الله سنحتفل بعيد الفطر المبارك، واضعين نصب أعيننا مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد: «شعب الإمارات ذكي ولماح وسريع البديهة»، فعلينا أن نكون على قدر المسؤولية وأن نحافظ على أسرنا ومجتمعنا.

وتابعت وزيرة تنمية المجتمع: «نحن في نعمة ورحمة، وهذا الخير في دولة الإمارات هو امتداد لخير والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،»طيب الله ثراه«، فهو أصل الخير كله رحمه الله، مضيفة: لم يكن هناك نقص أو قصور في الغذاء يوماً ما، الذي يتوفر بكميات كبيرة وكافية، وكل ما نحتاجه هو حمد وشكر هذه النعمة، والشكر يكون بالفعل وليس بالقول، لذا فإن الأسرة مطالبة بالترشيد وبترسيخ هذا السلوك في نفوس أبنائها، ليعم ويدوم الخير في دولة الإمارات في كل الظروف والأوقات».

من جانبها، أكدت وزيرة الدولة للأمن الغذائي مريم المهيري، خلال اللقاء، أن ملف الأمن الغذائي هو أحد أهم الملفات الحيوية في دولة الإمارات، وتتمتع منظومة الغذاء الوطنية بالكفاءة والمرونة والجاهزية الكاملة التي جعلتها قادرة على التعامل مع أزمة تفشي وباء كورونا.

وتابعت: «في بداية أزمة كورونا واجهنا العديد من التحديات، ولكن بفضل ما تعلمناه من القيادة الرشيدة، استطعنا تحويل تلك التحديات إلى فرص، من خلال التجارب والخبرات التي اكتسبناها في إدارة كامل منظومة الغذاء في الدولة، فدولة الإمارات تنعم بقيادة تعمل على توفير كل السبل والممكنات من أجل تلبية احتياجات ومتطلبات المجتمع».

وأشارت إلى أن رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد «لا تشلون هم»، كان هدفها نشر الطمأنينة واليقين المجتمعي بقدرة دولة الإمارات على مواجهة التحديات والخروج من الأزمات بقوة وثبات، وهي أيضاً رسالة دعم لنا، نحن القائمون على ملف الأمن الغذائي، وتمنحنا الدعم للمواصلة نحو التميز والريادة في هذا الملف.

ونوهت بأن الحد من هدر وفقد الغذاء يعد أحد الركائز الأساسية في الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، وقالت: «تعد سلوكيات ترشيد الاستهلاك ركيزة أساسية لتقليل نسب هدر وفقد الغذاء في الدولة، وعلينا أن نكون أكثر حرصاً على تغيير سلوكياتنا تجاه الغذاء من حيث النوعية وحجم الاستهلاك»

وأضافت: «أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تعمل دائماً على دعم منظومة الغذاء في الدولة بكل السبل والممكنات الضرورية التي تضمن استدامة الإمدادات الغذائية في كل أسواق الدولة، والمطلوب اليوم هو دعم المجتمع ومساهمته الإيجابية من خلال تعزيز سلوكيات ترشيد استهلاك الغذاء وتحويلها إلى ثقافة مجتمعية تتوارثها الأجيال. لا بُدَّ أن يؤدي الأب والأم معاً دوراً إيجابياً من خلال توعية وتوجيه الأبناء صحياً وغذائياً، لينعم كل أفراد الأسرة والمجتمع بطعام آمن وصحة جيدة».

وأكدت أن المنتجات الغذائية الرئيسية متوفرة في كل أسواق إمارات الدولة في ظل الأزمة الراهنة، وذلك بفضل دعم القيادة وجهود مختلف الشركاء في الدولة.

وأشارت إلى أن مفهوم الأمن الغذائي متأصل في ماضينا، متمثلاً في إنتاج التمور وتربية المواشي، حيث كانت حياة الأجداد بسيطة، ولكنهم كانوا قادرون على الاكتفاء ذاتياً من الغذاء الذي ينتجوه، أما اليوم فقد تغير الواقع، ونحن نسعى جاهدين لتحقيق زيادة كبيرة في الإنتاج المحلي لتعزيز أمننا الغذائي، حيث يتمتع المنتج المحلي بأولوية كبيرة من حيث كونه طازجاً وصحياً بسبب قلة عمليات النقل والتخزين.

ووجّهت مريم المهيري للمجتمع 4 نصائح، وهي: دعم المنتج المحلي، وترشيد الاستهلاك والحد من هدر الطعام، والتحلي بالسلوكيات الصحية في شراء ما يحتاجه الفرد والأسرة، وتحسين النظم الغذائية لتقوية المناعة وضمان صحة الجميع، لافتة إلى أن ترشيد الاستهلاك يحافظ على الغذاء تحسباً لأي متغيرات، كما يوفر الغذاء لأكبر عدد من الناس ولأطول فترة من الزمن.

وفي نهاية اللقاء، أشارت إلى أن الأمن الغذائي في الإمارات يعني تمكين المواطنين والمقيمين في الدولة من الحصول على الغذاء الصحي والآمن والكافي بأسعار مناسبة في كل الأوقات والظروف، بما فيها أوقات الطوارئ والأزمات.

وطمأنت كل أفراد المجتمع، وأكدت أن منظومة الغذاء في الدولة تعمل بخير، وتعمل بنجاح على تجاوز الأزمة الراهنة، وأن أسواق الغذاء في الدولة ستظل عامرة بمختلف المنتجات الغذائية خلال الفترة المقبلة وكل الأوقات.